«اتصال مؤسسي»

آراء

من واقع العمل اليومي والمتابعة يلمس المرء حالة «الغياب» والانفصال عن الواقع الذي تعيشه بعض أقسام «الاتصال المؤسسي» والتي من باب إضفاء هالة على عملها تضيف كلمة «الاستراتيجية» لمسمياتها، ولا تكتفي بذلك بل وتستعين بشركات للعلاقات العامة لتزيد من الفجوة القائمة بينها وبين الجمهور الذي تستهدفه وسائل الإعلام التي تحرص على التواصل معها لنقل المعلومة الصحيحة والموثوقة للرأي العام.

للأسف بعض تلك الأقسام تتجاهل حقيقة الواقع الذي فرضه دخول منصات ومواقع التواصل الاجتماعي على المشهد العام، حيث يجري تداول المعلومات والمقاطع بالصوت والصورة من دون انتظار لموافقات أو تصريحات، بحيث وضعت المؤسسات في موقف الملاحق والمتابع لما يجري بدلاً من أن تأخذ هذه المؤسسات السبق وتكون المبادرة في نشر المعلومات والأخبار المتعلقة بها.

بعض أقسام «الاتصال المؤسسي» في دوائرنا نشيطة للغاية وأجادت في توظيف منصات وحسابات التواصل الاجتماعي الخاصة بها بطريقة مبتكرة واحترافية، وتحرص على إطلاع المتابعين والرأي العام بأي مستجدات أولاً بأول، ولكن العتب على المؤسسات الأخرى التي لا زالت في واد بعيد عما يجري ويتم تداوله ويتطلب منها سرعة التدخل للتوضيح وتبديد أي إشاعات أو أنباء مضللة ووأدها في مهدها حتى لا تكبر ويضيف لها كل من يريد ما يريد من «الإضافات» و«التوابل والبهارات» ما يتفق ورؤيته ومراميه وأهدافه من وراء ترويج الخبر أو المعلومة أو المقطع المصور، خاصة ما يتعلق بالحوادث الطارئة والمظاهر غير المألوفة في مجتمع الإمارات المعروف وبيئة الأمن والأمان التي ينعم بها الجميع في أكثر دول العالم أمنا وأمانا ولله الحمد والمنة.

قبل أيام تابعت خبراً إيجابياً للغاية يتعلق بإنجاز للدولة خلال مشاركة في اجتماع دولي متخصص، سعدت به كما نسعد ونفخر بكل إنجاز يتعلق بوطن الخير والمحبة إماراتنا الحبيبة، وعندما دققت فيه صُدمت أن ذلك الاجتماع كان قبل نحو شهرين في مدينة أوروبية، وعندما نقلت تساؤلاتي عن سبب تأخير بث خبر مهم كهذا لم تجد شركة العلاقات العامة مبررا غير إلقاء اللوم على «الاتصال المؤسسي» وانتظار الاعتمادات!!. عقليات غريبة في التعامل مع المعلومة بحيث تفقدها قيمتها الخبرية في وطن أصبحت له اليوم بصماته المتميزة في مختلف الميادين والمجالات، وما زال بعضهم يتعامل مع الأخبار فيه بهذه الطريقة التي تعود لعصر ما قبل «السوشيال ميديا» التي تتطلب من «الوسطاء».. الابتعاد!.

المصدر: الاتحاد