عائشة الجناحي
عائشة الجناحي
كاتبة إماراتية

الأخلاق وحضارة المجتمعات

آراء

تعرض أحد منتسبي العمليات الخاصة للقوات المسلحة، لحادث سير تسبب في إعاقته، لكنه لم يقف، فاليوم يعمل في وزارة الخارجية والتعاون الدولي؛ يساعد كبار السن وذوي الإعاقة، رغم صعوبات العمل.

وقد كلف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله،، متسوقاً سرياً لاختبار سلوكه مع المتعاملين، بوضع بعض العراقيل أمامه، لكن لم تزده التحديات إلا رقياً، فتم تكريمه من قبل سموه، لأنه قدم نموذجاً مشرفاً للأخلاقيات والقيم الإماراتية.

الدعوة إلى الأخلاق، هي دعوة إلى الإسلام في أعظم نتائجه، وفي أطيب ما أثمرته تعاليمه. وقد تمثلت أعظم المكارم وأسماها في الرسول صلى الله عليه وسلم، فانبعثت من نفسه الشريفة عظمة الأخلاق، ووصفه ربه بقوله: «وإنك لعلى خلق عظيم». فديننا يحثنا على الأخلاق، لعظمة أثرها. الأمم تندثر إذا ما انعدمت فيها الأخلاق، فتسقط وتذبل زهرتها، والأخلاق هي التي تؤدّي إلى التّكاتف والتّعاضد.

في جلسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، الحوارية التي عقدت في القمة العالمية للحكومات، سأله أحدهم عن مدى تفاؤل سموه بمستقبل المنطقة، فكان رده: «إننا اليوم نتحدث عن استئناف الحضارة، وهو أمر يحتاج تعاوناً من الجميع، مضيفاً سموه، لا بد من وجود الأمل، فهذه المنطقة هي مهد الحضارة الإنسانية، وأنا متفائل..

فالإنسان هو الذي يصنع الحضارات والاقتصاد والمال، وإذا نجح الإنسان العربي والمسلم في بناء حضارة في الماضي، فهو قادر من جديد على استئنافها».

أبرز ما جاء في جلسة «استدامة وطن»، للفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، في فعاليات القمة، عبارات تؤكد حرص الحكومة الرشيدة على غرس القيم والأخلاق بين الأفراد، والذي كان واضحاً من خلال اعتماد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، للاستراتيجية والرؤية الجديدة، التي تتضمن مبادرات حكومية، تساعد على تحقيق رفاهية وسعادة شعب دولة الإمارات.

وأهم هذه المبادرات الحكومية، هي استحداث وزارات التسامح والسعادة وشؤون الشباب، ووثيقة قيم وسلوكيات المواطن الإماراتي. ومن خلال بعض العبارات، أكد سمو وزير الداخلية، حرص القيادة على وضع رؤية متكاملة بتحويل منظومة الأخلاقيات إلى عمل مؤسسي يضمن الاستدامة، حين قال «الشيخ زايد، طيب الله ثراه، كان حريصاً دائماً على الاستدامة، واستدامة الأوطان قائمة على الأخلاق والقيم».

لا شكّ أنّ الأخلاق هي سمات القائد الناجح، فأينما وجدت الأخلاق، فثمّة الحضارة والرّقي وتقدم المجتمعات

المصدر: البيان