إلى متى؟

آراء

يا إلهي، كيف صار العنف خبزنا اليومي في العالم العربي وخبرنا المعتاد في كل نشرة أخبار؟ نموت يومياً بالمئات وتصبح أخبار الموت مجرد خبر معتاد نقرأه و نشاهده كل ساعة. في العراق و في سوريا و في السودان و في الصومال حكاية الموت العبثي مجرد “لعبة” في عالم السياسة التي لا تقود لشيء سوى حرق الأخضر و اليابس من منطلقنا العربي الشهير: “عليَّ وعلى أعدائي”.

كل القتلة يجيدون تبرير القتل، مرة باسم الدين و أخرى باسم المؤامرة الخارجية و ثالثة وفق عقلية ” البادي أظلم”!
حينما يقتل فرد في فرنسا و في غيرها في الغرب تقوم دنياهم و لا تكاد تقعد.

الموت العبثي ليس خبراً مألوفاً في أي ثقافة تؤسس الفرد على فكرة احترام حياة الإنسان و قيمته. تجاهلنا تعاليم عظيمة في ديننا العظيم الذي يؤكِّد على أن قتل النفس البريئة الواحدة كما قتل العالمين أجمعين.

انظر لخارطة العنف العربي الراهنة، يا الله، كم هي مرعبة و مهلكة لا يمكن أن نخرج من نفقها نحو أي نقطة ضوء.
هل لابد أن تموت الآلاف من الأنفس البريئة قبل أن يترك “الرئيس” منصبه؟ و هل لابد من قتل المئات من أجل إحراج طرف سياسي منافس؟

لن يتحقق “الربيع العربي” الحقيقي قبل أن نؤسس لثقافة حقيقية تجعل من قتل فردا واحدا خبراً يهزُّ كياننا و ليس مجرد قصة معتادة كل يوم ننتقل بعدها لمشاهدة مسلسل تلفزيوني عربي أو فيلم أجنبي.

إننا بحاجة لثقافة عميقة تحترم حياة الإنسان و تضعها في أعلى قائمة الأولويات و إلا أصبح القتل العبثي مجرد وسيلة للتعبير عن اختلاف في الرأي أو فعل عادي في لحظة غضب!

نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (١١٠) صفحة (٣٦) بتاريخ (٢٣-٠٣-٢٠١٢)