سلطان حميد الجسمي
سلطان حميد الجسمي
كاتب اماراتي

الإمارات.. حصاد إنساني مستمر

آراء

سوف تودع دولة الإمارات عام 2022 بعد أيام قليلة، تاركة خلفها عاماً مليئاً بالإنجازات والنجاحات على كل المستويات، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو العالمي، وفي جميع المجالات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والتنموية والصحية والاجتماعية وفي الفضاء والعلم والمعرفة وقطاعات كثيرة، حققت الإمارات فيها الكثير من الإنجازات التي خدمت بها البشرية.

وفي مقالنا هذا نتحدث عن إنجازات مضيئة سجلها التاريخ لدولة الإمارات في 2022، وهي الإنجازات والنجاحات المتعلقة بالمجال الإنساني، فقد لعبت دولة الإمارات دوراً كبيراً في إنقاذ أرواح الآف البشر وتقديم يد العون والمساعدة إلى كل من كان يحتاج إلى المساعدة، سواء عبر المساعدات المستعجلة أو المساعدات الدورية التي تقوم بها دولة الإمارات منذ أكثر من 50 عاماً، واليوم يعود هذا الفضل الإنساني والرفعة الكبيرة التي تحظى بها دولة الإمارات في المجال الإنساني إلى بانيها ومؤسسها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي وضع الحجر الأساس للعمل الإنساني منذ تأسيس هذه الدولة المعطاءة، فعطاء زايد الخير قد عبر الحدود ووصل إلى مختلف أنحاء العالم، وكان رحمة الله عليه كثير العطاء والسخاء والرحمة، ولنتأمل كلماته التي خلدها التاريخ حينما قال: «إن التعاون بين البشر يؤدي إلى التراحم الذي حثّ عليه الخالق سبحانه وتعالى، فالإنسان يجب أن يكون رحيماً على أخيه الإنسان وعلى الحيوان وعلى النبات.. فالله عز وجل يرحم من يرحم».

إنها كلمات إنسانية ملهمة، تحث على فعل الخير، وبناء جيل من القادة المحبين للخير يمدون أيديهم الى كل محتاج حول العالم، واليوم نرى القائد الإنساني صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، حفظه الله، يسير على خطى ونهج زايد الخير في العطاء والسخاء والرحمة، وقد واصل هذا العمل الإنساني الجليل باهتمام بالغ، إيماناً من سموه بأن البشرية يجب أن تعيش حياة كريمة وسعيدة وآمنة.

حصاد إنساني كبير لدولة الإمارات في عام 2022، ولا يكفي مقال واحد لسرده بالكامل، ولكن نغرف القليل من هذا البحر الكبير، وقبيل أيام – والخير ما يزال مستمراً – بادرت دولة الإمارات إلى تسيير حملة إنسانية إلى أوكرانيا، وذلك من باب التضامن الإنساني وخاصة في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يمر بها الشعب الأوكراني والنزاع الذي يعيشه مع روسيا، وللتخفيف من التداعيات الإنسانية في أوكرانيا. وتضمنت هذه الحملة إرسال مئات الأطنان من المساعدات الغذائية والطبية المستعجلة إلى أوكرانيا، وأيضاً سيارات الإسعاف إلى اللاجئين الأوكرانيين في الدول المجاورة التي تستضيف أعداداً كبيرة منهم، وأرسلت دولة الإمارات نحو 2500 مولد كهربائي إلى المدنيين المتضررين بسبب تأثر البنية التحتية للطاقة، والذين يعيشون ظروف الشتاء القاسية، وهذه الحملة مستمرة من دولة العطاء إلى الشعب الأوكراني، وذلك ضمن النهج الإماراتي الراسخ في تقديم يد العون والمساعدة الى الدول المتضررة من الحروب والصراعات.

إلى غير ذلك من المساعدات الإنسانية التي قدمتها دولة الإمارات للأشقاء والأصدقاء في مختلف الدول والقارات. ولذلك أصبحت دولة الإمارات من الدول الرائدة والمعطاءة في مجال العمل الإنساني حول العالم، بل تصدرت في أكثر من سنة هذا الميدان كأكبر مانح للمساعدات الخارجية لسنوات عدة، وذلك وفق تقارير أممية وإقليمية، ويرجع ذلك لعملياتها الإغاثية في حالات الطوارئ والأزمات والكوارث والنزاعات والأعمال الإنسانية التنموية والدورية وغيرها، وقد سيرت جسوراً إنسانية لأكثر من 178 دولة حول العالم، وبفضل هذه المبادرات الإنسانية تنعم كثير من شعوب العالم بحياة كريمة وسعيدة.

المصدر: الخليج