الإدمان الجديد على “الهواتف الذكية”

أخبار

يمتلك أكثر من تسعة أشخاص من بين كل 10 أمريكيين هاتفاً خلوياً. ويتفقد نحو 70% من هؤلاء هواتفهم الخلوية بصورة قهرية لمطالعة الرسائل التي تصلهم… حتى لو لم يكن هناك شيئاً جديداً.

وكأن ذلك ليس دليلاً كافياً على أن الأمريكيين يعتمدون على هواتفهم الذكية بصورة خطيرة، يشير تقرير جديد صادر عن شركة “فليري” للأبحاث إلى أن أعداد “مدمني الهواتف الذكية” – وهم الذين يفتحون التطبيقات الذكية 60 مرة أو أكثر في اليوم الواحد – تتزايد بمعدل يزيد خمس مرات عن المعدلات التي تزيد بها نسبة المستخدمين العاديين. وبينما يشير تقرير “فليري” إلى أن أعداد المستخدمين العاديين (الذين يفتحون التطبيقات 16 مرة أو أقل في اليوم) ازداد بنسبة 23% ليصل إلى 784 مليون شخص، فإن عدد المدمنين “السوبر” ازداد بنسبة 123% ليصل إلى 176 مليون مستخدم.

وكانت “فليري” قد جمعت هذه البيانات من أكثر من 1.3 مليار جهاز تتبعه الشركة بالنيابة عن العملاء مثل” بينترست”، و”سنابشوت” و”زينغا”.


مدمنو الأجهزة الذكية مقابل المستخدمين العاديين (من حيث النوع)

من الواضح، بالطبع، أن “المدمنين” ما زالوا إلى حد كبير ضمن الأقلية. ولكن معدل النمو السريع لهؤلاء المستخدمين، وخصائصهم الديموغرافية المثيرة للاهتمام، تستحق مزيداً من الدراسة. ووجدت الدراسة التي أجرتها “فليري” أن المرأة تميل إلى إدمان الهواتف المتحركة أكبر من الرجل. وفي الوقت نفسه، فإن الفئات العمرية للمستخدمين المدمنين ليست بالضبط ما تتوقعه: بالطبع، فإن المراهقين والشباب في العشرينات من العمر يشكلون الأغلبية، ولكن لا يميل البالغون الذين تتراوح أعمارهم ما بين 25 و34 إلى إدمان الهواتف المتحركة. الأكثر غرابة؟ أن البالغين في منتصف العمر، وبخاصة الآباء، يميلون إلى استخدام هواتفهم لأوقات طويلة. (قد يكون السبب وراء ذلك، في العديد من الحالات، إلى استخدام أفراد الأسرة لهواتف الآباء)

نسبة مدمني الإنترنت مقابل المستخدمين العاديين (من حيث العمر)

“فليري” تدعو هذا مؤشراً جيداً للتقنية التي يمكن ارتداؤها – فالشركة ترى أن الهاتف الذي يلازمك 24 ساعة في اليوم هو إلى حد ما “قابل للارتداء بحكم الأمر الواقع”.

ولكن التقرير يعد مؤشراً سيئاً للكثير من الأمور الشحصية: خذ على سبيل المثال أمور مثل الصحة العقلية، والتأمل والتفكير، والعلاقات الاجتماعية، فبينما لم يعثر الباحثون على أدلة تشير إلى إدمان الهواتف الذكية، من الناحية الطبية، إلا أنهم عثروا على الكثير من الأدلة التي تشير إلى أنها قد تسبب خللاً ما – وهذا ما نختبره جميعاً عندما يتحقق أحدهم – في وسط الحديث – من بريده الإلكتروني أو يقوم بلعب مباراة في الشطرنج على الإنترنت. ويقول نيكولاس كار في كتابه “السطحيون” (The Shallows) الصادر عام 2010:

“يسلبنا الهاتف الذكي، أكثر من أي جهاز آخر، الفرصة للبقاء منتبهين، أو أن نقوم بالتأمل والتفكير، أو حتى أن نكون لوحدنا مع أفكارنا”.

لذا، إذا كنت تقرأ هذا الموضوع مستخدماً هاتفك الذكي،،، قد يكون من المفيد لك أن تضعه جانباً.


بقلم: كاتلين ديوي،

نقلاً عن الموقع الإلكتروني لجريدة الواشنطن بوست

ترجمة: الهتلان بوست