إجراءات الإمارات الاستباقية والسريعة حصّنت المجتمع من كورونا

أخبار

تمتلك الإمارات نظاماً قوياً للتقصي الوبائي بشأن الأمراض المعدية والسارية، ولديها استجابة فورية للتعاطي مع كافة التحديات الصحية العالمية، كما تمتلك خبرات سابقة في مجال مكافحة فاشيات الإنفلونزا من النمط A مثل إنفلونزا الطيور AH5N1 أو إنفلونزا الخنازيرAH1N1 أو متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (سارس)، ونجحت جهود الدولة في منع واحتواء هذه الوبائيات وفق أعلى المعايير الدولية.

ومنذ الإعلان عن انتشار فيروس كورونا المستجد كوفيد ـ 19 في الصين، قامت المؤسسات الصحية المعنية باتخاذ العديد من الإجراءات والتدابير الوقائية الكفيلة بمحاصرة المرض ومنع انتقاله من خلال تنشيط عمليات التقصي الوبائي التي حصنت المجتمع من الفيروس، كما طبقت المعايير اللازمة لفحص المصابين بالإنفلونزا في المنشآت الطبية وسرعة التشخيص والإبلاغ الفوري لجميع الحالات المشتبه بها، وإيجاد المختبرات الحديثة لفحص واكتشاف الفيروس الجديد، إلى جانب التقصي الوبائي النشط للمخالطين المحتملين للمصابين، وفق معايير منظمة الصحة العالمية.

وأكد سيف محمد السويدي مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني في الدولة أن أهم ما يميز الإجراءات الخاصة بالتصدي لفيروس كورونا المستجد (COVID-19) في دولة الإمارات أنها تسير وفق منظومة متكاملة وشاملة من جميع الجهات المعنية.

وأضاف في تصريحات لـ «البيان»: «إنه رغم أن دولة الامارات لديها حركة طيران هائلة وضخمة، وتستقبل الآلاف من المسافرين القادمين من جميع أنحاء العالم يومياً، إلا أن الإجراءات الوقائية والاحترازية ضد هذا المرض، والتي تمت بصورة استباقية وسريعة، مكنت السلطات الصحية من السيطرة على هذا المرض، فلم يتم إلا تسجيل عدد قليل جداً من المصابين مقارنة في دول العالم الأخرى».

وأشار السويدي إلى اتخاذ سلسلة طويلة من الإجراءات الاحترازية للتصدي لفيروس كورونا المستجد في جميع مطارات الدولة، منها تركيب الكاميرات الحرارية التي تقيس درجة حرارة الركاب ووجود الفرق الطبية المتخصصة للكشف والفحص السريع للحالات المشتبه، إضافة إلى إجراءات أخرى وجميعها تتم بصورة متناسقة وصارمة.

وتمكنت الجهود الصحية الإماراتية من رصد 13 إصابة خلال الفترة من 29 يناير الماضي وحتى 21 فبراير الجاري، وإجراء التقصي الوبائي عن المخالطين وتم عزل جميع الحالات وتقديم الرعاية الطبية اللازمة وشفاء 3 حالات منهم تماماً، ويخضع بقية المصابين للرعاية الصحية اللازمة.

الصورة :

إشادة

وكان الدكتور أحمد بن سالم المنظري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط أشاد في تصريحات سابقة لـ «البيان» بجهود الإمارات الخاصة بإجراءات التقصي الوبائي النشط لفيروس كورونا المستجد، وسرعة الاستجابة والتعاطي مع منظمة الصحة العالمية.

وقال المنظري: «نحن في منظمة الصحة العالمية نتابع بالتقدير ما تقوم به الإمارات من جهود في التصدي لفيروس كورونا المستجد، وأود هنا أن أشيد بجهود الإمارات وقطاعها الصحي في التأهب للطوارئ الصحية والتحرك السريع والفعال للاستجابة لحالات الإصابة التي تم اكتشافها، علماً بأن الحالات الخمس لأشخاص قادمين من الصين ومنهم أربعة أفراد ينتمون لعائلة واحدة، كما أن النظام الصحي في دولة الإمارات يتسم بالقوة والقدرة على الاستجابة وتقديم الرعاية الداعمة».

فرق

ويفرق الأطباء بين الزكام والإنفلونزا العادية والإصابة بفيروس كورونا الجديد «كوفيد ـ 19» بمجموعة من الأعراض والعلامات المختلفة، فالزكام بالبرد يجعل المريض يعاني من التعب وعوامل أخرى تتجسد في أعراض التهاب الجهاز التنفسي العلوي، وتتمثل أساساً في احتقان وسيلان الأنف والعطس، وعادة لا يعاني المريض بالزكام من الحمى بشكل واضح ولا ضعفاً في القوة البدنية، ولا ضعفاً في الشهية للطعام أو الشراب، ولا وجوداً للصداع بشكل واضح ولا ألماً في المفاصل ولا الانزعاج العام، فقط تتركز أعراض الزكام على الجهاز التنفسي العلوي، ولا يوجد أعراض في الجسم وهو طبيعي لا خطورة فيه وسرعان ما يشفى المريض به.

أما أمراض الجهاز التنفسي التي تسببها عدوى فيروس الإنفلونزا العادية، فهي لا تتسبب بمشاكل في الجهاز التنفسي العلوي فحسب، بل تسبب أيضاً بعدوى في الجهاز التنفسي السفلي، وتعرف أيضاً باسم الالتهاب الرئوي وغالباً ما تكون الإنفلونزا متنقلة في فصلي الشتاء والربيع، وتظهر أعراض الإنفلونزا (أيه وبي) في جسم المريض بأكمله بسرعة، وقد تصل درجة حرارة الجسم إلى 39 درجة خلال أول يومين، كما تظهر أعراض مثل الصداع وضعف في عضلات الجسم وانخفاض الشهية، ويمكن أن تتسبب الإنفلونزا في حدوث التهاب رئوي حاد في بعض الحالات.

أما بالنسبة للمرضى الذين لم تظهر عليهم الأعراض بعد العدوى بالفيروس، يمكن اكتشاف الفيروس في الجهاز التنفسي فقط، لذلك يتعين على المرضى الذين يعودون من مكان ظهر به فيروس كوفيد – 19 أخذ زمام المبادرة للإبلاغ عن أنفسهم وعزل أنفسهم.

ويشعر المرضى خفيفو الأعراض بالحمى المنخفضة والسعال والقشعريرة وعدم الراحة الجسدية فقط، كما يشعر المرضى خطيرو الأعراض، بعلامات مبكرة، خاصة الأيام الثلاثة أو الخمسة الأولى بالحمى والسعال والتعب وضعف الجسم تدريجياً، وبعد أسبوع واحد تزداد الحالة سوءاً وتتطوّر إلى الالتهاب الرئوي أو حتى الالتهاب الرئوي الحاد، كما يواجه المرضى التنفس المتسارع، والصعوبة في التنفس، والفشل التنفسي والإضرار في أعضاء الجسم المتعددة، وقد يتطلب تفاقم الوضع إلى دعم المريض بجهاز التنفس الصناعي أو نظام دعم الحياة، وفي الحالات القياسية للالتهاب الرئوي الناجم عن كوفيد -19، يكون هناك تقدم تدريجي للمرض، وتتطور الحالة إلى الأسوأ بحلول الأسبوع الثاني.

نصائح

توصي منظمة الصحة العالمية – للوقاية من الإصابة بمجموعة من أمراض الإنفلونزا ونقلها – بتنظيف اليدين باستمرار بفركهما بمطهر كحولي أو غسلهما جيداً بالماء والصابون، وعند السعال والعطس، يجب الحرص على تغطية الفم والأنف بالمرفق المثني أو بمنديل ورقي، والتخلص من المنديل بعد ذلك فوراً وغسل اليدين.

كما توصي بتجنب الاقتراب من الأشخاص المصابين بالحمى والسعال، وإذا كان الإنسان مصاباً بالحمى والسعال وصعوبة التنفس، يجب أن يلتمس العناية الطبية مبكراً وإطلاع مقدم الرعاية على الأسفار السابقة.

وعند التسوق خاصة عند زيارة المنتجات الحية في مناطق تشهد حالات عدوى بفيروس كورونا المستجد، يجب تجنب اللمس المباشر للحيوانات الحية والأسطح التي تلامس تلك الحيوانات، وتجنب تناول المنتجات الحيوانية النيئة أو غير المطهوة جيداً. وينبغي التعامل مع اللحوم النيئة أو الحليب الخام أو أعضاء الحيوانات بعناية تامة لتفادي انتقال الملوثات من الأطعمة غير المطهوة، وفقاً لممارسات السلامة الغذائية الجيدة.

الإمارات تعلّق الرحلات الجوية مع إيران

أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني تعليق جميع الرحلات المتجهة والقادمة من إيران بما فيها طائرات الركاب والشحن اعتباراً من أمس ولمدة أسبوع قابلة للتجديد، وذلك في إطار الإجراءات الاحترازية التي تقوم بها دولة الإمارات لمواجهة فيروس كورونا المستجد (COVID-19).

المصدر: البيان