آن الأوان ليكون للشعب الفلسطيني قيادة أقل فسادا و أكثر نضجا وعقلانية

آراء

خاص لـ هات بوست:

منذ أن تم الإعلان يوم 13 أـوت الفارط عن اتفاق السلام بين دولة الإمارات وإسرائيل حتى توالت التصريحات من طرف القيادة الفلسطينية الحالية،تصريحات كان فيها الكثير من التهجم على قرار سيادي لدولة مستقلة ذات سيادية كاملة على ما تقوم به،لم تترك هذه القيادة التي طالما كانت دولة الإمارات العربية المتحدة،تقف إلى جانبها طيلة عقود خلت،لم تترك فرصة إلا وقامت بالتشهير والمس من قيادة دولة ساندت “القضية” الفلسطينية ودعمت الشعب الفلسطيني وفتحت أبوابها لتستقبل العمال والطلبة على أراضيها طيلة سنوات ولازالت،وقدمت المساندة المالية والدعم اللامنتاهي واللامشروط،دون ذكر المساعدات الإنسانية التي كانت تصل عبر المنظمات المحلية أو الدولية من دولة الإمارات..إلا أن القيادة الفلسطينية الحالية ــــ والتي يتهمها الشعب الفلسطيني بالمتاجرة بقضيته ــــ لم تتوانى لحظة عن التهجم والإساءة لمن مد يده لهم بالخير والمساعدة،وهو ما دفع عدد من المتابعين للشأن الفلسطيني اليوم إلى طرح السؤال حول مدى شرعية هذه القيادة التي تتحكم في مصير الشعب الفلسطيني منذ سنوات وتتخذ القرارات بإسمه دون أن يكون لها أي نجاح على أرض الواقع لحلحلة الأزمة الجاثمة على صدور أبناء الشعب المفقر بينما تمتلئ أرصدة هؤلاء “القادة” بالأموال وينعم أبناؤهم بفرص الدراسة بالخارج والعمل في الوقت الذي يموت فيه فقراء فلسطين في مواجهة السلاح الإسرائيلي الموجه في كل لحظة إلى صدورهم ولا يتحرك هؤلاء الذين نصبوا أنفسهم “أصحاب القضية”،لا يتحرك أي منهم سوى للتحريض واستعمال لغة موغلة في الحماس المفرط والانفعالية و للشتم والتشهير والإساءة للآخر دون طرح بدائل واقعية يمكن أن تحل أزمة الشعب الفلسطيني منذ سنوات وكأن بهم “يريدون لأزمة الشعب الفلسطيني أن تطول لعلهم يجنون من وراءها أرباح أخرى”..وهو ما يدعونا بنا اليوم إلى الإقرار بأن الشعب الفلسطيني يستحق قيادة أفضل،قيادة أكثر نضج على المستوى الدبلوماسي والسياسي وأكثر عقلانية في التحاور والتفاوض من أجل استرجاع حق الشعب الفلسطيني الذي ضاع بين أروقة البنوك والمصارف الأوروبية بعدما قبض هؤلاء “القادة” الثمن في وضح النهار وجنح الليل..

اتفاق “أبراهام” التاريخي باب للسلام في الشرق الأوسط

أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية يوم 13 أوت 2020،عن وساطتها بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل من أجل إبرام اتفاق سلام،يعرف باتفاق “أبراهام”،بين الدول الثلاث لتكون دولة الإمارات بذلك ثالث دولة بعد مصر والأردن تبرم اتفاق سلام مع إسرائيل،ولتخطو خطوة نحو السلام في منطقة الشرق الأوسط،وهو اتفاق وجد استحسان دوليا كبيرا خاصة بعد الإعلان على أن من أهم بنوده هو إيقاف إسرائيل لضم الأراضي الفلسطينية..حيث وصف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، هذا الاتفاق بالتاريخي،فيما شدد ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد، على أنه تم الاتفاق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو،على إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية، كما تم الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل على وضع خارطة طريق نحو تدشين التعاون المشترك وصولاً إلى علاقات ثنائية..وجاءت بنود اتفاق السلام لتؤكد على مباشرة العلاقات الثنائية الكاملة بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة في الوقت الذي تتوقف فيه إسرائيل عن خطة ضم أراض فلسطينية بطلب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وبدعم من دولة الإمارات..كما أكد الاتفاق على أنه يجوز لجميع المسلمين أن يأتوا لزيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه،كما ينبغي أن تظل الأماكن المقدسة الأخرى في القدس مفتوحة أمام المصلين من جميع الأديان..وشدد الاتفاق كذلك على أن دولة الإمارات وإسرائيل ستقومان بتعزيز التعاون وتسريعه، فيما يتعلق بمعالجة وتطوير لقاح كورونا المستجد “كوفيد 19” ..إلى جانب زيارة الوفد الإسرائيلي يوم 31 أغسطس الماضي لدولة الإمارات لتوقيع اتفاقيات ثنائية تتعلق بقطاعات الاستثمار والسياحة والرحلات الجوية المباشرة والأمن والاتصالات والتكنولوجيا والطاقة والرعاية الصحية والثقافة والبيئة وإنشاء سفارات متبادلة وغيرها من المجالات ذات الفائدة المشتركة..وقال مسؤولون في البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توسط في التوصل للاتفاق الذي بموجبه وافقت إسرائيل على تعليق ضم مناطق في الضفة الغربية المحتلة..كما أنه من المنتظر أن يعزز هذا الاتفاق من التصدي لنفوذ إيران في المنطقة والتي تعتبر مصدرا للفوضى وبث الفتنة والطائفية وتمثل تهديدا رئيسيا لمنطقة الشرق الأوسط الذي يشهد الكثير من الصراعات منذ عقود خلت..وكانت إسرائيل سنة 1979 قد قامت بتوقيع اتفاقا للسلام مع مصر،وفي سنة 1994 وقعت أيضا معاهدة للسلام مع الأردن في الوقت الذي كانت فيه دولة الإمارات وأغلب الدول العربية لا تعترف بإسرائيل ولا تملك أية علاقات دبلوماسية أو اقتصادية رسمية معها..

دولة الإمارات تنجز على أرض الواقع ما عجزه عنه الآخرون

أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة أن قرار السلام يبقى فلسطينيا إسرائيليا بامتياز في حين أن الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل بوساطة أميركية يجدد فرص حل الدولتين التي ينادي بها الفلسطينيون والمجتمع الدولي بناء على قرارات الأمم المتحدة..كما أعلن الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد أن الإمارات وإسرائيل اتفقتا على وضع خارطة طريق لتدشين التعاون المشترك وصولا إلى علاقات ثنائية وذلك بعد اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو تم خلاله الاتفاق على وقف إسرائيل ضم أراض من الضفة الغربية…وبهذا يكون اتفاق السلام الذي عقدته دولة الإمارات قد أوقف فعليا وعلى أرض الواقع خطط إسرائيل لضم أجزاء من الضفة الغربية..كما شدد وزير الدولة الإمارات للشؤون الخارجية أنور قرقاش على ” تويتر” عبر تغريدة يقول فيها “بينما يبقى قرار السلام فلسطينيا إسرائيليا بامتياز،أتاحت مبادرة الشيخ محمد بن زايد الجريئة، عبر إبعاد شبح ضم الأراضي الفلسطينية، المزيد من الوقت لفرص السلام عبر حل الدولتين، وتطوير العلاقات الطبيعية مقابل ذلك منحى واقعي تطرحه الإمارات بكل شفافية بعيداً عن المزايدات”مضيفا في تغريدة أخرى قول أن “ردود الفعل الإيجابية من العواصم الرئيسية على الإعلان الثلاثي مشجعة، وخاصة أنه عالج في تقدير هذه العواصم خطر ضم الأراضي الفلسطينية على فرص حلّ الدولتين،قرار الشيخ محمد بن زايد الشجاع يعبّر عن واقعية نحن في أمس الحاجة لها. القرار الناجح فيه أخذ وعطاء وهذا ما تحقّق”…مفيدا أيضا أن “قرار الإمارات كان محل تداول منظم ونشط ضمن آلية صنع القرار في سياستنا الخارجية، وكعادة الشيخ محمد بن زايد اطلع على كافة الجوانب وقاد القرار ضمن رؤية إستراتيجية تجمع بين الواقعية السياسية واستشراف جريء للمستقبل. قرار شجاع من قائد استثنائي”…وفي ذات السياق قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن”الاتفاق الإسرائيلي الإماراتي خطوة مهمة نحو استقرار الشرق الأوسط”.في الوقت الذي أبدت فيه المفوضية الأوروبية ترحيبا بالاتفاق بين إسرائيل والإمارات، مؤكدة أنه يصب في مصلحة البلدين وسيساهم في تعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط..حيث صرحت الناطقة باسم المفوضية في إفادة صحفية “إنه مهم (للبلدين) والاستقرار الإقليمي”..مشددة على أن “البلدان شريكان لنا وبالطبع نحن ملتزمون بحل الدولتين ومستعدون للعمل من أجل استئناف المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين”…ومن جهتها أعلنت سلطنة عمان،في بيان أوردته وكالة الأنباء العمانية،عن تأييدها لقرار الإمارات بشأن العلاقات مع إسرائيل.. حيث أكد الناطق الرسمي باسم الخارجية العمانية تشديده على “تأييد السلطنة قرار دولة الإمارات العربية المتحدة بشأن العلاقات مع إسرائيل في إطار الإعلان التاريخي المشترك بينها وبين الولايات المتحدة وإسرائيل”.. معربا عن أمله في أن “يسهم ذلك القرار في تحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في الشرق الأوسط”…

انجاز دبلوماسي يتصدى للمخطط التخريبي في المنطقة

شدد عدد من المسؤولين في البيت الأبيض على أن “الاتفاق جاء نتاج مناقشات مطولة بين إسرائيل والإمارات والولايات المتحدة جرى تسريع وتيرتها في الفترة الأخيرة.” ليصدر بيان ثلاثي مشترك مؤكدا أن ” ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد “اتفقوا على التطبيع الكامل للعلاقات بين إسرائيل والإمارات”…مضيفا أن “من شأن هذا الإنجاز الدبلوماسي التاريخي يعزز السلام في منطقة الشرق الأوسط، وهو شهادة على الدبلوماسية الجريئة والرؤية التي تحلى بها القادة الثلاثة، وعلى شجاعة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل لرسم مسار جديد يفتح المجال أمام إمكانيات كبيرة في المنطقة”…كما أشار بيانا صادرا عن ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد على أن “الاتفاق سيوقف ضم مزيد من الأراضي الفلسطينية التي قالت إسرائيل إنها كانت تنتظر ضوءا أخضر من واشنطن لإعلان بسط سيادتها عليها..وفي نفس الوقت كتب ترامب في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” يقول “انفراجة ضخمة اليوم! اتفاق تاريخي للسلام بين دولتين صديقتين عظيمتين لنا هما إسرائيل والإمارات”.فيما شدد دولة الإمارات إن الاتفاق يحافظ على حل الدولتين، مؤكدة على أنها ستظل داعمة قوية للشعب الفلسطيني..حيث أكد رئيس الوزاء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الاتفاق يشكل “يوما تاريخيا” لبلاده..وصرح مبعوث الولايات المتحدة المختص بالملف الإيراني برايان هوك إن الاتفاق يمثل “كابوسا” لإيران ولجهودها ضد إسرائيل،التي تشعر بالقلق بشكل خاص مما تشتبه في أنها جهود من إيران لتطوير أسلحة نووية ..اضافة إلى تورط إيران في حروب بالوكالة في المنطقة من سوريا وحتى اليمن الذي شكلت فيه الإمارات جزءا من قيادة تحالف يحارب القوات التي تدعمها إيران هناك من أجل زعزعة استقرار المنطقة وتقسيم الدول خدمة لمشروع توسعي يسعى لبث الفوضى والفتن الطائفية في المنطقة..كما تمت الإشارة إلى أنه “نتيجة لهذا الانفراج الدبلوماسي وبناء على طلب الرئيس ترامب وبدعم من دولة الإمارات،ستتوقف إسرائيل عن خطة ضم أراض فلسطينية وفقا لخطة ترامب للسلام، وتركز جهودها الآن على توطيد العلاقات مع الدول الأخرى في العالم العربي والإسلامي،وإذ تؤمن كل من الولايات المتحدة ودولة الإمارات وإسرائيل بإمكانية تحقيق إنجازات دبلوماسية إضافية مع الدول الأخرى، فإنها ستعمل معا لتحقيق هذا الهدف”..وفي أخبار متواترة من البيت الأبيض، تفيد أن ترامب صرخ أن “اتفاقات مماثلة قيد النقاش مع دول أخرى في المنطقة”..وقال مسؤولون في البيت الأبيض أن ترامب أكد على أن “هذا الاتفاق خطوة مهمة صوب بناء شرق أوسط أكثر سلاما وأمنا ورخاء. والآن بعد أن انكسر الجليد… أتوقع أن تحذو المزيد من الدول العربية والإسلامية حذو الإمارات… وتطبع العلاقات مع إسرائيل.”.”مشيرا أن الولايات المتحدة ” تناقش ذلك بالفعل مع دول أخرى، قوية جدا، دول جيدة جدا تريد أن ترى السلام في الشرق الأوسط وبالتالي على الأرجح سترون المزيد مثل ذلك… هناك أشياء تحدث لا يمكنني التحدث عنها لكنها إيجابية للغاية..”

حق الشعب الفلسطيني في قيادة لا ينخرها الفساد

منذ سنة 1967 وجهود الحركة الوطنية الفلسطينية تشهد الكثير من التعثر بخصوص التفاوض حول حل الدولتين،إضافة إلى أزمة الثقة التي تشهدها آليات ووسائل الحركة الوطنية والتي وصفها البعض بأنها تقليدية والتي تتمثل في السلطة الفلسطينية وحركة فتح و منظمة التحرير الفلسطيني،مما أدى إلى استمرار ضم الأراضي الفلسطينية إلى جانب الانقسامات والصراعات الداخلية التي أضعفت الموقف الفلسطيني وجعلت الشعب رهينة تقاتل القيادات عن المناصب والمصالح مما جعل الأصوات تتعالى بضرورة العمل على تغيير هذه القيادة خاصة مع ظهور جيل جديد من القادة القادرين على رأب الصدع السياسية وضخ حياة جديدة في المؤسسات الفلسطينية وتمتعه بالقدرة على تقديم بدائل إستراتيجية قد تكون لها نتائج دبلوماسية وسياسية تخدم صالح الشعب الفلسطيني وتضع مصلحته قبل المصالح الشخصية وتوفر ضمانات لنجاح مسار التفاوض السلمي بين الجانبين.. فالمتابع للشأن الفلسطيني لابد له أن يلاحظ أن السلطة الفلسطينية أخذت بالضمور خلال العقد الماضي،حيث أثبتت فشلها التام في رعاية جيل جديد من أبناء الشعب الفلسطيني الذي خير الهجرة لعدد من الدول العربية والخليجية والأوروبية بحثا عن فرص حياة أفضل دون أن نتغاضى عن الدور الذي أخذ يتنامى في السنوات الأخيرة للنقابات والجماعات الطلابية، والأطراف الفاعلة الأخرى في المجتمع المدني،التي أخذت توسع نشاطها السياسي في الداخل لحد التشابك مع القادة الأكثر شبابا ممن يستطيعون إعادة الروح إلى السياسات الفلسطينية،في الوقت الذي تنادي فيه أطراف داخلية وخارجية فلسطينية في المهجر، تنادي بضرورة العمل على انتقال القيادة من جيل إلى جيل،جيل جديد قادرة على الإدارة بروح العصر وبتفكير أكثر عقلانية يعلي مصلحة أبناء الشعب الفلسطيني وينسى المصالح الشخصية والتقاتل على النفوذ والتفرد بالقرارات الذي عانى منه لمدة تزيد عن الـ70سنة..حيث يعتبر سوء تسيير المال العام والفساد الذي ينخر المؤسسات الفلسطينية من أكثر المواضيع طرحا بين الجيل الجديد من أبناء الشعب الفلسطيني الذي لم تعد تنطلي عليه الشعارات الزائفة والكلمات الرنانة والألفاظ الحماسية المفعمة بالعواطف والانفعالية،حيث فهم الجيل الجديد من أبناء الشعب الفلسطيني أن “المتاجرة بالقضية” طالما در الكثير على هؤلاء “القادة” ـــ من مختلف الحركات السياسية ـــ الذين طالتهم الاتهامات باستغلال النفوذ وتبديد الأموال العامة حيث أكد عدد من التحقيقات وجود بون كبير بين مظاهر حياة الترف التي يعيشها هؤلاء وبقية أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وغزة..فيما أظهرت تحقيقات أخرى امتلاك هذه “القيادات” لعقارات باهظة الثمن في مختلف أنحاء العالم، منها أبراج سكنية في قطر،وأرصدة بنكية في بنوك مختلفة حول العالم وحفلات البذخ،لا تتماشى والوضع المزي الذي يتخبط فيه الفلسطيني منذ سنوات..وهو ما يكشف جليا للجميع أن الفساد ينخر جل المؤسسات الفلسطينية ويدر أرباح طائلة على هذه “القيادات” وخاصة من هم في هرم السلطة،وهي أرباح تقدر بالمليارات التي رصدت كمساهمات دولية من عدد من دول العالم لفائدة الشعب الفلسطيني الذي لم يرى منها سوى النزر القليل الذي يصله بعد عناء كبير حيث تغيب الأموال والمساعدات في دهاليز “القادة” الذي يسيطرون على المشهد السياسي ويحكمون القبضة حول أعناق أبناء الشعب المفقر..الأمر الذي يجعل هؤلاء المنتفعين من “المتاجرة بالقضية” يحرصون كل الحرص على أن يطول أمد الأزمة ولا يتم التوصل إلى حل جاد يمكن أن يهدد مصدر “رزقهم” ..حيث أكد تقرير “مقياس الفساد العالمي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2019” الصادر عن منظمة الشفافية الدولية أن الأبحاث المتعلقة بفلسطين تشير إلى افتقار القادة هناك إلى “النزاهة السياسية بدرجة كبيرة”..إضافة إلى المشاكل التي تواجهها حركة حماس منذ ممارستها للسلطة حيث أضحت ” تؤدي وظيفتها كشبكة لا كحزب سياسي ” في ظل غياب الإستراتيجية العملية للقيام بمهامها الأساسية،إلى جانب العجز والضعف الذي تواجهه في غزة والضفة الغربية،إلى جانب أنها أضحت منبوذة على الصعيد الدولي،كما أن “المقاومة المسلحة” التي يتم انتهاجها في التعامل على الأرض خلفت الآلاف من الضحايا وكانت كارثية بالنسبة للتطلعات الفلسطينية على مدى السنوات في ظل غياب التفكير العقلاني لمواجهة الأمر على الواقع مما كان سيتيح لأبناء الشعب الفلسطيني فرص جديدة على كل الأصعدة..كما أكدت عدة تقارير لمنظمة الشفافية الدولية الصادرة السنة الفارطة، أن أكثر من 60 بالمائة من الشعب الفلسطيني يقر بتفشي الفساد في كل مؤسسات البلاد مؤكدين أن “نواب الشعب كلهم متورطون في الفساد”..وكشفت تقارير صادرة عن “هيئة مكافحة الفساد” عن عدد من عمليات غسل الأموال وإساءة الإتمان والرشوة متعددة الأوجه إضافة إلى المساس بالمال العام من طرف “قيادات” عالية المستوى..ولا يمكن لنا أن ننسى ما يتعرض له كل ناشط أو صحفي يحاول الكشف عن ملفات الفساد من حملات اعتقال وملاحقة قضائية..