إماراتية مُلهمة

آراء

حرص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة على زيارة الوالدة آمنة سالم حمدان المراشدة في منزلها بمنطقة كلباء، تقديراً لمواقفها الوطنية المشرفة، وهي تسجل نموذجاً ملهماً للمرأة الإماراتية التي ربت صغارها على حب الوطن، وصون ترابه، والذود عنه، لإعلاء شأنه في كل المواقف والميادين والمواقع، والولاء والانتماء لقيادته.

أخت الرجال التي لم تضن على الوطن بأبنائها السبعة الذين لبوا نداء الواجب لأجله في الخارج، بل وسعت بكل إصرار أن يلحق بهم أخوهم الثامن على الرغم من حاجتها الملحة أن يكون إلى جوارها، بعد أن تقدم بها العمر الذي أمضته في تربيتهم ورعايتهم بعد وفاة والدهم، لتقدم هذه الصورة الملهمة للمرأة الإماراتية رائدة العطاء والبذل لأجل وطن وقيادة قدمت لمواطنيها عطاءً بلا حدود.
تزخر إمارات المحبة والعطاء بأمثال آمنة المراشدة ممن يقمن بواجبهن الوطني بصمت بعيداً عن الأضواء، لأنهن ترعرعن ونشأن على القيام بأدوارهن كأمهات ومربيات، كما ينبغي لكل أم أن تقوم به على أرض العطاء والوفاء، انطلاقاً من القيم التي تربى عليها أبناء وبنات الإمارات في الولاء للقيادة وقوة الانتماء لترابها الطاهر، في درس وطني رفيع. وشهدنا صوراً لنماذج من تلك الدروس في مواقف أمهات وآباء وذوي شهداء الوطن، وهم يعبرون عن استعدادهم لبذل المزيد، وتقديم أنفسهم وكل أبنائهم، فداءً للإمارات وقيادتها.

زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد تعبر عن مدى قرب القيادة من المواطنين، والتعريف بنماذج إماراتية مُلهمة تعج بها الساحة، وتعبر عن فخر واعتزاز القيادة بهذه الصورة الثرية من العطاء للمرأة في بلاد «زايد الخير»، المرأة التي تحقق لها الكثير في عهد التمكين، وتمثل آمنة المراشدة نموذجاً لجيل من الأمهات الملهمات اللائي قدمن رواداً للوطن، وسجلن حضوراً ناصع البياض، ينير الدرب للأجيال، هذه الأجيال التي تربت على القيم الإماراتية ذاتها، والفطرة والنشأة السوية، وتحرص على التشبث بها بكل قوة على الرغم من كل مظاهر التقدم والتطور الذي طرأ على المجتمع ومكوناته عبر العقود الأربعة الماضية منذ تأسيس الدولة، لأنها قيم غرست في القلوب والنفوس، ورضعت منها الأجيال.

نماذج ملهمة لأمهات وآباء سيخلدهم التاريخ، وتتذكرهم الأجيال، لأنهم قدموا للإمارات أغلى ما لديهم ببذل وإيثار، ومن دون ضجيج.
المصدر: جريدة الاتحاد