أعيدوا المحتسبين لمعرض الكتاب

آراء

بعد خمس سنوات أو أقل سوف ينطفئ وهج معرض الكتاب. سيعود معرضاً كبقية المعارض. من منا يسمع بمعرض السيارات ومعرض الأسر المنتجة والجامعات.. إلخ.

المعارض لأصحابها. المهتمون بالسيارات يحضرون معرض السيارات والمهتمون بالدراسة الجامعية يحضرون معرض الجامعات.

معرض الكتاب ليس بدعة بين المعارض. الاهتمام بالكتب يبقى محصوراً في النخبة ومحبي القراءة وتجار الكتب.

تتوجه مدينة الرياض (وجدة أيضاً) أن تكون مدينة الأنشطة والفعاليات. مقاهٍ ثقافية وصالات سينما وحفلات كبيرة وأماكن تجمع عائلية. التطور في هذا الاتجاه سوف ينهي الدور الترفيهي (الطارئ) الذي يقدمه معرض الكتاب والجنادرية كونهما المناسبتين الكبريين اللتين يجتمع فيهما سكان الرياض. لا يوفر معرض الكتاب فعاليات شعبية ترويحية وليس من دوره أن يفعل ذلك. حرمت الرياض من كثير من الفعاليات الشعبية التي تجتذب عامة الجمهور فقدم معرض الكتاب بما يطرأ عليه من إثارة وشغب بديلاً ترفيهياً. سيكون حضور الناس مستقبلاً للفعاليات الثقافية التي سوف تقام على هامشه. لكن عدداً محدوداً من الناس سيأتي من أجل محاضرة ثقافية أو ندوة عن الكتابة وفن الكتابة أو لقاء مع كاتب. يتسابق الجمهور على حضور فعاليات توقيع الكتب لمشاهدة نجم الصراع مع الليبراليين أو نجم الصراع مع المطاوعة. هذا الصراع على وشك أن يتوقف. سيكون الكاتب كاتباً فقط. في السنوات الخمس المقبلة سيظهر نجوم من نواحي الحياة الأخرى. سنرى مطربين شباباً ونجوم شاشة دراما وكوميديا. سنرى أكثر من مسرحية تعرض في الوقت نفسه وربما سيركات وألعاب وحفلات مصارعة. ستتطور وتتشعب حياة الترفيه في المدينة. ستنعكس كمصائب على نجومية معرض الكتاب.

القيمة الشعبية لمعرض الكتاب تقوم على تفرد المعرض في تقديم الإثارة. كل من يحضر المعرض يمني نفسه أن تحدث الحادثة التي سوف تقع أثناء حضوره. واحد يصرخ شاهراً كتاباً إلحادياً أو صارخاً في وجه امرأة لم يعجبه لباسها. تتحول هذه الصرخة إلى مادة على صفحات الجرائد والسوشل ميديا وتتجاذبها الألسن. سيكون له شرف قصها على أصحابه والميديا. هذا التوقع المثير سوف ينتهي. من سيحضر معرض الكتاب في السنوات المقبلة لن يشاهد سوى كتب مرصوصة في الفترينات ونساء ورجال يحملون أكياساً. سقوط الصراع الأيديولوجي سيؤثر بشكل كبير على جاذبية المعرض. سوف تضيق دائرة الحرام حتى تنحصر في الحرام فقط. هذا التطور سوف يقصي الكتب عن منطقة الضوء والضجيج.

أقترح على الناشرين إذا أرادوا الاحتفاظ بتألق معرضهم أن يعيدوا المحتسبين إلى فوضاهم ولو باتفاق سري معهم.
المصدر: الرياض