الأقمار الصناعية في دبي نموذج ريادي

آراء

«إن القيمة الحقيقية للمشاريع التي نطلقها اليوم تقاس بمدى تحقيقها للأهداف والخطط الاستراتيجية، ومدى توظيفها للمواد المتاحة، والاستناد على كل ما هو جديد وحديث، إضافة إلى تأثيرها الإيجابي وتوفيرها لأعلى درجات جودة الحياة لأفراد المجتمع».

… كانت هذه كلمات سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عند تدشينه برنامج هيئة كهرباء ومياه دبي للفضاء (سبيس دي) في يناير 2021، والذي يهدف إلى استخدام تقنيات الفضاء في شبكات الكهرباء والمياه، والاستفادة من تقنيات الثورة الصناعية الرابعة لتعزيز الكفاءة والفاعلية وتوفير خدمات الكهرباء والمياه وفق أعلى معايير الجودة والتوافرية والاعتمادية والكفاءة لتكون دبي المدينة الأذكى والأكثر سعادة والأفضل للحياة على مستوى العالم.

حققت دولة الإمارات العربية المتحدة إنجازات مهمة في قطاع الفضاء، وأصبحت من الدول الرائدة في مجال علوم وتقنيات الفضاء بإنجازات غير مسبوقة على مستوى الوطن العربي، فما حققته في قطاع الفضاء خلال السنوات القليلة الماضية، بدءاً من إطلاق «خليفة سات»، أول قمر اصطناعي عربي مصنوع بأيد إماراتية 100%؛ وذهاب رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية؛ وإطلاق «مسبار الأمل» إلى كوكب المريخ، والمشاركة في استكشاف القمر وكوكب الزهرة وكويكبات أخرى في المجموعة الشمسية، دليل راسخ على نجاح استراتيجية دولة الإمارات في التأسيس لقطاع علوم وتكنولوجيا متطور ومستدام يسهم في تعزيز اقتصاد المعرفة وتنافسية الدولة في هذا القطاع الواعد الذي يعد أحد القطاعات الأساسية في اقتصاد الدولة باستثمارات تجاوزت 22 مليار درهم خلال السنوات القليلة الماضية.

وبعد 12 شهراً من إطلاق «سبيس دي»، أطلقت هيئة كهرباء ومياه دبي «ديوا – سات 1» وهو قمر اصطناعي نانوي من نوع (3U) لتصبح أول مؤسسة خدماتية على مستوى العالم تستخدم الأقمار الاصطناعية النانوية وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة بما في ذلك إنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي، والبلوك تشين لتبادل المعلومات عبر الاتصالات الفضائية وتقنيات مراقبة الأرض بهدف تحسين عمليات وصيانة وتخطيط شبكات الكهرباء والمياه بالاعتماد على كادر إماراتي متخصص في مجال استخدام تقنيات الفضاء في شبكات الكهرباء والمياه.

تشكل الأقمار الاصطناعية النانوية – الأصغر حجماً والأقل تكلفة – جزءًا من التقنيات التي ستعمل على تحسين العديد من المجالات حيث يتم استخدامها في العديد من القطاعات مثل الطاقة، والزراعة، والهندسة المدنية، والنفط والغاز، وغيرها، وسيسهم برنامج «سبيس دي» في تعزيز التنافسية العالمية والشراكات الاستراتيجية لقطاع الفضاء الوطني في الدولة وبناء مرحلة جديدة من القدرات الإماراتية في مجال استكشاف الفضاء والتكنولوجيا والصناعات المرتبطة بها لتوظيفها في تعزيز شبكات الكهرباء والمياه.

كما نهدف من خلال البرنامج إلى أن تكون تقنية الأقمار الاصطناعية النانوية مكملة لشبكة اتصالات إنترنت الأشياء الأرضية لتحسين كفاءة وفعالية عمليات الهيئة ودعم رقمنة شبكات الطاقة والمياه بما يزيد كفاءة وفعالية عمليات التخطيط والتشغيل والصيانة الوقائية لقطاعات الإنتاج والنقل والتوزيع والشبكات الذكية ومحطات شحن السيارات الكهربائية، إضافة إلى خفض التكاليف وتحسين استثمار أصول الهيئة، فضلاً عن نقل المعارف والخبرات وتدريب الكوادر المواطنة في الهيئة.

وبنهاية العام الجاري، نخطط لإطلاق قمر اصطناعي نانوي آخر من نوع (6U) لتطبيقات الاستشعار عن بعد باستخدام تقنيات تصوير عالية الدقة الزمانية والمكانية يتم تصميمها خصيصاً لحالات الاستخدام الخاصة بالهيئة.

وسنواصل في هيئة كهرباء ومياه دبي السعي لتعزيز ريادة دولة الإمارات في قطاع الطاقة المتجددة والنظيفة، ودعم رؤية سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، لاستئناف الحضارة العربية بدعم من أبناء وبنات الوطن الذين اكتسبوا خبرات ومهارات رائدة في مختلف المجالات بما في ذلك علوم وتقنيات الفضاء.

المصدر: البيان