احتفالية الكتاب في أبو ظبي

آراء

للسنة الثالثة، أحضر معرض أبو ظبي للكتاب، الذي بات يشكل اليوم حدثاً ثقافياً مهماً في الإمارات. كأنك في حفل بهيج يحتفي أصحابه بالثقافة والكتاب. أعجبت جداً بطريقة التنظيم وبأناقة المكان ونظافته. ولفت انتباهي هذا الحضور الكثيف للعوائل الإماراتية والعربية، وحرصها على شراء الكتاب وحضور ندوات وفعاليات المعرض.

في ركن توقيع الكتاب بدار كتّاب للنشر، جلس راشد النعيمي، وزير خارجية الإمارات الأسبق، للتوقيع على كتابيه،
زايد: من مدينة العين إلى رئاسة الاتحاد، وشاهندة، رواية قديمة أعادت نشرها دار كتّاب. وبعد أن غادر المكان بدقائق جلَست في ذات الركن كاتبة إماراتية شابة، كلثم صالح، للتوقيع على إصدارها الأول: صنع في الجميرا. وخلال هذين التوقيعين، اصطف عشرات من الشباب الإماراتي للتوقيع على نسخهم والتصوير مع المؤلفين.

وما بين «شاهندة» و«صنع في الجميرا» عقود من التحولات الثقافية المهمة في الإمارات والخليج أفرزت اليوم جيلاً يشكل احتفاءه بالكتاب بشرى خير للثقافة في منطقتنا. وفي زاوية أخرى من المعرض، في ركن دار مدارك للنشر، كان الكاتب السعودي محمد الرطيان يوقع لمعجبيه من الشباب وهم كثر على إصداراته، القديم منها والجديد.

من قال إن شبابنا لا يقرأ؟ وفي ركن الساقي، كان ثمة «طابور» طويل من القراء، أغلبهم شباب، ينتظر فرصته للسلام على الزميل عبدالباري عطوان، الذي كان يوقع لهم على كتابه «وطن من كلمات». ومع الصديق سلطان العميمي كنت أتجول في المعرض ومعه كنت أحتفي بهذه الاحتفالية المختلفة بالكتاب في أبو ظبي.

يحسب لمعارض الكتاب في منطقتنا، من الشارقة إلى الرياض إلى أبو ظبي، أنها فعلاً شكلت مناسبات مهمة للكتاب، وجعلت منه حدثاً ثقافياً كبيراً يصنع وهجه هذا الحضور الشبابي المبهر.

نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (١١٩) صفحة (٣٦) بتاريخ (٠١-٠٤-٢٠١٢)