أمجد المنيف
أمجد المنيف
كاتب سعودي

أنصاف الطماطم!

آراء

لا أعلم لم تذكرت المقولة الشهيرة لـ(هيجل): “يعلمنا التاريخ أنّ الإنسان لا يتعلّم من التاريخ”؛ ما إن هممت الحديث عن هذا الموضوع.. خاصة وأن قضية “الطماطم” أصبحت هماً دولياً، ومشكلة عدة شعوب، تعاني من اضطراب في أسواق “الطماطم”، وهذا ما يدعو لاقتراح قمة عربية لحل أزمة “الطماطم” تحت شعار: (الطماطم.. وتلاقح أفكار المسؤولين)!

فالرئيس المصري الجديد العهد مرسي قد اختار الحديث عن رخص أسعار”المانجا” في وقت تصر حاجة المواطن البسيط على مناقشة أوضاع “الطماطم” وأسعارها، وهو الأمر الذي فتح عليه باب جبهة “السخرية” والتندر” في ربط كل مشاريعه بـ”المانجا”، خاصة وأن الملف الاقتصادي لمصر هو التحدي الأول له – بنظري – ومثله وزيرنا الموقر فهد بالغنيم، والذي طالبنا بأن نستعيض عن شراء صندوق الطماطم بشراء نصف صندوق! وكأنه يعود بنا لتصريح أحد الوزراء قبل عدة أعوام، عندما طالب بإيجاد بديل للأرز، كعادات استهلاكية! والمشكلة هنا، لا تكمن في الصندوق أو نصفه، أو مجرد “خشية” لدس بعض حبات “الطماطم”، الأمر يتعدى إلى مرحلة أن المسؤول لا يفرق بين الحاجات الأساسية والثانوية للمواطن، ولا يستشعر قائمة الأولويات “الحياتية” للمواطن البسيط، فصنع البدائل ليس حلاً دائماً، والحلول الوقتية لم تكن يوماً شفاءَ للمشاكل.

يقول جبران خليل جبران: “لا تختر نصف حل، ولا تقف في منتصف الحقيقة، لا تحلم نصف حلم، ولا تتعلق بنصف أمل..، النصف هو حياة لم تعشها، وهو كلمة لم تقلها.. النصف هو أن تصل وألا تصل.. النصف هو لحظة عجزك وأنت لست بعاجز، لأنك لست نصف إنسان.. أنت إنسان! وجدت كي تعيش الحياة.. وليس كي تعيش نصف حياة!”

وأقول: إن نصف صندوق “الطماطم” هو بمثابة منح نصف الحل، لنسبة ما يقارب نصف الشعب، لمنحهم نصف أمل، من أجل أن يعيشوا نصف حياة!

المصدر: الوطن اون لاين