مازن العليوي
مازن العليوي
كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة

الإعلام السعودي في دائرة الضوء

آراء

شهد الأسبوعان الماضيان صعود الإعلام السعودي بفروعه إلى صدارة المشهد المحلي واهتمام الصحف وأحاديث مواقع التواصل الاجتماعي، وفيما كانت الصحف والصحفيون والكتاب يناقشون قرار رئاسة مجلس الوزراء بأن يمارس الصحافة من ينتسبون إلى هيئة الصحفيين فقط، صدر قرار آخر منذ أيام يقضي بتحويل الإذاعة والتلفزيون إلى هيئة عامة وكذلك وكالة الأنباء السعودية. ما يعني أن تطورا يُفترض أن يحدث في الإعلام السعودي بأنواعه المقروء والمسموع والمرئي.. وهذا هو بالضبط ما يهم المواطن – الذي في الأغلب – لا يعرف الفرق بين وضع الإذاعة والتلفزيون حاليا ووضعهما حين يصبحان هيئة عامة، ولا يهمه إن كان الصحفيون منتسبين إلى هيئة الصحفيين أم لا، لأن كل ما يريده من تلك الوسائل أن تتغير نحو الأفضل بأساليب صياغة الأخبار وبثها ونقلها وطرحها وتحليلها.

وكي تكون الأمور واضحة أكثر، فإن وزارة الثقافة والإعلام ووزيرها الدكتور عبدالعزيز خوجة أمام مهمة ليست باليسيرة، فهناك صورة ترسخت في ذهن المواطن عن إعلامه بات من الضروري مسحها ورسم صورة جديدة عن الإعلام الواقعي العقلاني السريع، الذي يتخطى الحواجز البيروقراطية ويصل قبل الوسائل الأخرى. إعلام يعرف ما له وما عليه ويقدم “وجبة دسمة” جاذبة في زمن لا تنفع فيه الرقابة بمفهومها الحالي، فالانفتاح سمة من يريد المنافسة واختراق المسافات. والمعلومة مهما كانت باتت تصل إلى أي مكان في الكرة الأرضية خلال ثوان، وحجبها يجعل الآخرين يسبقون بإيصالها، ليصبح عدم الحجب هو الحالة الواجبة مع الانتباه إلى طريقة الطرح. فأي معلومة جديدة قابلة لأن تطرح بصورة تستفز أو صورة سلسة مقبولة غير مؤذية أو مزعجة، وهنا بيت القصيد الذي يقود إلى “التأهيل”.. والتأهيل يتطلب اختلاف أنماط التفكير في الأمور ومعالجتها واستنباط الطرائق المتميزة في تقديم مختلف الموضوعات والأخبار.

ذات زمن ليس بعيدا قبل عصر الفضائيات، اعتاد الناس على مصطلحي “غصب 1” و”غصب 2″، وهذا ليس أمرا مخفيا فالجميع يعرفونه ويدرون أسبابه. واليوم بعد أن نسي الناس اصطلاحاتهم تلك، وبعد أن برز الإعلام السعودي في الخارج وأثبت قدرته على المنافسة، أصبح مطلوبا من الإعلام في الداخل أن يلبي الطموحات، خاصة أنه موجود في دائرة الضوء.

الوطن اونلاين – 2012-06-03