الآلاف يتوافدون على سفارة مصر بأبوظبي في أول أيام الانتخابات الرئاسية

أخبار

أقبل الآلاف من المصريين المقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة، صباح أمس، على التصويت في أول أيام «انتخابات الرئاسة المصرية 2018» التي تستمر على مدار أيام ثلاثة حتى بعد غد الأحد، حيث شهد مقر السفارة المصرية في أبوظبي إقبالاً شديداً من المصريين الذين حرصوا على الحضور من الصباح الباكر قبل افتتاح السفارة أبوابها ليدخلوا لجان الاقتراع. وقال السفير وائل جاد السفير المصري لدى الدولة في تصريحات لـ«الاتحاد»: «بدأ الناخبون الإدلاء بأصواتهم منذ التاسعة صباحاً، ويحق لكل مصري، سواء كان مقيماً أو زائراً أن يدلي بصوته في الانتخابات الرئاسية، وتظل اللجنة الانتخابية منعقدة حتى إدلاء آخر ناخب في محيط السفارة بصوته، حتى ولو تجاوز الوقت المحدد للاقتراع وهو التاسعة مساء».

وأضاف، «أدعو كل مصري أن يشارك هذا الحدث الذي يتم في أجواء احتفالية تعكس حضارة الشعب المصري ورقيه»، مشيرا إلى أن طاقم العمل بالسفارة وفر كل الأجواء اللوجستية والخدمات اللازمة للتيسير على الناخبين عملية الإدلاء بأصواتهم حيث تم توفير خيام مكيفة ونشر لجان تطوعية لتنظيم عملية الدخول، وأعتقد أن أولى ساعات اليوم الأول عكست مدى حب المصريين لوطنهم ومشاركتهم في الاستحقاق الانتخابي». وتوقع السفير جاد أن يشهد اليومان الثاني والثالث من الانتخابات إقبالا شديدا من المصريين المقيمين في أبوظبي وكذلك التوافد على مقر القنصلية العامة في دبي، مشيرا إلى أنها شهدت إقبالاً أيضاً من المصريين المقيمين في مختلف مناطق دولة الإمارات، حيث إن المؤشرات تعكس اهتماما كبيرا من أبناء الجالية المصرية.

وأشار السفير المصري إلى أن الإقبال الشديد على التصويت في الانتخابات الرئاسية يعكس رغبة حقيقية وقوية لدى كل المصريين الموجودين على أرض الإمارات، سواء المقيمين أو الموجودين بغرض الزيارة، كما يؤكد ذلك الحضور رغبة الشعب المصري في الاستمرار في عملية البناء والتنمية، مشيدا بالتزام أبناء الجالية المصرية بالتعليمات والنظام في الدخول إلى لجان التصويت والخروج منها. وقام السفير جاد بإصدار تعليمات بضرورة تقديم كافة أوجه المساعدة للمصريين الذين حضروا للإدلاء بأصواتهم، وخاصة كبار السن وذوي الهمم، حيث تواجد مع طاقم العمل بالسفارة لمتابعة سير العملية الانتخابية وحرص على مساعدة المصريين بما يلزم للتسهيل عليهم في العملية الانتخابية.

إقبال شديد

ومنذ صباح أمس، وتحديدا من الساعة السابعة صباحا بدأت جموع المصريين المقيمين الذين حضروا من مختلف مناطق إمارة أبوظبي (أبوظبي والعين والظفرة) بالاصطفاف أمام مقر السفارة في خيمة مكيفة خصصتها السفارة المصرية لاستقبال الناخبين وتسهيل عملية إدلائهم بأصواتهم في الاستحقاق الانتخابي 2018. وحرصت «الاتحاد» على التواجد في عرس الديمقراطية -كما وصفه ناخبون تواجدوا في محيط السفارة- حيث التقت عددا من الناخبين بعد عملية التصويت للتعرف منهم على سير العملية الانتخابية، مؤكدين أن الانتخابات حرة وتسير بالشكل القانوني كما حدده الدستور وقوانين الانتخابات، حيث يتم الاقتراع في سرية ودون توجيه أو ضغوط في الوقت الذي اختفت فيه تماما الدعاية الانتخابية للمرشحين اللذين يخوضان الانتخابات، وهذا يعكس مدى الالتزام من جانب وكلاء المرشحين الموجودين في لجان الانتخابات لمتابعة سير العملية الانتخابية.

وقالت هدى نوحي، مصرية مقيمة في أبوظبي: «حرصت على الحضور على الرغم من ظروف مرضي وإصابتي في قدمي، إلا أن التواجد في مثل هذا اليوم واجب ولا يشعر بهذا الواجب إلا من عاش الفترات العصيبة التي مرت بها مصر منذ عام 1967 وحرب الاستنزاف، ووصولاً إلى نصر أكتوبر، ولذلك فإن جيلنا يحرص دوما على التواجد في الانتخابات التي هي واجب على كل مصري محب لوطنه». وشهدت لجنة الاقتراع أمس في السفارة المصرية وجود أسر مصرية وحضور نسائي مميز ولافت ومختلف من كبار السن والأطفال وكذلك أصحاب الهمم، كما تواجد ناخبون يمرون بحالات صحية حرجة، إلا أنهم حرصوا على الحضور كما اصطحبت أسر أطفالهم للتعلم والاستعداد للمستقبل وتعريفهم على كيفية ممارسة الحقوق السياسية من خلال الانتخاب وتعريفهم كيفية التصويت واحترام القانون والالتزام به حتى تسير مصر في طريقها الصحيح ورسم مستقبلهم بأيديهم.

مسيرة البناء

وتحدثت السيدة نجاة في العقد الخامس من عمرها، عن مشاركتها قائلة: «كنت مقيمة في الإمارات منذ 30 عاما وأنا في زيارة لأبنائي، وحرصت على التواجد في الانتخابات لإعطاء صوتي إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي حتى يتمكن من إكمال ما بدأه من مشاريع تحمل الخير لمصر وشعبها»، مضيفة أن من الخطأ التكاسل عن التصويت وإنها من الواجبات الوطنية التي يجب على كل مصري أن يلتزم بها دون النظر إلى أين يذهب صوته». ومن جانبه، قال إبراهيم عبدالشافي، مدير تسوق مقيم بأبوظبي: «إنني سعيد بالتصويت في الانتخابات الرئاسية وحضرت متطوعاً وناخباً، لأن المشاركة بالتصويت واجب الوطني في اختيار رئيس قادر على قيادة مصر في المرحلة القادمة والاستمرار في القيادة والبناء»، مضيفا أن كل مصري عليه ألا يتكاسل أو يتأخر على الوقوف بجانب وطنه في جميع الاستحقاقات الانتخابية».

وأكد أمير البخشوانجي مصري مقيم في أبوظبي أن عملية التصويت في الانتخابات كانت ميسرة ومنظمة للغاية بفضل جهود طاقم العمل بالسفارة المصرية واللجان التطوعية التي عملت على التنظيم وتسهيل الدخول والخروج، مشيرا إلى أن الصوت الانتخابي هو حق وواجب في الوقت ذاته، وحيث إنه يرسم ملامح المستقبل وإعطاء فرصة لمصر لاستكمال مسيرة البناء.

وقال إبراهيم سالم، مهندس مصري مقيم في أبوظبي منذ 20 سنة: «حرصت على الحضور مع أسرتي زوجتي وابنتي وأحفادي للتواجد في العرس الديمقراطي حتى يتعرف الأجيال القادمة على كيفية ممارسة الحياة السياسية والحقوق الانتخابية لما لها من آثار إيجابية على تطور المجتمعات ونهضتها خاصة في الحالة المصرية التي تحتاج إلى الاستقرار للمضي قدما في طريق التقدم». وقال عصام الخضري مدير فروع إحدى شركات المطاعم العالمية بأبوظبي: «إن وجودي اليوم ليس فقط للتصويت ولكن أيضا للعمل التطوعي في لجان التنظيم لمساعدة الناخبين وتوفير سبل الراحة لهم من حيث توجيههم إلى داخل اللجنة وأماكن الانتظار، وتوفير المياه والعصائر علاوة على مساعدة كبار السن في توفير أماكن انتظار مريحة لهم ومكيفة وتسريع عملية دخولهم والتصويت، وخروجهم حتى لا تكون هناك أي معاناة».

وأعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات أنها انتهت من توفير جميع الأوراق والمستلزمات والمتطلبات بداخل مقار جميع السفارات والقنصليات بالخارج. وتجري عمليات التصويت في 139 لجنة بـ 124 دولة، وذلك في مقر 123 سفارة و16 قنصلية مصرية بإشراف 714 دبلوماسياً مصرياً. وقررت الهيئة الوطنية للانتخابات إلغاء عمليات التصويت في 4 دول هي سوريا واليمن وليبيا والصومال لدواعٍ أمنية، وحرصاً على أرواح المصريين المقيمين هناك.

وتم تسجيل نسبة عالية من الناخبين في الساعات الأولى من صباح أمس الجمعة، خاصة في دول الخليج العربي حيث يعيش عدد كبير من المصريين، وفقا لرئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، لاشين إبراهيم، في القاهرة دون إعطاء نسب للمشاركة. وقال إبراهيم، وفقا للموقع الإلكتروني لصحيفة الأهرام، إن عدداً كبيراً من الناخبين اصطفوا أمام السفارات والقنصليات المصرية خاصة في الدول العربية. وعرض التلفزيون الحكومي صورا للناخبين ويحمل الكثير منهم العلم المصري ويصطفون للإدلاء بأصواتهم في السعودية والكويت واليابان.

يذكر أن المصريين في الخارج دخلوا اعتبارا من أول أمس الأربعاء مرحلة الصمت الانتخابي، وفقا لقرار الهيئة الوطنية للانتخابات. ويتنافس الرئيس الحالي، عبد الفتاح السيسي مع رئيس حزب الغد، موسى مصطفى موسى، في هذه الانتخابات. ومن المقرر أن تجرى الانتخابات في الداخل في الفترة من الـ26 وحتى الـ28 من مارس الجاري. وتنتهي عمليات فرز الأصوات بحلول الخميس الموافق 29 مارس، على أن تستقبل الهيئة الوطنية للانتخابات الطعون في اليوم التالي ليكون البت فيها يومي السبت والأحد الموافقين 31 مارس و1 أبريل لتعلن نتائج هذه الجولة في الثاني من أبريل. وكان السيسي طالب أمس الأول الناخبين بالمشاركة بكثافة أياً كانت توجهاتهم وآراؤهم. وقال خلال زيارة لوزارة الداخلية، إنه «يفضل نزول أعداد كبيرة من المصريين للانتخابات الرئاسية حتى لو حصل على ثلث أصواتهم، على أن ينزل عدد أقل ويعطونه أصواتهم»، مشيراً إلى أن «نزول المصريين للانتخابات سيكون بمثابة دعم للدولة ومشروعها».

من جانبه، صرح المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن سامح شكري وزير الخارجية، اطلع على التقارير الواردة من البعثات الدبلوماسية والقنصلية المصرية بالخارج ومن غرفة عمليات الانتخابات الرئاسية بوزارة الخارجية على آخر الاستعدادات الجارية لبدء انتخابات المصريين في الخارج امس الجمعة.

وأكد المتحدث باسم الخارجية أن وزير الخارجية وجه رؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية في الخارج بالإشراف بأنفسهم على تأمين اللجان الانتخابية، وانتظام العمل بها، وتوفير التسهيلات اللازمة لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة. كما أكد أن رعاية مصالح المصريين في الخارج وتمكينهم من أداء واجباتهم العامة تجاه الدولة والمجتمع وإسهامهم في تنمية الوطن أحد أهم أولويات وزارة الخارجية.

الحصول على الإقامة ليس شرطاً للتصويت

أكد المتحدث باسم الهيئة الوطنية المصرية للانتخابات المستشار محمود الشريف، أن الهيئة تتواصل مع السفارات بالخارج، لتذليل أي عقبات خلال العملية الانتخابية.وأوضح المتحدث باسم الهيئة الوطنية المصرية للانتخابات، خلال مؤتمر صحفي للهيئة الوطنية المصرية للانتخابات، أن الإقامة ليست شرطاً للإدلاء في الانتخابات الرئاسية في الخارج، حيث ينص القانون على أنه يسمح بالتصويت لكل المصريين الموجودين بالخارج، دون النظر لموضوع الإقامة. وأضاف الشريف، أن القانون بشأن الانتخابات الرئاسية لم يشترط في التصويت أن يكون المصري مقيماً، ولكن أي مصري موجود خارج البلاد من حقه التوجه لمقر السفارة، وأن يدلي بصوته، ولا يشترط أن تكون لديه إقامة، سواء مستمرة أو منتهية. وقال المتحدث باسم الهيئة الوطنية المصرية للانتخابات: «نزاهة وشفافية العملية الانتخابية على قمة أولويات الهيئة، أكدنا عدم جواز الدعاية خلال أيام الاقتراع». وتابع الشريف: «التصويت من حق أي مصري في الخارج طالما لديه رقم قومي مصري، دون النظر لدينه، أو إن كان حاصلاً على جنسية أخرى، والتصويت الآن يتم في 118 دولة حول العالم، ويسير بشكل منتظم».

المصدر: الاتحاد