الإماراتيات يشغلْنَ 20% من القوى العاملة في «الطاقة النووية»

أخبار

أكدت مفتشة الأمان النووي في الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، المهندسة ميرة هشام المهيري، أن المبادرات التي توفّرها دولة الإمارات للدعم التدريبي للمتخصصين من الكوادر الإماراتية المتميّزة، تسهم بشكل كبير في تطوير مهارات الخبراء المواطنين، ما يمكّنهم من الإسهام بشكل فعّال في تطوير قطاعاتهم المعنية، لافتة إلى أن برنامج «خبراء الإمارات» يُعد أحد أفضل هذه البرامج التي أسهمت إلى حد كبير في صقل مهاراتها التخصصية والقيادية، التي جعلتها أوّل مواطنة إماراتية تعمل في مجال التفتيش النووي.

وقالت المهيري، في تصريحات خاصة لـ«الإمارات اليوم»: «أشعر بفخر كوني أول من التحق بمجال التفتيش النووي من المواطنات، وهو شعور يُلقي على عاتقي مسؤولية عظيمة، تدفعني دوماً إلى مضاعفة جهدي على الصعيدين المهني والتدريبي، لسببين، الأول عشقي لعملي وتخصصي، والثاني يقيني بأن نجاحي المهني سيكون دافعاً لجذب المزيد من المواطنات إلى العمل في هذا المجال شديد الأهمية، خصوصاً أن نسبة تمثيل المرأة الإماراتية العاملة في القطاع النووي في دولة الإمارات تصل إلى 20% من القوى العاملة في القطاع، وهي تُعد واحدة من أعلى نسب مشاركة النساء في المؤسسات العاملة ضمن قطاع الطاقة النووية حول العالم».

ولخّصت المهيري الأسباب التي دفعتها إلى اختيار العمل في مجال الأمان النووي، في شغفها الكبير بدراسة العلوم والرياضيات، وكذلك رغبتها الجارفة في خدمة الوطن من خلال قطاع جديد ومهم، مشيرة إلى أنها واجهت الكثير من التحديات خلال مسيرتها الدراسية ومع بداية حياتها العملية، لكن إصرارها على النجاح وتحقيق حلمها ساعدها على تجاوز التحديات.

وأضافت: «كانت فترة الدراسة الجامعية مُمتعة، لكنها لم تخلُ من التحديات، التي جعلتني أبدع في المجال الوظيفي لاحقاً، وعلى الرغم من شعوري بالتردد في بداية التحاقي بتخصص الهندسة الميكانيكية والنووية في جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والبحوث، نتيجة قلّة معرفتي كطالبة ثانوية بالهندسة وتطبيقاتها على أرض الواقع، إلّا أنه مع كل مساق جامعي كنت أتيقّن أكثر بأنني درست التخصص الذي يناسب شغفي ومهاراتي، وبعد التخرج التحقت بالهيئة الاتحادية للرقابة النووية لأعمل مفتشة أمان نووي، حيث يقتضي عملي إجراء عمليات التفتيش التي تهدف إلى التأكد من أن محطة براكة للطاقة النووية، بما في ذلك المرافق والمعدات وأداء العمل، تلبّي جميع المتطلبات اللازمة، وتتوافق مع القانون واللوائح المعمول بها وأي شروط منصوص عليها في شروط الترخيص».

ونوّهت المهيري بأنها خلال أشهر من بداية مسيرتها العملية تم اختيارها أيضاً عضوة في مجلس الإمارات للشباب، لافتة إلى أنها اختيرت كذلك كواحدة من أصغر أعضاء مجالس الإدارة في حكومة دولة الإمارات، وتم اختيارها أيضاً عضوة في مجلس إدارة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة.

وقالت: «اقتضت هذه المهام المختلفة في العملين الحكومي والتطوعي أن أطوّر مهاراتي وآفاقي المعرفية والخبرات التي أمتلكها، ولذلك حرصت على الالتحاق ببرنامج (خبراء الإمارات)، باعتباره برنامج تعليمي هادف وقيّم ومختلف بطبيعته التفاعلية والمرتكزة حول وجود موجّه وفريق عمل نستطيع أن نعمل معهم على وضع مشروعات استراتيجية تخدم القطاعات المختلفة».

وأضافت المهيري: «تعلمتُ الكثير خلال فترة التحاقي ببرنامج (خبراء الإمارات)، وأعتبر نفسي مدينةً لهذا البرنامج بما تعلمته، خصوصاً ما يتعلق بفنون القيادة وإدارة الفريق والمشروعات الاستراتيجية وقيادة التغيير الإيجابي، بالإضافة إلى تعزيز مهارات التحليل النقدي والتفكير التصميمي، واختبار هذه المهارات في إطار تجريبي خلال مساقات البرنامج، بالإضافة إلى توفير البرنامج لاختبارات شخصية ومهارية ساعدتني جداً في التعرّف إلى جوانب القوة وفرص التحسين».

وفي إطار سعيها لتطوير مهاراتها الأكاديمية والمهنية، أكدت المهيري أنها اتجهت إلى دراسة الماجستير في الشؤون الدولية وعلوم الاستخبارات العسكرية بكلية King’s College في لندن، بالإضافة إلى الحصول على شهادات تخصصية في مجالات الدبلوماسية والسياسة ومكافحة الإرهاب والتعايش، مشددة على أن نشاطها ومسؤولياتها في مجلسَي الإمارات للشباب والأعلى للأمومة والطفولة، لا يؤثّر بأي شكل على حياتها العملية وطموحها المهني.

وقالت: «أرى سعادتي وراحتي في خدمة وطني، وأستخدم المعرفة والخبرة جنباً إلى جنب مع المهارات الاجتماعية والمهنية لأكون مواطنة فاعلة أسهم بنجاح في القطاعات المختلفة في دولة الإمارات، وأحرص على أن أتّبع شغفي دائماً في كل الأعمال التي أقوم بها، وأن يكون أي عمل أعمل فيه أو أي تطور أسعى له نابعاً من القلب ومن شغف أريد أن أحققه».

سفيرة السعادة

حصلت المهندسة ميرة هشام المهيري، على بكالوريوس في الهندسة النووية والميكانيكية عام 2015 في جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والبحوث، وعملت مفتّشة أمان نووي، لدى الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، منذ أغسطس 2015، وكانت أول سفيرة لـ«السعادة» في الهيئة خلال 2016، كما شغلت عضوية مجلس الإمارات للشباب، خلال الفترة بين عامي 2016 و2018، وكذلك تم اختيارها لعضوية المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، منذ فبراير 2020.

وخلال رحلتها العلمية والمهنية حصلت على العديد من الجوائز، أبرزها جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز، وجائزة رئيس جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والبحوث للأداء التعليمي العالي، وجائزة مؤسسة الإمارات للطاقة النووية للأداء التعليمي العالي، وجائزة رأس الخيمة للإبداع والتميّز التعليمي، وجائزة الشيخ سعود بن صقر القاسمي لأوائل الثانوية العامة.

باقات تدريبية للمواطنين بـ «الطاقة النووية»

أفادت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، بأن دولة الإمارات تُعد رائدة وسبّاقة في قطاع الطاقة العالمية، مؤكدة أنها تبذل جهوداً كبيرة لجذب ألمع الكوادر الوطنية من جميع أنحاء الدولة، لدفع عجلة التطور في هذا المجال الجديد للطاقة.

وذكرت المؤسسة، على موقعها الإلكتروني، أنها أسّست برنامجاً خاصاً لاستقطاب الكوادر والكفاءات المواطنة، وتطوير مهاراتها، يسمى برنامج «رواد الطاقة»، الذي يسعى إلى استقطاب طلبة الثانوية العامة من القسم العلمي المتفوقين وخريجي الهندسة والخبراء من مختلف التخصصات، ومنحهم الفرص الدراسية والتدريبية المناسبة لكي يصبحوا قادة في قطاع الطاقة النووية المتنامي في دولة الإمارات.

وأوضحت أن الملتحقين ببرنامج روّاد الطاقة يحصلون على هذه الفرص الدراسية والتدريبية وفقاً لأعلى المعايير العالمية وعلى يد خبراء ومختصين عالميين في هذا المجال، ليتمكنوا من أداء دورهم المهم والفعّال في نجاح البرنامج النووي السلمي الإماراتي، لافتة إلى أن إدراكها لأهمية الاستثمار في الكوادر الوطنية، دفعها لتوفير فرص متميِّزة للتطوير المهني، من خلال باقات عملية تنافسية وسياسة أوقات مرنة وبيئة عمل داعمة.

برنامج «خبراء الإمارات» أسهم في صقل مهارات المهيري التخصصية والقيادية.

المصدر: الامارات اليوم