«أعزب»؟ مواطن درجة ثانية!

آراء

حينما أصدر أمير الرياض قراره بالسماح للعزاب بدخول الأسواق التي كانت محتكرة على العائلات جاء من يسأل: من يحمي العوائل من أذى العزاب؟ وإن طالب بعضنا بفتح دور السينما في مدننا كوسيلة مهمة في الترفيه والتثقيف قفز من يكرر السؤال: كيف نأمن من أذى المتطفلين والمزعجين؟

أما «أم القضايا» فهي قيادة المرأة للسيارة: كيف نضمن سلامة وأمن المرأة في الشوارع أو إن تعطلت سيارتها؟ ومع تقديري الصادق لمثل هذه الأسئلة، وفيها وجاهة وأهمية، فإن هذه الأسئلة تطرح سؤالاً مهماً بين سطورها:
أين الأجهزة الأمنية من هذه المخاوف؟ تلك أسئلة تخفي أيضاً بين سطورها فكرة خطيرة ألا وهي أن المجتمع في نظرته وتعامله مع المرأة قد أصبح متخلفاً متوحشاً إلى درجة أن المرأة لا تأمن على نفسها إن قادها أي ظرف لتمشي وحيدة في الشارع العام. بل تحول العزاب -في نظرة المجتمع- إلى قطعان من الذئاب اللاهثة وراء أي امرأة في الأسواق والأماكن العامة.

من أسس لهذه النظرة؟ ولنفترض أن هذه المحاذير تجاه المرأة حقيقية، أين دور المؤسسات الأمنية في حماية الناس -رجالاً ونساءً- من الأذى (بكل أشكاله) في الأسواق والشوارع والأماكن العامة؟ وإن لم يرتدع الشباب -من تلقاء أنفسهم- عن أذى الغير هل نكتفي بالقول: شباب قليل أدب؟ ألا توجد أنظمة وقوانين تردع «قلة الأدب» التي قد تؤذي المجتمع؟

لا يمكن أن تترك هكذا مخاوف للحظ أو نتعامل معها حسب الظروف أو بعد أن تقع الفأس في الرأس.

إن لم توضع أنظمة أمنية صريحة لردع ومعاقبة كل من يؤذي الآخرين -بقول أو فعل- فسيبقى المجتمع في غالبه قلقاً وحذراً من وجود «الشباب» في الأماكن التي ترتادها العائلات. وإلا، وفي هكذا ظرف، فإننا -من دون أن ندري- نتعامل مع الشاب الأعزب كما لو كان مواطناً من درجة ثانية!

نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (١٢٥) صفحة (٣٦) بتاريخ (٠٧-٠٤-٢٠١٢)