سكينة المشيخص
سكينة المشيخص
كاتبة وإعلامية

إدارة الحج سعودية وتبقى

آراء

إدارة وتنظيم موسم الحج حق سعودي خالص لا يمكن استغلال حوادث عرضية محتملة لحمل الأمر بأكثر مما يتجاوز حق المملكة في ذلك، خاصة أن وقوع مثل الحوادث التي حدثت في منى لهذا العام متوقعة في تفويج الحشود وحركة سيرها بين مواقع المناسك، وإذا تسبب خطأ بشري في أي حادث فلا يمكن توقع أن يحدث عمدا من أي جهة إلا إذا لم يكن لها أي التزامات تجاه دينها وهذه الأمة التي تفد في مثل هذا العام لبيت الله والمشاعر لأداء فريضة وركن من أركان الدين.

أولئك الذين نادوا بالنظر في إدارة الحج لم يتدبروا في الواقع استحالة أي تدخل في إدارة عمليات الحج التي اكتسبت فيها المملكة وشعبها خبرات لا تدانيها أي دولة تتعامل مع حشود ضخمة، وليس أضخم من تحشيد الحجاج والعمل على خدمتهم بوصفه شرفا لا يدانيه شرف، ولذلك ما من مسوغ لأي دعوات لإدارة مشتركة أو غيرها من الطروحات التي برزت عقب الواقعة إنما هي محاولات لاختطاف ذلك الشرف، وما يعطيه الله لا يمكن أن يأخذه العباد.

المملكة ظلت تخدم بإخلاص كل ما يتعلق بالحرمين الشريفين وضيوف الرحمن في الحج والعمرة، وأنشأت لذلك أكبر بنية إنشائية على مستوى العالم، وهيأت وأهّلت القائمين بخدمة أولئك الضيوف بأحسن ما يكون، بل إن خادم الحرمين الشريفين ظل يقف بنفسه ويشرف على عمليات الحج، وليس هناك التزامات وتحمّل للمسؤولية بأكثر من ذلك، ولذلك لا يمكن لأي كان أن يزايد على دور السعودية وحرصها وتفانيها في إدارة حج آمن بحسب المستطاع إلا ما يخرج عن الحسابات البشرية الى حيز القضاء والقدر.

تلك الدعوات التي تحاول سلب المملكة شرف خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن، إنما تتعامل مع معطيات قدرية وليست بشرية، وحتى لو حدثت أخطاء فلسنا معصومين، وطالما المملكة تبذل جهدها من أجل مزيد من التوسعة وخدمة المشاعر وتطويرها والاستفادة سنويا من تجارب المواسم الماضية، فذلك هو الوضع الطبيعي الذي يؤكد مضي بلادنا في أدوارها الدينية تجاه الحرمين وأمانة المسؤولية وشرفها، وذلك حق لا يمكن التنازل عنه أو السماح بالتشويش عليه، فليست بين بلاد المسلمين من هي أكثر خبرة ودراية في التعامل الآمن مع حشود الحجاج وتوفير أفضل الخدمات لهم، ولن نسترسل في إبراز الأرقام والإحصاءات لما تفعله المملكة لأن ذلك معلوم بالضرورة ولا نمتن به على الله أو أمتنا، ولكن من الذكاء أن يتوقف الساعون لتشويه الحقيقة عما يسعون اليه فالحرمان أمانتنا ومسؤوليتنا وذلك ليس محل جدل أو مجرد نقاش.

المصدر: صحيفة اليوم السعودية