الأمن العالمي يفرض نفسه في منتدى دافوس اليوم

أخبار

1036854672

تنطلق اليوم الأربعاء بمدينة دافوس السويسرية أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في دورته « 45 »، التي سيطغى عليها دون أدنى شك الأمن العالمي سيما الاعتداءات الدامية في فرنسا والنزاع في العراق و«داعش» وأوكرانيا، لكن الجانب الاقتصادي والاجتماعي سيأخذ أيضاً حصة الأسد بعد انهيار أسعار النفط وزيادة معدل البطالة وارتفاع معدلات الأمراض من أيبولا وانفلونزا الخنازير، كما يتم الخوض في مشكلة التغيير المناخي لمواجهة الاحتباس الحراري.

ويعقد المنتدى بعد أيام على الاعتداءات في باريس ومجازر جديدة ارتكبتها حركة بوكو حرام الإسلامية في نيجيريا،ومجازر لتنظيم داعش في سوريا والعراق وقال خبراء إن خطر نشوء نزاع دولي يشكل التهديد الأكبر على الاستقرار في العالم، ويتقدم بذلك على المخاطر الاقتصادية الأخرى رغم خطورتها بعد انهيار أسعار النفط، ومن المتوقع أن تجري مناقشات أيضاً حول المعارك التي تشهدها أوكرانيا ضد الانفصاليين في شرق البلاد.

دعم دولي

وسيكون الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من بين المشاركين في المنتدى، الذي ستستمر أعماله أسبوعاً، كما من المتوقع أن يغتنم بوروشنكو الفرصة لطلب دعم دولي، بينما سيراقب رد فعل لافروف، الذي تعاني بلاده من عقوبات، بسبب دورها في النزاع الأوكراني على مثل هذا الطلب. ومع أن أي لقاء رسمي ليس مقررًا، الا أن القادة الأوروبيين الأبرز يمكن ان يقرروا عقد اجتماعات مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري على هامش المنتدى للقيام بوساطة من اجل السلام.

واعتبر كبير الاقتصاديين لدى «اينفورميشن هاندلينغ سيرفيسس» ناهريمان بهرافيش ان «الإرهاب والوضع الجيوسياسي سيلقيان على الأرجح بظلالهما على دورة هذا العام من المنتدى الدولي، إذ إن كلاً منهما يشكل تهديدًا جديًا للاستقرار السياسي في أوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا» .

ومن أهم القضايا الأخرى التي تتصدر أجندة المنتدى السنوي لهذا العام انهيار أسعار النفط وزيادة معدل البطالة، وانعدام عدالة الأجور، بالإضافة إلى قضية الإهدار المائي، والتغيرات المناخية وتراجع معدل الصحة العامة، حيث تأتي هذه القضايا ضمن التحديات العشرة التي تؤثر سلباً على الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي على مستوى العالم، ويبحث المنتدى أيضاً كيفية الارتقاء بمعدل الصحة العامة، وخلق اقتصاد سليم وناجح، والصعوبات التي تواجه النظم الصحية في التكيف مع التغير الديموجرافي، وارتفاعات معدلات الأمراض غير المعدية، والانتشار الأوسع نطاقاً للأوبئة.

مشكلة انهيار أسعار النفط

ويؤكد خبراء أن تركيز منتدى دافوس الاقتصادي على مشكلات أسعار النفط وانهيار العملات سيضعف المنتدى نفسه، المنتدى يعقد وسط ظروف استثنائية يخيم عليها ضعف الاقتصاد العالمي وتوترات سياسية وعسكرية.

فأهمية منطقة الشرق الأوسط بالنسبة إلى الدول المشاركة في المنتدى تكمن في احتفاظ هذه المنطقة بأكبر مخزون نفطي عالمي يعادل ثلاثة أرباع المخزون النفطي العالمي، وتحصيل حاصل فإن أي اضطراب سياسي لدول المنطقة سينتج عنه تدهور أسعار النفط وانهيار تام لأسواق العملة العالمية.

الدول المشاركة تعتقد أن أي خلل في هيكل الاقتصاد العالمي ستكون السياسة الأميركية تجاه العراق مسؤولة عنه، وبالتالي يقع على عاتقها مسألة انعاش الاقتصاد العالمي، في ضوء المشكلات التي يواجهها العالم، وفي وقت تعاني فيه أكبر ثلاثة اقتصادات عالمية من الركود الاقتصادي ومعدلات نمو مخيبة للآمال.

أبرز المشاركين

بين المشاركين في منتدى هذا العام رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ورؤساء كوريا الجنوبية وأوكرانيا والمكسيك ونيجيريا. وسيتحدث في المنتدى أيضاً الرئيس الإيراني حسن روحاني ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ورئيس الوزراء التركي اوغلو ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وبين بلديهما عداء تقليدي.

وسيشارك في المنتدى محافظ بنك انجلترا المركزي مارك كارني ورئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراجي ووزير الخزانة الأميركي جاكوب لو ومحافظ البنك المركزي الياباني هاروهيكو كورودا، إضافة إلى مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد ورئيس البنك الدولي جيم يونج كيم.

إلى ذلك، ورأت منظمة «أوكسفام» لمكافحة الفقر أن أكثر من نصف ثروات العالم ستصبح العام المقبل حكراً على واحد في المئة فقط من السكان، مع انتشار التفاوت في توزيع الثروة على مستوى العالم. وفي تقرير لها نشرته قبل انعقاد المنتدى الاقتصادي العالمي في مدينة دافوس السويسرية، قالت المنظمة الخيرية إن الأثرياء زادوا نصيبهم من ثروات العالم من 44 في المئة في العام 2009 إلى 48 في المئة في العام الماضي، مشيرة إلى أنه إذا استمر الوضع على هذه الحال، سيزيد نصيبهم عن 50 في المئة في العام 2016.

وقالت المديرة التنفيذية للمنظمة التي تتناوب أيضاً على رئاسة المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، ويني بيانييما، إن «تفاقم عدم المساواة يعرقل مكافحة الفقر»، متسائلة «هل نريد حقًا أن نعيش في عالم يملك فيه واحد في المئة ما يزيد على ما نملكه نحن الباقين مجتمعين؟».

في الأثناء،، أكدت «أوكسفام»أنها ستدعو إلى التحرك لمكافحة زيادة انعدام المساواة خلال اجتماع دافوس، خاصة التهرب الضريبي للشركات وتحقيق تقدم للتوصل إلى اتفاق عالمي بشأن تغير المناخ.

تكاليف باهظة

لا تكشف الجهات المنظمة عن تفاصيل تأمين اللقاء، لكن يعتقد مشاركة قرابة 5 آلاف جندي وعناصر من الشرطة والأمن في تأمين البلدة، يصل ثمن تذكرة المشاركة إلى نحو 20 ألف دولار، وهذا ليس سوى جزء يسير من تكاليف أخرى منها تذاكر السفر، والإقامة، حيث يصل سعر غرفة متوسطة إلى قرابة 600 دولار لليلة الواحدة، وعمومًا قد تصل الفاتورة النهائية للمشاركة في المنتدى إلى زهاء 40 ألف دولار.

المصدر: دافوس ــ الوكالات