إطلاق ” أكاديمية دبي للمستقبل” لتوفير منظومة تعليم وتدريب مبتكرة في مجال استشراف المستقبل

أخبار

أكد معالي محمد القرقاوي، نائب رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب لمؤسسة دبي للمستقبل، أن رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” تضع استشراف المستقبل في صلب معادلة التغيير وتعتبره محركا أساسيا لعملية التنمية ، مشيراً إلى أن توجيهات سموه تركز على انتهاج استراتيجية مرسومة لاستشراف المستقبل قائمة على بناء القدرات وإعداد المؤسسات وخلق ثقافة استشراف المستقبل ضمن كافة جوانب العمل الحكومي والخاص وفي مختلف القطاعات المرتبطة بحياة الناس.

وأضاف معاليه: “نجحت مؤسسة دبي للمستقبل مؤخراً في اتخاذ مجموعة من الخطوات المدروسة والمتمثلة في إطلاق وتنظيم العديد من المبادرات مثل: متحف المستقبل، مكتب المستقبل، مرصد المستقبل، مسرعات دبي المستقبل وغيرها عملاً بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، وبهدف تحقيق مستهدفات أجندة دبي المستقبل التي أطلقها سمو كإطار عمل للمؤسسة في أبريل المنصرم، حيث تطمح المؤسسة من خلال الأجندة بأن تصبح منصة عالمية فعالة لرسم ملامح المستقبل ورافداً مهماً لتعزيز مكانة الدولة على مستوى العالم وترسيخ مكانة دبي كمركز إقليمي وعالمي في مجال استشراف وصناعة المستقبل.

وأكد معاليه أن إطلاق “أكاديمية دبي للمستقبل” يأتي استكمالاً لمسيرة المؤسسة في تحقيق أهداف الأجندة، حيث تعمل الأكاديمية على توفير برنامج تعليمي وتدريبي متكامل على أسس مستقبلية لتوفير الفرصة للمسؤولين في القطاع الحكومي وشركاء القطاع الخاص من شركات كبيرة وناشئة في دولة الإمارات والمنطقة بأكملها لاستشراف مستقبل القطاعات الاستراتيجية وتعزيز قدرتهم على اتخاذ القرارات وتخطيط الاستراتيجيات ورسم السيناريوهات المستقبلية من خلال برامج تعليمية وتدريبية قائمة على أسس علمية ومعايير عالمية.

وأضاف معاليه، تتميز البرامج المطروحة بعدم تركيزها على استخدام أدوات استشراف المستقبل فحسب وإنما دمج أدوات التصميم والنمذجة المستقبلية مما يعزز قدرات منتسبيها ليس فقط في مجال التخطيط الاستراتيجي واستشراف المستقبل وتحديد متغيراته وآثارها، وإنما لتصميم الحلول والنماذج والمفاهيم الممكنة للتعامل مع هذا المستقبل بالشكل الأمثل.

وتطرح الأكاديمية برنامج تعليمي متكامل قائم على 3 مسارات رئيسية، وهي برنامج التعليم التنفيذي (Executive Education Program) ودبلوم تصميم المستقبل (Future Design Diploma)، وماجستير علوم المستقبل التطبيقية ومن المقرر أن تستقبل أكاديمية المستقبل أكثر من 500 منتسب من القطاع الحكومي والشركاء من القطاع الخاص والأفراد من دولة الإمارات والمنطقة.

كما ستطرح الأكاديمية مجموعة من المسارات الفرعية والقائمة على التعليم التنفيذي التخصصي لمجالات مرتبطة بالثورة الصناعية الرابعة ونماذج الأعمال الجديدة مثل البلوك تشين والذكاء الاصطناعي والتعلم العميق والتكنولوجيا الحيوية وغيرها.

ومن جانبه أكد سيف العليلي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل أن إطلاق أكاديمية دبي للمستقبل يأتي استكمالاً لدور المؤسسة في تعزيز قدرات الأفراد في مجال استشراف المستقبل وكذلك تعزيز قدرات المؤسسات في مجال الجاهزية للمستقبل و تحديد فرصه وتحدياته، كما أن الأكاديمية الجديدة ستلعب دوراً رئيسياً في تعزيز مكانة دولة الإمارات ودبي كمركز للتعليم والتدريب وبناء القدرات في هذا المجال الاستراتيجي.

وشدد على أن الأكاديمية تهدف إلى تعزيز قدرات المنتسبين في مجال مسح وتحليل التوجهات المستقبلية وتحديد تأثيرها ورسم السيناريوهات والأطر الزمنية وتصميم وتطوير الحلول للتعامل مع السيناريوهات المختلفة.

ومن جانبها أشارت مها خميس المزينة، مديرة مشاريع بمؤسسة دبي للمستقبل، إلى أن البرامج التعليمية المطروحة هي برامج قائمة على مناهج مبتكرة، تم تصميمها بالشراكة مع مؤسسات وخبراء عالميين متخصصين في مجال استشراف المستقبل مثل جامعة ستانفورد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ومعهد ارديتوس ومؤسسة ثنك ومؤسسة تشينجست المتخصصة في مجال التعليم التنفيذي لاستشراف المستقبل، مما يمّكن الأكاديمية من إضافة رافد جديد لمنظومة التعليم والتدريب وإعداد القيادات في الدولة والمنطقة.

وتفصيلاً يهدف برنامج التعليم التنفيذي والذي سيتم تقديمه بالشراكة مع مؤسسة ثنك وجامعة ستانفورد يهدف إلى تعزيز نقل المعرفة، ورفع مستوى الوعي حول أبرز الاتجاهات العالمية في قطاعات الطاقة المتجددة والمياه والنقل والتعليم والصحة والتكنولوجيا والفضاء، والتي تمثل محاور الاستراتيجية الوطنية للابتكار التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، في أكتوبر 2014 لجعل الإمارات ضمن الدول الاكثر ابتكاراً على مستوى العالم خلال السنوات السبع القادمة.

ويتألف هذا البرنامج من نوعين من المسارات، حيث يشمل المسار الأول على دورات قصيرة ليوم واحد وبمعدل دورة واحدة شهرياً تركز على تحليل الاتجاهات المستقبلية والعالمية لأحد القطاعات المحددة، وتستضيف نحو 30 شخصاً من المدراء والمدراء التنفيذيين ورؤساء الأقسام وما يعادلهم من موظفي الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية إضافة إلى القطاع الخاص. فيما يشمل المسار الثاني دورات تمتد كل واحدة منها لمدة 5 أيام وبمعدل 5 دورات في العام، حيث ستركز هذه الدورات على الاتجاهات العالمية ومستقبل الصناعات والقطاعات وأثر المتغيرات الرئيسية مثل الثورة الصناعية الرابعة، وتستهدف نحو 50 شخصاً من المستويات الإدارية العليا أيضاً.

فيما سيركز البرنامج الثاني “دبلوم تصميم المستقبل” والذي سيتم تقديمه بالشراكة مؤسسة جينجست على تمكين القيادات الحكومية وتعزيز قدرتهم على صنع المستقبل من خلال تطوير المهارات الاستشرافية وربطها بأدوات التصميم وتوضيح العلاقة بين عملية استشراف المستقبل والممكنات التكنولوجية واستخدمها في عملية نمذجة حلول وتجارب مستقبلية تفاعلية، كما سيمكن هذا البرنامج منتسبيه من تطبيق أدوات المسح للبحث عن الاتجاهات والأنماط المستقبلية واستكشاف الآثار المترتبة عليها.

ويشمل المسار الأول على دورات قصيرة ليوم واحد وبمعدل 5 دورات في السنة لاستعراض مجموعة من المفاهيم والممارسات في مجال استشراف المستقبل والتصميم، فيما يشمل المسار الثاني دورات مكثفة تمتد كل واحدة منها لمدة أسبوعين وبمعدل 5 دورات سنوياً يكتسب المشاركون خلالها المعرفة النظرية والمهارات التطبيقية، حيث سيطلب من المشاركين العمل على مشاريع تجمع بين استشراف المستقبل وتصميم تجارب تفاعلية للحلول المقترحة للتعامل مع هذا المستقبل ضمن مختلف القطاعات مثل: الطاقة، والمياه، البنية التحتية، الصحة والتعليم وغيرها.

وسيركز البرنامج الثالث “ماجستير علوم المستقبل التطبيقية” والذي سيتم تقديمه بالشراكة مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ومعهد ارديتوس من خلال 4 فصول دراسية وعلى مدى سنتين، على تعزيز قدرات تحديد الفرص المستقبلية وصياغة سيناريوهات الاستفادة منها إضافة على تمكين المنتسبين من رسم ملامح المستقبل واستخدام الهندسة العكسية في تصميمه، إضافة إلى مهارات أخرى متعلقة بالتفكير المتكيف لاتخاذ القرار” Adaptive thinking” والذي يأخذ بعين الاعتبار المتغيرات المتسارعة التي يمر بها العالم في كافة القطاعات على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

وسيتطلب التخرج استكمال 11 مساقاً منها: فهم واستشراف الابتكار التكنولوجي، استشراف وتصميم المستقبل، تكنولوجيا نمذجة الحلول، اتخاذ القرار والتصميم ضمن الظروف المتغيرة حيث سيتم تقديم هذه المساقات بالدمج بين الفصول الافتراضية والفصول التي ستتطلب حضور الطلبة الفعلي مرة كل شهرين ولمدة لا تتجاوز الـ 5 أيام.

كما سيتم تنظيم العديد من محاضرات وجلسات النقاش ودراسة الحالة والتدريب العملي، بالإضافة إلى مجموعة من المشاريع والأبحاث الميدانية، وستتم كذلك دعوة نخبة من أبرز المتحدثين والخبراء لمشاركة خبراتهم والتفاعل مع المشاركين في برامج “أكاديمية المستقبل”.

وسيعمل المشاركون على إنشاء وتصميم العديد من المفاهيم التجريبية المستقبلية عبر توزيعهم ضمن مجموعة فرق تعمل كل واحدة منها على تطوير تجربة مستقبلية متميزة تتعلق بأحد القطاعات المختلفة، وستقوم مؤسسة دبي للمستقبل بمساعدتهم على تنفيذ وتسليم هذه المشاريع.

المصدر: البيان