أهلاً تركيا

آراء

زخم جديد لعلاقات متنامية تضيفُه زيارة الرئيس رجب طيّب أردوغان للإمارات اليوم، عنوانُه الاقتصاد والتنمية والعمل الإيجابي المشترك، خاصة مع توقّعات بإبرام أكثر من 10 اتفاقيّات جديدة في مختلف القطاعات، تضاف إلى اتفاقيّات عدّة كان قد تمّ توقيعها بين الجانبين خلال زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لأنقرة مؤخراً.

وكمراقبين، نرى أنّ هذا الزّخم من شأنه أن يكون له انعكاس إيجابي لن يقتصر على الإمارات وتركيا فحسب، بل سيمتدّ ليشمل المنطقة بأسرها، انطلاقاً من الثّقل السياسي والاقتصادي للبلدين.

فلقد سئمت شعوب المنطقة التوترات، فيما باتت دولُها تتطلّع إلى بناء الجسور وتعظيم التعاون عبر علاقات أقلّ خصومة وأكثر فاعلية؛ الأمر الذي يمثل أولوية مشتركة للدبلوماسية الإماراتية والتركية.

اليوم، الإمارات وتركيا تعملان على الاستفادة من خططهما الاقتصادية للتعافي المستدام ودفع النمو، مع زيادة التنويع الاقتصادي وتطوير بيئات اقتصادية قوية ومرنة، والاستفادة من سياساتهما التجارية المنفتحة وموقعيهما الاستراتيجيين المتميزين، لا سيّما بعد الجائحة.

ولا شك في أنّ علاقات بين البلدين قادرة على تقديم فرص كبيرة ومتنوعة لإقامة شراكات جديدة، تدعم المصالح المتبادلة وتدفع التنمية الاقتصادية والاجتماعية، خاصة وأن الإمارات محور يصل بين الشرق والغرب، وبوابة تجارية لأسواق الشرق الأوسط وآسيا وإفريقيا، بينما تشكل تركيا سوقاً مهماً للمنتجات والصادرات الإماراتية، ونافذة إلى عدد من الأسواق الأوروبية والآسيوية، ما يعكس إمكانات تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية المشتركة.

وختاماً نقول.. إنّ البلدين يقدمان اليوم دليلاً عملياً على أن التواصل السياسي والدبلوماسي وتنمية المشتركات واعتماد مقاربات واقعية، هي الطريق الأقْصر لتحقيق الاستقرار والتنمية والازدهار، وأن التعاون وبناء صفحات جديدة يمكن أن يدفعا نحو آفاق أرحب للمصالح الاقتصادية وتطوير علاقات مستقرّة تسهم في دعم أسس السلام والاستقرار بالمنطقة والعالم.

نعم للتّواصل الإيجابي الفاعل، نعم للتعاون من أجل المستقبل، نعم للبناء والتنمية والاستقرار.. وأهلاً تركيا.

المصدر: الاتحاد