حليمة مظفر
حليمة مظفر
كاتبة سعودية

إرهابيات سعوديات!!

آراء

ببساطة، حملتا أطفالهما واستغلتا طفلين من أقاربهما بعد كذبهما على أسرتيهما بالذهاب إلى “شاليه” للتنزه، بينما اتفقتا مع مهربين يمنيين تشير التحقيقات إلى ارتباطهم بالحوثيين كما نشرّ موقع العربية نت قصتهما، لتهريبهما مع الأطفال الستة إلى اليمن حيث القاعدة تنتظر استقبالهما، ولولا فضل الله تعالى ورحمته لما تمّ القبض عليهما من قبل رجال وزارة الداخلية مع مهربين يمنيين يقطعون طريقا وعرا مظلما مخيفا على الحدود بين جازان واليمن، وأحمد لله أن تم ذلك ليس خوفا عليهما بل على الأطفال الستة الأبرياء معهما قبل تسليمهم لفم القاعدة والإرهابيين في مخابئ اليمن السحيقة، هذه قصة السعوديتين اللتين تشبعتا بفكر القاعدة الإرهابي إلى درجة تتجاوز التضحية بحياتهما للتضحية بحياة فلذات أكبادهما! اللتين تجاوزتا المحرم مما تتبنيانه فمارستا الكذب على أسرتيهما والسفر دون محرم والتواصل مع رجال غرباء والسير بهما في طريق غير آمن!

والمؤسف أنه وبعد القبض عليهما من قبل حرس الحدود بدأت معرفات مشبوهة مدعية الإسلام وحقوق المعتقلين بنشر الإشاعات المغرضة -كما نشرت “الوطن”- تزعم أنه تم اختطافهما من قبل الداخلية، بينما السيدتان بعد القبض عليهما تمت استضافتهما ومعاملتهما معاملة الضيوف رغم أن مكانهما بعد القبض ليس في استراحة بل السجن! لأنهما ارتكبتا جريمتين لا يمكن التغافل عنهما وهما: اختطاف الأطفال وتبني الفكر الإرهابي، ما دفعهما إلى التسلل للانتماء إلى القاعدة! ناهيك عن أن المرأتين ممن تم القبض عليهما سابقا وأطلق سراحهما بعد شفاعة بعض المشايخ والوجهاء، ولكن مع الأسف الشديد أن من يُصاب بآفة الفكر الإرهابي لا يمكن التعامل معه بميزان الشفاعة والعطف لكونه من النساء أو الأمهات، كون أذاه يتجاوز أذية النفس ليصل إلى إيذاء الآخرين! وهو ما فعلتاه في محاولتهما اختطاف الأطفال، وقد فعلت قبلهما المنتميتان للقاعدة وفاء الشهري وأروى بغدادي، وأخريات.

ما أود قوله فعلا هنا وقد كتبته سابقا في مقالاتي، أن هذا الفكر الإرهابي لا يفرق بين رجل ولا امرأة، وكنتُ من أوائل من كتب عن ظاهرته لدى النساء وتحدث عنه صراحة قبل إعلان قصص كهذه لإرهابيات سعوديات في الصحف والأخبار! بل أقولها أكيدة إن اعتناق المرأة لهذا الفكر هو أشد خطرا منه عند الرجل، كونها أكثر عاطفة وحماسا، وما يجعلها تضحي بحياة أطفالها وتعريضهم لخطر القنابل والأودية السحيقة يجعلها تضع حزاما ناسفا تمشي به في الشارع لتقتل نفسها والأبرياء، وحوادث كهذه حصلت في بعض الدول التي تعاني من الإرهاب، ولهذا نحن نحتاج فعلا أن نسمي الأشياء والأمور بأسمائها، كي نعطيها وضوحا في الرؤية تُمكن من معالجتها والحد منها، لكن مع الأسف يغيب ذلك كثيرا في تناول مسألة تبني نساء سعوديات للفكر الإرهابي تحرجا لأسباب اجتماعية أو خشية الاعتراف بحقيقتها! ولأن المساحة لا تكفي، فإن ما أؤكد عليه هنا أنه يجب عدم التعاطف أبدا مع النساء المعتنقات لهذا الفكر الإجرامي من باب الظن أنه تم استدراجهن أو استغلالهن، فالمرأة لا تفعل شيئا هكذا إلا إذا كان قد تغلغل فيها، وحينها يكون خطرهن متجاوزا لحياة الأبرياء، وكفه واجب لا فكاك منه.

المصدر: الوطن أون لاين