اطردوا جواسيس الأسد!

آراء

قاتل القتيل في سوريا يمشي في جنازته. لم يكتف القتلة في نظام الأسد بارتكاب أفظع المجازر ضد السوريين، من خارج الطائفة، بل ظهروا على وسائل الإعلام كما لو كانوا هم «الضحية».

هاهم «شبيحة» الأسد، بعد أن رشوا أجساد الأبرياء في «الحولة» وغيرها بوابل الرصاص، يتخندقون اليوم عبر الفضائيات العربية لإنكار دورهم في الجريمة. هذه «الحذلقة» التي من أبرز أبطالها مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، لا تخجل وهي تمارس الكذب المفضوح على رؤوس الأشهاد. من يقف في صف الظالم شريك في الظلم. ومن يدافع عن المجرم شريك في الجريمة. ولهذا فإن موجة طرد الدبلوماسيين السوريين من بلدان غربية كثيرة يدعونا أن نطرد من تبقى من الدبلوماسيين السوريين في الخليج.

هؤلاء لا يخدمون الجاليات السورية بقدر ما يخدمون نظام الأسد الممعن في جرائمه. وبعضهم غالباً ما يتجسس على الجاليات السورية ويرسل «وشاياته» لدمشق ضد كل من يتجرأ بالحديث ضد بشار ونظامه. الأسوأ من الجريمة أن تبرر الجريمة. والأكثر جرماً هو من يبحث عن أعذار لمرتكب الجريمة.

هؤلاء «المتفذلكين»، من دبلوماسيين وإعلاميين، سوريين وغير سوريين، لا يخجلون وهم يرددون أكاذيب النظام السوري ويبحثون له عن أعذار تبرر جرائمه أو تبرئه منها. إن أضعف الإيمان في الرد على احتقار بشار لعقول العالم، بأكاذيبه التي لم تنقطع، أن يُطرد الدبلوماسيين السوريين ويكتفي من شرهم السوريون خارج وطنهم وهم ينظمون صفوفهم من أجل دعم الثوار مادياً ومعنوياً.

فالمواطن السوري خارج بلاده يعيش رعباً لا يقل عما يعيشه إخوانه داخل سوريا. ولهذا لا تستغرب تردد السوري، خارج بلاده، في الحديث عن جرائم الأسد واستبداده. وهم معذورون لأنهم يخشون على ذويهم، داخل سوريا، من و«شاية» جواسيس الأسد الذين يسافرون بجوازات دبلوماسية ويقيمون خارج سوريا بوظائف دبلوماسية!

نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (١٨٠) صفحة (٣٦) بتاريخ (٠١-٠٦-٢٠١٢)