أما آن الأوان لمركز أبحاث طبية في بلادنا؟

آراء

الإمارات بإمكانياتها البشرية والمادية جاهزة لأن يصبح فيها مركز أبحاث طبية. الإمارات رائدة في كل مفاصل الحياة، ولديها القدرة على الريادة في مجال البحوث الطبية، وهي أساسية، وضرورية، لبلد أصبح في المواجهة لكل ما يعتري العالم من ملمات، ومفاجآت، تأتي من الطبيعة، ترهب، وتعذب، وتطيح بالفرح الإنساني. نطرح هذه الفكرة ونحن على ثقة من أن بلادنا قادرة وبكل قوة على صناعة مستقبل يملك مقومات النجاح، والظفر بمكتسبات تضيف إلى انتصار الإنسان على كثير من العقبات، انتصاراً جديداً يتمحور في تقصي محدثات الدهر، ووضع الكوابح التي تمنع الضرر عن البشر.

الإمارات قادرة على فعل ذلك، وبإمكانها مفاجأة العالم بقدرات مدهشة، لأن لديها العقول اللامعة الأذهان الصاحية، والإرادة القوية.

اليوم ونحن نواجه وباء الكورونا، أثبتت كوادرنا الوطنية أنها تملك مخزوناً معرفياً هائلاً، ما يؤهلها لأن تقيم مركزاً بحثياً يسمع العالم بأن هنا في الإمارات مخزناً للإبداع، ومرفقاً ثقافياً يستطيع أن يصبح في المستقبل موئلاً للخبرات العالمية، وقبلة لكل من يريد أن يستزيد من معارف تفيد البشرية.

نثق بهذا الدور الذي من الممكن أن تتبوأه الإمارات، طالما وجدت على دفة المركب قيادة تبذل النفس والنفيس من أجل خدمة الإنسانية، والارتقاء بها إلى مصاف النجوم، وعند تخوم السحابات الشامخة.

الإمارات قادرة على فعل ذلك، وهي بحاجة إلى هذه الصروح التي تقدم ما ينفع، وتدرأ ما يضر.

الإمارات قادرة، لأن البنية التحتية، تند عن بلاغة المعطى، ونبوغ المنجز، وجزالة العطاء، ونقاء السريرة.

الإمارات قادرة، لأنها بلد تشرب من الاستثنائية، بحيث أصبح يروم صعود الجبال من دون قلق، أو تردد، أو إحباط، الإمارات قادرة، وها هي تخوض معركة الخلاص من الوباء اللعين الذي ألم بالعالم، بكل جرأة وتقانة، ونباهة، وتقدم للعالم نموذجاً يحتذى به، ومثالاً يشهد له القاصي والداني.

الإمارات قادرة، لأنها وجدت هكذا، لكي تفرح العالم ومن دون شروط، كأنها الوردة البرية التي تعبق الوجدان البشري بعطر الفرح.

الإمارات قادرة، لأنها لم تزل ترسم صورة الغافة العريقة، في أفئدة أبنائها، فتمنحهم الشموخ، والرسوخ، الإمارات قادرة، لأنها لم تزل تقف عند شغاف صحراء العالم، كنخلة سخية، مذهلة في عطائها.

الإمارات قادرة على أن تصبح مركزاً طبياً عملاقاً، يهب العالم ثمرات بحوثه العلمية، والتي تعين العالم على مواجهة الأخطار المباغتة.

الإمارات قادرة، فقط تحتاج إلى الإبحار في هذا المحيط والبدء في التفكير في هذا المنجز المهم.

العالم في مرحلة سباق أفكار، ونحن قادرون على حيازة النصر في هذا السباق.

المصدر: الاتحاد