البرلمان العربي يطالب طهران بالكف عن التدخل في شؤون المنطقة

أخبار

دعا أحمد بن محمد الجروان، رئيس البرلمان العربي، النظام الإيراني بالكف عن التدخل في شؤون الدول العربية، واحترام مبدأ حسن الجوار، ووقف سياساته الهادفة إلى نشر بذور الطائفية البغيضة، والتوقف عن إثارة الأزمات في مناطق مختلفة من الوطن العربي، مجدداً الدعوة إلى إيران لإنهاء احتلال الجزر الثلاث، طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى، والتجاوب مع مطلب دولة الإمارات العربية المتحدة، في حل القضية بالتفاوض المباشر، أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.

وأكد الجروان، في كلمته أمس، أمام الجلسة الخامسة لدور الانعقاد الرابع للبرلمان العربي، أن مصر هي حاضنة العمل العربي المشترك، مشيداً بدور القوات المسلحة المصرية في محاربة الإرهاب وحفظ أمن واستقرار مصر، ومقدماً العزاء لمصر في حادث سقوط طائرة مصر للطيران.

وشارك وفد الشعبة البرلمانية الإماراتية أعضاء المجلس الوطني الاتحادي في أعمال الجلسة العامة، ويضم وفد الشعبة كلاً من جاسم عبد الله النقبي عضو لجنة الشؤون التشريعية والقانونية وحقوق الإنسان وعائشة سالم بن سمنوه عضوة لجنة الشؤون الاجتماعية والثقافية والمرأة والشباب.

وقال الجروان، إن أمتنا العربية تواجه في الوقت الراهن، أخطاراً محلية وإقليمية ودولية محدقة تهدد أمنها القومي، وتسعى للعبث بمقدرات الشعب العربي، والتحكم في مصيره، ما يحتم على البرلمان العربي بذل قصارى جهده في عمل مشترك يرقى إلى مستوى الحدث.

وجدد الجروان مطالبته للمجتمع الدولي والأمم المتحدة بتطبيق القوانين الدولية لحل القضية الفلسطينية، وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف، وردع سياسات الكيان الصهيوني العنصرية تجاه الفلسطينيين، المنافية لكل القوانين الدولية، من قتل واعتقال وتمييز ومصادرة الأراضي، واستمرار الاستيطان، كما جدد الدعوة إلى كافة برلمانات العالم للضغط من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بما يحقق العدل ويخدم مساعي السلام في المنطقة والعالم أجمع، كما دعا الجروان إلى مقاطعة المنتجات «الإسرائيلية» في الأراضي المحتلة، مؤكداً دعمه لمساعي توحيد الصف الفلسطيني بين كافة الفصائل الفلسطينية.

وأكد الجروان أن الوضع المزري للاجئين السوريين، في بعض الدول المجاورة والمآسي التي يتعرضون لها في بعض الدول الأوروبية، وما يواجهونه من تسكين في أماكن لا تصلح للاستخدام البشري، يدعونا للعمل الفوري والعاجل من أجل وقف هذه المسرحية الهزلية، مشيراً إلى أن البرلمان العربي، أطلق «مبادرة البرلمان العربي لحماية حقوق اللاجئين السوريين»، والتي تسعى للتعاون مع المنظمات البرلمانية والإقليمية والدولية، والحقوقية والإغاثية، من أجل إيجاد حل عاجل وفوري لحماية حقوق اللاجئين السوريين، في ظل تزايد الانتهاكات والمآسي الإنسانية التي يتعرضون لها.

وطالب بفرض وقف إطلاق نار شامل وكامل في سوريا، حقناً للدماء، مطالباً المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته تجاه الأزمة السورية، والتوقف الفوري عن عملية التجاذبات السياسية، على حساب دماء الشعب السوري، والعمل الجاد من أجل إنهاء هذه الأزمة التي دخلت عامها السادس.

وأكد وقوف البرلمان العربي مع الشعب العراقي في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها، من قبل عصابات «داعش» الإرهابية، والمعاناة من آثار الحصار المفروض على بعض المناطق، خاصة ما يعانيه المدنيون في مدينة الفلوجة، مؤكداً ضرورة عدم المساس بالمدنيين العراقيين، وتأجيج الطائفية، ومؤكداً دعمه لتطلعات الشعب العراقي، لما فيه خير العراق وعودته لحاضنته العربية.

وأشاد برعاية الكويت للحوار اليمني، والرؤية الثاقبة والدبلوماسية الحكيمة للشيخ صباح الأحمد، أمير الكويت، من أجل دعم مسار الحوار اليمني، آملين أن تفضي هذه المفاوضات، إلى ما فيه دعم إرادة الشعب اليمني، وتحقيق الأمن والسلام والحرية لكافة أبناء اليمن.

وطالب المجتمع الدولي برفع الحصار عن تسليح الجيش الليبي، بحيث يتمكن من مقاتلة الإرهاب وفرض القانون، وحماية الشعب الليبي، مؤكداً دعمه للبرلمان الليبي الشرعي، والوقوف خلف الشعب الليبي، في مسعاه للحوار وللمصالحة وحل الأزمة، مشيداً بما تقوم به تونس، والجزائر، من جهود كبيرة لمكافحة الإرهاب، والحفاظ على أمن وسلامة المنطقة.

كما دعا إلى دعم الدول العربية الإفريقية الأقل نماء، كجزر القمر وجيبوتي والصومال، من أجل الحفاظ على هويتها العربية، مشيداً في الوقت نفسه بجهود السعودية ودولة الإمارات وقطر والسودان، في دعم هذه الدول، مطالباً بالمزيد من هذا الدعم.

وأشار إلى أن البرلمان العربي يسعى للحصول على العضوية الكاملة في الجمعية البرلمانية للاتحاد من اجل المتوسط «دعماً للمصالح العربية في المنظمات الإقليمية أسوة بالبرلمان الأوروبي». 

وشهدت الجلسة أداء النواب المصريين الجدد، القسم القانونية بعد انضمامهم للبرلمان العربي، وهم، أحمد رسلان وسعد الجمال وشادية خضير وعلاء عابد، ورحب الجروان، بانضمامهم مؤكداً أن ذلك يشكل إضافة ثرية تخدم مصالح الأمة العربية.

على صعيد آخر أكد البرلمان العربي رفضه أي ممارسة سياسية، فيما يتعلق بشعيرة الحج، مشدداً على رفضه الموقف الإيراني في مسألة تنظيم الحجيج الإيرانيين. وشدد أحمد المشرقي، رئيس لجنة الشؤون السياسية بالبرلمان العربي، على رفض الموقف الإيراني تجاه ملف الحجيج، ومحاولة توظيفه سياسياً. 

المصدر: الخليج