الأمم المتحدة تواجه «الفيتو» الأميركي حول القدس غداً

أخبار

تعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة جلسة طارئة غداً الخميس للتصويت على مشروع قرار يرفض اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل بعدما استخدمت الولايات المتحدة حق النقض «الفيتو» ضده في مجلس الأمن. وأبلغ رئيس الجمعية ميروسلاف لايكاك كل الوفود بانعقاد جلسة الجمعية العامة التي تضم 193 دولة بناء على طلب اليمن وتركيا باسم كتلة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.

وكان وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي قال في وقت سابق إن الاجتماع الطارئ للجمعية العامة تحت بند «متحدون من أجل السلام» يتمحور حول التصويت على مشروع قرار يتعلق بمنح الشعب الفلسطيني حق تقرير المصير. مؤكدا السعي لحصول تصويت أكبر عدد من الدول ليشكل ذلك صفعة وردا قويا على استخدام الولايات المتحدة «الفيتو» تجاه مشروع القرار العربي في مجلس الأمن.

وأوضح أن التحركات في الجمعية العامة ضمن الخطوات الفلسطينية على صعيد مجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان ومنظمة اليونسكو والمحكمة الجنائية الدولية حيث تضم الخطوة المقبلة تفعيل طلب انضمام فلسطين للأمم المتحدة. وقال إن روسيا ترغب في لعب دور الوسيط حيث سيتم التركيز في المرحلة المقبلة خلال اجتماعات بين القيادتين الفلسطينية والروسية على بحث التحرك بشكل فردي من قبل موسكو أو ضمن تحرك دولي جماعي.

ولفت المالكي إلى أن الرئيس محمود عباس سيزور فرنسا في الأيام المقبلة لبحث بلورة موقف قوي من الاتحاد الأوروبي لرفض القرار الأميركي بشأن القدس. وأعرب عن الأمل في أن تعترف قمة الاتحاد الأوروبي بدولة فلسطين، وقال إن هذه الخطوة بحاجة إلى شجاعة وقيادة وإلى تحرك جماعي، ونحن نأمل ذلك خاصة أن هناك رغبة لدى العديد من الدول الأوروبية للقيام بمثل هذه الخطوة.

ووفقا لبند «متحدون من أجل السلام»، فإنه في الحالات التي يفشل فيها مجلس الأمن في تحقيق إجماع بين الدول الخمس الدائمة العضوية، ينبغي للجمعية العامة أن تنظر مباشرة، ويمكنها تقديم أي توصيات تراها مناسبة من أجل استعادة السلام والأمن الدوليين. لكن مصادر قالت «إن القرارات الصادرة من الجمعية العامة وإن كان ليس لها نفس الوزن الذي تتمتع به قرارات مجلس الأمن، إلا أنها هذه المرة ستكون بمثابة إثبات على الإجماع الدولي على رفض القرار الذي اتخذه من جانب واحد الرئيس ترامب، بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل».

وأكدت الحكومة الفلسطينية في بيان أنه برغم أن الفيتو لن يغير شيئا من مكانة ووضع مدينة القدس باعتبارها العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية فإنه بلا شك يغير من مكانة الولايات المتحدة بصفتها وسيطا في عملية السلام وأي عملية سياسية قادمة.

وقال مستشار الرئيس الفلسطيني نبيل شعث إن ترامب، يتصرف وكأن الولايات المتحدة هي من تحكم العالم، مضيفاً أن سياسته باتت تشكل خطراً على السلم العالمي. وأضاف في مقابلة مع «روسيا اليوم» أن ما يفعله الرئيس الأميركي غريب على العرف السياسي والدبلوماسي، ويتصرف وكأن الولايات المتحدة هي من تحكم العالم، وهي في الحقيقة لم تعد كذلك لأن العالم فيه روسيا والصين وأوروبا وهو متعدد الأقطاب. وأضاف «الغريب في الأمر أن يعمد رئيس الولايات المتحدة وهو ليس مسؤولا عن الأرض الفلسطينية وليس من يقرر مصير سكان المنطقة، إلى وهب القدس إلى محتليها»، مؤكدا أن ما أقدم عليه مدمر لعملية السلام. وأوضح أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تكون راعية سلام في ظل حكمه، مشيرا إلى أن هناك قوى أخرى بديلة قادرة أن تسهم في إطار دولي لحل القضية الفلسطينية مثل الصين وأوروبا وروسيا. وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد مجدلاني إن وفدين فلسطينيين سيتوجهان خلال ساعات إلى كل من روسيا والصين لطلب رعاية دولية متعددة الأطراف لعملية السلام مع إسرائيل بديلاً عن الولايات المتحدة.

ماي تحث ترامب على طرح مقترحات بشأن السلام في الشرق الأوسط

حثت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على طرح مقترحات جديدة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، وذلك بعد قرار الرئيس الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. جاء ذلك في اتصال هاتفي بين الزعيمين أمس الثلاثاء. وقال متحدث باسم رئيسة الوزراء، إن الزعيمين «ناقشا المواقف المختلفة التي اتخذاها بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، واتفقا على أهمية أن تطرح الولايات المتحدة مقترحات جديدة للسلام، وأن يدعم المجتمع الدولي هذه الجهود».

المصدر: الاتحاد