محمد الساعد
محمد الساعد
كاتب سعودي

أبرز أصحاب «المال والجاه» في العقد المقبل

آراء

لو قدر الله، وكشف لنا من أبرز شخصيات مجتمعنا وأكثرهم ثراءً ووجاهةً في العشرة الأعوام المقبلة، ومن نتوقع أن يكونوا سادة السجاد الأحمر، وخاطفي الأضواء، ونجوم الشاشات؟

لا شك، أن ما حصل للمجتمع من تغيير قاسٍ في تركيبته الاجتماعية والثقافية، وتغير أولوياته؛ كنتيجة طبيعية لحرمانه من مصادر الفرح والخيارات الإنسانية «الحلال»، واستبدالها برؤية وعظية واحدة، إضافة إلى انهيار البنية التحتية للثقافة والفنون؛ بسبب حرب الصحوة عليها طوال ثلاثة عقود، وهو ما أدى إلى تهميشٍ للنخب وتأخير مكانتهم، وتقديم الهامشيين والدهماء و«الديموغوجيين» وأرباع الموهوبين، بل ربما أخماسهم وأعشارهم، وهو ما أسفر عن طبقة جديدة من سادة المجتمع وقادته. لو كانت الحياة سوية وعادلة لما بلغوا مبلغاً. إذاً، الذين سيتسيدون مشهدنا المالي والاجتماعي خلال الأعوام العشرة المقبلة، لن يخرجوا عن الأشخاص في القائمة التالية.

أولاً: نجوم التكفير والعنصرية والفئوية والطائفية، ممن جمعوا حولهم ملايين المتابعين والأتباع، وهم الذين سيقومون باستثمار تلك المجاميع مالياً واجتماعياً، وسيحولون كل حركة ونفَس إلى آلة لصنع المال والجاه.

ثانياً: نجوم الشيلات، فبعد طارق عبدالحكيم وفوزي محسون وطلال مداح وابتسام لطفي ومحمد عبده وعبدالمجيد عبدالله وعلي عبدالكريم، ابتلينا بأصوات وهمهمات، تحل معها الكآبة والتوحش، بدلاً من صفاء الروح وتهذيبها.

ثالثاً: نجوم تكسير الأعواد والسمسمية وبقية الآلات الموسيقية، وهم كائنات خرجت فجأة في الأعوام القليلة الماضية، ولا ينشطون إلا في المخيمات والصيفيات؛ للترفيه عن البشر، من خلال ركل وكسر وتمزيق الأوتار، يصاحبها التهليل والتكبير -حاشا الله تهليله وتكبيره، عما يفعلون-، في مشاهد تشبه مشاهد تكسير الأصنام في المسلسلات العربية القديمة.

رابعاً: «الحكوكيون»، وهؤلاء تعجز الصحائف عن كتابة جرائمهم في حق أوطانهم ومجتمعاتهم، فهم وجدوا فيما يسمى الثورات والأزمات والحاجة إلى الحقوق فرصة العمر؛ ليتحولوا فجأة إلى مرتزقة، ينتقلون من حضن إلى حضن؛ جامعين للمال والثراء والعقود والمشاريع، بلا مروءة ولا مبدأ.

المهم أن ينتصروا على أوطانهم، بعد أن سَمَّوا الخيانة استقلالاً، والمولاة للعدو حرية رأي، والانتصار للقتلة والإرهابيين والمفجِّرين مبادئ إنسانية.

خامساً: نجوم الكوميديا «الهايفة» المنتشرة في «يوتيوب»، فهم اليوم يحلون -ويا للأسف- بديلاً عن محمد العلي وبكر الشدي وناصر القصبي وعبدالله السدحان، ومن قبلهم مشقاص وتحفة والهزاع.. ألم نقل إن حرب الصحوة قتلت كل جميل.

سادساً: نجوم الكيك وإنستغرام، بالطبع نعرف أولئك «المهايطية»، السائرين على أرجلهم في الشوارع والطرقات، ومقلدي الأصوات النكرة، والحركات السمجة، الذين كذبوا على أنفسهم وعلى المجتمع؛ زاعمين أنهم يقدمون كوميديا، وهم لو عرضوا على مستشفى للمجانين لحجزوا أعواماً.

سابعاً: العائدون من القتال في مشارق الأرض ومغاربها، وسر الصنعة بسيط، فقط اذهب شهرين على الأقل للقتال في أي أرض من مواقع الفتن، وعد إلى بلادك وأنت وحظك إذا سجنت عاماً أو عامين فخير وبركة، بعدها تتحول إما إلى إعلامي أو بياع للمواقف والضمير وتتقلب على كل لون وموقف، أو خبير إرهاب في المؤسسات الرسمية.

ثامناً: التائبون من العمليات الإرهابية المحلية، طبعاً هؤلاء يختلفون عن العائدين من الخارج، فهؤلاء جاهدوا فينا، وأصبحوا فجأة فئة ضالة، أو مغرر بهم، لا تهم التسميات المهم، أنهم سيعودون إلى المجتمع من أوسع أبوابه، وسيكون المال الوفير والتجارة بين أيديهم وعلى أيديهم.

المصدر: الحياة