أبطالنا الذين صاغوا حياتنا بالذهب

آراء

في الإمارات، أينما تولي وجهك فثمة إنجاز مبهر، يثلج الصدر، ويبهج النفس، ويسعد الوطن وأهله.

عبدالله العرياني، ومحمد القايد الحمادي، كانا هناك، كانا في اليابان، حملا راية الوطن، منقوشة بحروف من ذهب، مسبوكة بقلائد من عزيمة قوية لا تلين، ولا تنثني، ولا تقبل غير الرقم المدهش، والميدالية الأثمن، الأحسن، لأن الإمارات بنت قناعات أبنائها على الرنو دوماً إلى المراكز الأولى، وإلى الصعود لمنصات التتويج، وتكليل الرؤوس بقبعات المجد المجيد.

الإمارات الوحيدة في العالم التي لا يوجد على ترابها أصحاب همم، وإنما أصحاب هبات، لها عصف الرياح، وعزف الموجة عند سواحل الأمل.

في الإمارات تصحو العيون، وتفتح جفونها، فترمش إلى ذاك الذي يقف خلف الأفق فتناديه الإرادة، قائلة: هيا ننخل صحن الحياة، ونشذب حبات قمحها، ونصنع قوت غدنا من حثنا، وبثنا، وخطواتنا الواسعة الممدودة عبر قيعان المحيطات، حتى آخر تلة في صحرائنا النبيلة.

هؤلاء هم شبابنا، عيال زايد، نهلوا من غيثه، وإرثه، وساروا على أثره منتمين إلى وطن الإرادات الصلبة، والعزائم الفريدة، ذاهبين إلى الحياة بابتسامة النجاح، وفرحة الوصول، هؤلاء هم شبابنا، يسعون في رحاب الكون، وهم مأزرون برؤية القيادة، ودعمها، وتعزيزها لقدراتهم، كي يستمروا، وكي يواصلوا، وكي يغذوا السير قدماً محققين طموحات بلادهم، منجزين كل ما يرضي أهلهم، والذين ربوا، وعلموا، وتعبوا، وشقوا، وسهروا، لكي تبرز هذه السنابل، وتترعرع في حقول الإنجازات الرائعة، وتتفرع، وتبرع في إدهاش الآخرين، وكسب تأييدهم، وتشجيعهم، وانبهارهم بما يقدمونه، وما يحققونه من نتائج ما كان لها لأن تتحقق لولا هذه الأصول التاريخية التي ينتمون لها، وتعود لها كل هذه النتائج.

عبدالله، ومحمد اليوم، اسمان على كل لسان، وسيرتان سوف تبقيان في الذاكرة الإماراتية، كما هي الحقائق في دفاتر الحياة، وكما هي الشمس الساطعة في قلب السماء، وكما هي الموجة على صهوة البحر، وكما هي الأجنحة في فضاءات الدنيا، وكما هي القصائد العصماء في ضمير فحول الشعراء.

شابان أفرحا أهلهما وأسعدا الوطن من السلع حتى شعم، وجعلا من هذا النصر ترنيمة إماراتية تستحق التغني بها، والتشوق إلى سماعها.

المصدر: الاتحاد