الإمارات تستحوذ على ‬55٪ من استثمارات قطاع السياحة والسفر في المنطقة

أخبار

قال المجلس العالمي للسفر والسياحة إن حجم الاستثمارات في قطاع السياحة والسفر في الإمارات بلغ ‬82.8 مليار درهم في ‬2012، مقابل نحو ‬150.8 مليار درهم في منطقة الشرق الأوسط ككل، لتستحوذ الدولة بذلك على ‬55٪ من هذه الاستثمارات، متوقعاً أن تستأثر السوق الإماراتية بنحو ‬19٪ من إجمالي الزوار الدوليين القادمين إلى المنطقة.

إلى ذلك، قال خبراء واقتصاديون عاملون في قطاع السياحة والاستثمار، إن الإمارات ركزت جهودها على قطاعي السياحة والسفر منذ فترة طويلة، من خلال خطط طموحة استهدفت إزالة العقبات أمام تطويرها، لافتين إلى أن هناك ثقة واضحة من قبل المستثمرين بالسوق المحلية، ليس الآن فقط، وإنما في المنظور الأبعد.

وذكروا لـ«الإمارات اليوم» أن مؤشرات الطلب هي المحدد الرئيس لحجم الاستثمارات في السوق، مشيرين إلى جاذبية البيئة التشريعية والتنظيمية، فضلاً عن الدعم الحكومي الكبير لتنشيط قطاع السياحة والسفر.

حجم الاستثمارات

وتفصيلاً، قال المجلس العالمي للسفر والسياحة، إن حجم الاستثمارات في قطاع السياحة والسفر في السوق الإماراتية بلغ ‬82.8 مليار درهم في ‬2012، مقابل نحو ‬150.8 مليار درهم في منطقة الشرق الأوسط ككل، لتصل حصة الدولة من هذه الاستثمارات إلى ‬55٪.

وأشار إلى أن هذه الاستثمارات في قطاع السياحة والسفر سترتفع في الإمارات بنسبة ‬4.5٪ سنوياً خلال الأعوام الـ‬10 المقبلة إلى ‬143.3 مليار درهم في عام ‬2013، مقابل نمو ‬4.8٪ في منطقة الشرق الأوسط لتصل إلى ‬262.4 مليار درهم.

وتوقع المجلس أن تجتذب الدولة ‬10.9 ملايين سائح دولي العام الجاري، مقابل ‬57.5 مليون في منطقة الشرق الأوسط ككل، وبحصة تبلغ نحو ‬19٪، مشيراً إلى أن أعداد السياح الدوليين في الإمارات سترتفع إلى ‬25.8 مليون سائح، بحلول عام ‬2023، مقابل ‬93.3 مليون زائر في المنطقة ككل.

وأشار إلى أن إنفاق السياح الدوليين داخل الإمارات بلغ العام الماضي ‬121.1 مليار درهم، (تشمل إنفاق الزوار الدوليين داخل الدولة على رحلات الأعمال والترفيه، بما في ذلك الإنفاق على المواصلات)، مقابل إنفاق بلغ في منطقة الشرق الأوسط ‬286.6 مليار درهم، ما يجعل حصة الإمارات من الإنفاق الإجمالي في المنطقة تصل إلى ‬42.2٪.

ولفت إلى أن المساهمة الكلية لقطاع السياحة والسفر في الناتج المحلي الإجمالي للإمارات بلغت ‬193.6 مليار درهم العام الماضي، شكلت ‬14.3٪ من إجمالي الناتج المحلي، في المقابل بلغت المساهمة في منطقة الشرق الأوسط ‬715.2 مليار درهم شكلت نسبة ‬7.7٪ من إجمالي الناتج.

غرف قيد الإنشاء

تصدّرت الإمارات في يناير الماضي أسواق منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا في عدد الغرف الفندقية قيد الإنشاء والتخطيط، وفقاً لشركة «إس تي آر غلوبال»، المتخصصة في الأبحاث الفندقية، التي أشارت إلى أن إجمالي عدد المشروعات الفندقية في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وصل إلى ‬480 فندقاً، تتضمن أكثر من ‬118 ألف غرفة، منها ‬31.8 ألف غرفة في الإمارات، أي ما يعادل ‬27٪ من إجمالي الغرف قيد الإنشاء والتخطيط في الشرق الأوسط وإفريقيا.

ثقة المستثمرين

وقال المدير العام لفندق «مريديان العقة»، عضو مجلس إدارة هيئة الفجيرة للسياحة والآثار، باتريك أنطاكي، إن «ثقة المستثمرين هي التي تدفعهم للعمل في السوق الإماراتية في ظل جاذبية بيئتها التشريعية والتنظيمية، فضلاً عن الدعم الحكومي الكبير لتنشيط قطاع السياحة والسفر، من خلال الاستثمار المتواصل في المطارات وشركات الطيران والبني التحتية».

وأضاف أنه «في الوقت نفسه، يدرك المستثمرون جيداً جدوى العمل وبناء مشروعات في الدولة، نظراً إلى العوائد التي يحصلون عليها»، لافتاً إلى الفورة الاستثمارية من قبل القطاع الخاص في قطاع الضيافة والفنادق خلال السنوات الأخيرة.

وبين أن «شركات الطيران الوطنية لعبت دوراً بارزاً في تعزيز مكانة الدولة واحدةً من أبرز الوجهات السياحية حول العالم؛ وعلى الرغم من التوسع المستمر لهذه الشركات ونمو أساطيلها، فإن معامل الحمولة لايزال مرتفعاً، وبالتالي هناك طلب واضح ومستمر».

وذكر أن «هناك استثمارات كبيرة في قطاع السياحة في إمارة الفجيرة، باعتبارها وجهة سياحية رئيسة في الدولة، إذ حققت الفنادق فيها معدلات إشغال جيدة، بلغت في فندق (مريديان العقة) ‬82٪ خلال العام الماضي».

ناتج محلي

من جانبه، قال الخبير الاقتصادي، الدكتور أحمد البنا، إن «القطاع السياحي يسهم بنسبة كبيرة في إجمالي الناتج المحلي لإمارة دبي تراوح ما بين ‬18 و‬20٪، في ظل الطلب والاستثمارات الكبيرة التي تتركز في هذا الحقل».

ولفت إلى جاذبية البنية التحتية في السوق الإماراتية، كونها واحدة من أبرز الوجهات السياحية، إذ إن عوامل ومؤشرات الطلب هي المحدد الرئيس لحجم الاستثمارات في السوق.

جاذبية الاستثمارات

بدوره، قال المدير التنفيذي لمكتب الاستثمار الأجنبي في دبي، فهد القرقاوي، إن «هذه الأرقام تعكس جاذبية الاستثمارات الخاصة بقطاع السياحة والسفر في الدولة»، لافتاً إلى أن «الدولة ركزت جهودها على هذا القطاع منذ فترة طويلة، وبدأت بالترويج للقطاع من خلال خطط طموحة استهدفت إزالة العقبات أمام تطويره بشكل مستمر».

وأضاف أنه «في ظل التطور الذي شهده قطاع السياحة والسفر، يجب الرجوع إلى رؤية الحكومة الأساسية، التي تركزت على تطوير القطاع والتأكيد عليها من خلال العمل على تنفيذ المشروعات وتطوير البنى التحتية»، مشيراً إلى أن «الإمارات لم تعد ثاني أكبر اقتصاد في المنطقة، بل هي أكبر دولة نفطية تمتلك قاعدة اقتصادية متنوعة». وتوقع القرقاوي معدلات نمو أكبر للاستثمار في قطاع السياحة والسفر مستقبلاً، موضحاً أن «هذه الاستثمارات في السوق الإماراتية ليست وليدة اللحظة، وإنما تأتي ضمن منظومة متكاملة تم العمل عليها فترة طويلة لدعم جهود تنويع الاقتصاد المحلي».

وبين أن «دبي تعد ثانية أهم المدن دخلاً بالنسبة للقطاع الفندقي على مستوى العالم، إذ إن هناك ثقة واضحة فيها من قبل المستثمرين، ليس الآن فقط، وإنما في المنظور الأبعد».

المصدر: الإمارات اليوم