حمود أبو طالب
حمود أبو طالب
كاتب سعودي

الإخوان: هل يكفي التصنيف وسحب الكتب؟

آراء

حظي التقرير الذي أعده زميلنا العكاظي الأستاذ خالد طاشكندي ونشر يوم الأحد الماضي عن تنظيم الإخوان المسلمين وتغلغله في مفاصل المجتمع السعودي وسيطرته على مناهج التعليم والنشاط الإعلامي والثقافي والعمل الخيري، حظي ذلك التقرير المفصل الذي تضمن أيضا سرداً تأريخياً لوصول رموز الإخوان وتأسيس نشاطهم بمقروئية واسعة وتعليقات كثيرة في مواقع التواصل، وعند قراءته تعود الذاكرة إلى الماضي القريب وليس البعيد لنقف على حقيقة صعوبة كتابة ونشر مثل هذا التقرير في صحفنا أو الحديث بمثله أو ما هو قريب منه في أي منبر إعلامي لأن من يحاول ذلك سوف يواجه عاصفة هوجاء عاتية تقتلعه وتدمره معنويا وتستعدي عليه وتمارس ضده تصفية حقيرة كجزء من أدبيات المدرسة الإخوانية الوالغة في الانحطاط والخسة، كان نشطاء الإخوان جاهزين ومنظمين ومترابطين من خلال شبكتهم واسعة الانتشار لإلحاق الأذى البالغ بمن يشير إلى وجودهم ونشاطهم مجرد الإشارة، فكيف بمن يحاول كشف جزء يسير من نشاطهم الخبيث، لكن الزمن والظروف والوعي والأحداث كشفت سوء طويتهم وخبث نواياهم ضد الوطن ما جعل الدولة تصنف تنظيمهم ولو متأخراً ضمن التنظيمات والجماعات الإرهابية.

لكن الأمر الآن لم يعد مقتصراً على إثبات وجودهم ونشاطهم الكارثي على مدى عقود من خلال المجالات التي تغلغلوا فيها وشكلوا من خلالها تفكير ووعي ووجدان أجيال متعاقبة، وإنما الأمر المهم هو كيفية التخلص من هذا الإرث الجهنمي، إذ إن سحب كتبهم ومراجعهم من المكتبات ومرافق التعليم ليس كافياً لتطهير فكرهم بعد أن ترسخ في عقول لا حصر لها بعضها ظاهر وبعضها كامن يجيد التمويه ويتعامل بحرص لعدم كشفه بينما هو يتربص وينشر السموم من خلال العمل السري الذي يتقنه تنظيمهم.

نعرف أنها مهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة عندما يرتفع الحس الوطني فوق كل أحد وكل اعتبار، نعم تحتاج وقتا طويلا لكن لا بد من النهوض بها وفق استراتيجية وطنية شجاعة لا تجامل أو تتهاون مع كائن من كان، لا سيما في الظروف الملتبسة الراهنة التي تحيط بنا ويراهن بعض المخططين للدمار العربي على تنظيم الإخوان كحصان طروادة لأنهم يعرفون أنه لا وطنية لديه ولا مبادئ ولا قيم.

المصدر: عكاظ