محمد الحمادي
محمد الحمادي
رئيس تحرير صحيفة الرؤية

إيران.. وسؤال الجيران

آراء

لماذا فشل النظام الإيراني في بناء علاقة جيدة مع جيرانه؟ ولماذا يجد النظام الإيراني نفسه وحيداً في هذا المحيط الإقليمي؟ فهو بلا أصدقاء «حقيقيين» حتى أولئك الصغار الذين يتملقونه اليوم، فهم يفعلون ذلك لتحقيق أهداف قصيرة المدى.

منذ أيام اتهم أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني خلال لقائه وزير خارجية سلطنة عمان يوسف بن علوي، «دولاً إقليمية بتدمير ظروف الحوار والتفاهم من خلال سياساتها».. وادعى أن «هذه الدول تضع فرص احتواء الأزمات في المنطقة أمام تحديات أمنية جادة».

مشكلة النظام الإيراني أنه يرى أن الخطأ في الجميع إلا هو، فجيرانه على خطأ وأمريكا على خطأ والدول الأوروبية مقصرة، ودول الشرق لا تؤدي دورها، إلا هو! في حين أنه أساس كل المشاكل.

كما أنه أصبح واضحاً أن مشكلة إيران ليست مع السعودية فقط، فعلى الرغم من الخلاف الأيديولوجي الكبير بين البلدين، إلا أنه ليس هذا سبب خلافهما، فخلافات طهران كبيرة حتى مع جيرانها ممن يتوافقون معها أيديولوجياً ولو بشكلٍ جزئي، ومشكلة هذا النظام ليست مع جيران إيران العرب فقط، فمشاكل هذا النظام مع جيرانها جنوباً وشمالاً وشرقاً وغرباً، وجميع من تعامل مع هذا النظام يتساءل لماذا لم يستطع أن يتأقلم مع جيرانه طوال أربعة عقود؟ لماذا نجح في خلق العداوات مع أغلب دول العالم؟!

والحقيقة التي أصبحت واضحة مع الأزمة الأخيرة أن إيران غير قادرة على التفاهم مع جيرانها، وهذا ما قد يطيل أمد الأزمة التي تعيشها.. وطهران تلعب بمنطق الفائز والخاسر في المنطقة، وبالطبع تريد أن تكون هي الفائز الوحيد، في حين أنها ستكسب أكثر لو أنها لعبت بمنطق الفائز الفائز، فلا هي تخسر ولا تخسر دول المنطقة أيضاً.

نظام إيران لا يستوعب تغير الوضع في جنوب الخليج العربي، فدول الخليج العربية تقدمت وتطورت كثيراً خلال العقود الأربعة الماضية، في حين تأخرت إيران كثيراً وأصبح النظام الإيراني اليوم في أضعف حالاته، ورغم ذلك فهو يكابر ولو على حساب شعبه وعلى حساب شعوب المنطقة ومستقبلها. فالحقيقة أنه بقدر خسارته الكبيرة وضياع مصداقيته فإن دول الجوار حققت نجاحات كبيرة وكسبت ثقة العالم.

أخيراً.. على النظام الإيراني أن يجد طريقة أفضل للتعامل مع جيرانه باحترام وألا يبني العلاقات مع الدول طبقاً لمصالحه الخاصة بعيداً عن مصالح الدول الأخرى، فلو قبلت بعض دول الخليج بهذا المنطق فبلا شك أن دولاً أخرى لن تقبل.

المصدر: الرؤية