مها سليمان الوابل
مها سليمان الوابل
إعلامية سعودية

أنا متطوع.. رشحوني

آراء

المملكة.. الدولة العريقة في تاريخها والضاربة في عمق الجزيرة العربية والفتية في عمرها المدني، تسير بكل ثبات وقوة وتتصدر المشهد في تقدمها وتفوقها ونجاح تجاربها في كل مجالات الحياة.. حقائق لا نكتبها نحن السعوديون، لكنها مثبتة والكل شاهد على ذلك بفخر من المتابعين والمراقبين لنا في كل العالم.

يأتي التطوع كأحد أهم المجالات التي تحولت خلال العشر سنوات الماضية في وطني إلى ثقافة حقيقة هي من أهم توجهات الأفراد والجهات العامة والخاصة في المجتمع.. ليس هذا فقط ولكن خطة المستقبل السعودية «رؤية 2030» والتي تطمح من خلال رؤيتها إلى تطوير هذا المجال، ورفع نسبة عدد المتطوعين من 11 ألفاً فقط إلى مليون متطوع قبل نهاية العام 2030. لذا فقد توجهت كثير من القطاعات إلى تأسيس وتفعيل أقسام لإدارة التطوع في منظمات القطاع الربحي وغير الربحي في المؤسسات العامة والخاصة.. وأكثر من ذلك انتشار كثير من جمعيات الفرق التطوعية في سبيل نشر ثقافة محمودة هي ثقافة التطوع في مجالات العمل الإنساني والخيري.

وقد نحاول تعريف المتطوع الحقيقي وهو بالتأكيد من يبذل وقته وجهده ومعهما ماله من أجل خدمة الأعمال الخيرية والإنسانية من دون أن يتقاضى راتباً ومن دون أن ينتظر مردوداً مادياً أو معنوياً.

لكن في الفترة الأخيرة انتشرت حمى الفوز بالجوائز في الأعمال التطوعية.. وبالرغم من أن التشجيع والدعم للمجال التطوعي جميل لكن التسابق من قبل المتطوعين في محاولة الفوز في مثل هذه الجوائز يفقد التطوع طعمه الذي أوجد من أجله، وهو تقديم العون دون انتظار الشكر من الآخرين. وكما يعرف عنا في المملكة أننا شعب نقي تقي يحب الخير للآخرين كما يحبه لنفسه. لذا يجب أن نحارب هذه الحمى التي بدأت تنتشر كما تنتشر النار في الهشيم، ويجب أن ننشر الوعي.. فالتطوع عمل نبيل يجب ألا يقارن بباقي الأعمال.. فهو فريد في نوعه ظاهره وباطنه.. ويجب أن يراقب كل متطوع ذاته وسبب انتسابه إلى هذا العمل.. فحين يدخل الرياء القلب يخرج كل الخير والعطاء والإيثار وكل المعاني الجميلة للتطوع.

ولا يفهم من كلماتي أنني ضد التكريم، ولكن ليكن للأعمال الجماعية والفرق التطوعية في المجمل على مساعداتها وللمبادرات المجتمعية وللعمل الموحد بعيداً عن التفرد الذي يفقد التطوع بريقه ورونقه وأناقته، ولا بأس من أن يمنح شهادات للأفراد تثبت عملهم من باب حساب الساعات التي قد تساعدهم في الحصول على وظيفة أو عمل.

في الختام: شكراً لا تكفي لكل متطوع لا ينتظر الشكر.

المصدر: الرياض