أنا من طرف فلان…..

آراء

اليوم قررت أن يكون هو الاحتفال باليوبيل الذهبي لكلمة ظلت واقعا ملموسا لمدة خمسين عاما هو عمر الزمن الذي اعيشه. ولم يطرأ على هذه الكلمة اي تغيير من شدة متانتها وأصالتها في مجتمعاتنا العربية وهي الكلمة الصامدة في وجه طغيان الحق الذي حاول مرارا وتكرارا أن يزيحها من على المشهد المألوف عند الناس.

واليوبيل الذهبي رغم انها كلمة عبرية وتعني الاحتفال بيوم وطني او عيد زواج او غيره فيما لا يتجاوز الخمسين عاما. فقد اخترت ان امنح جائزة اليوبيل الذهبي هذه المرة ليس لحدث أو مناسبة وطنية كما يعتقد البعض او الاحتفال بيوم مولدي او زواجي أو تخرجي بل الاحتفال بالكلمة السحرية التي فتحت الأبواب الموصدة وتكسرت على لطمات امواجها اعتى الصخور وتلاشت كل الشهادات والخبرات وتم غض الطرف فيها لأمور لا يجب أن تكون وهي من تربعت على عرش الفساد قولا وفعلا واخرجت لنا جيلا خلف جيل يكرس لذلك المفهوم حتى اصبح عقيدة سلوكية لدى المجتمع.

أنا من طرف فلان… وهي عمر الكلمة التي لازمتني طوال حياتي ومازلت اتنعم وأتنغم بها في كل شاردة وواردة.

ضاعت فيها هيبة العلم والشهادات واصحاب الخبرات والكفاءات وتم تهميش ادوارهم في الحياة ليكونوا كومبارس وصانعي مجد اصحاب شهادة أنا من طرف فلان.

أنا من طرف فلان……هذه الكلمة لها السحر العجيب والفريد في تذليل كل الصعاب وتيسير الأمور وفك الطلاسم عن كثير من الأمور.. ونحن في فلكها ندور وندور حتى لو استعنا بالسحرة والبخور.. فهي للمتحصن بها غاية وحماية وصاحب الحاجة آية.

اخشى ما يكون عليه ان تصمد هذه الكلمة ليوبيل آخر ونجد ابناءنا يسمعونها لخمسين عام أخرى كما سبقهم بها اسلافهم..

اعذروني على الإطالة في سطوري هذه فأنا من طرف فلان…..