التركي تكافح 28 عاماً لافتتاح جمعية نسائية في عنيزة.. وتجعل من منزلها «مقراً» لها

منوعات

عنيزة – خليفة الهاملي

تحدَّت رئيسة الجمعية النسائية في عنيزة فاطمة صالح التركي العادات، حين اقترحت إنشاء جمعية نسائية في عنيزة، وذلك في عام 1400هـ، وقد دعت نساء عنيزة للمطالبة بهذا الحق، من خلال تبني أفكار وخطط خيرية تنموية، فيما اتَّهمها البعض بأنها تحرِّض النساء على الخروج من المنزل ومزاولة العمل، وشُنَّت عليها حرب من قبل الأهالي، الأمر الذي أحبطها لفترة، ولكنها عادت مجدداً بإصرار، إلى أن تمكنت وزميلاتها من افتتاح الجمعية.

تقول التركي لـ «الشرق»: حبي للعمل الخيري وخدمة أهالي عنيزة دفعني إلى الكفاح 28 عاماً أنا وزميلاتي لافتتاح جمعية نسائية تهدف إلى مساعدة الفقراء والمساكين، وفي عام 1400هـ عقدنا اجتماعاً لنساء عنيزة للتشاور ووضع الأفكار والخطط الخيرية والتنموية للجمعية، وبعدها بيومين، جاءتني رسائل تفيد بأنني أحاول تخريب عقول النساء، وأحرِّضهن على الخروج للعمل، ما جعلني أُصاب بالإحباط، وأتوقف عن فكرة إنشاء الجمعية 5 سنوات.

وأضافت: «خلال الخمسة أعوام، ورغم كل إحباطي، إلا أني لم أتوقف عن محاولاتي، فأرسلت وزميلاتي خطاباً رسمياً لمحافظ عنيزة، وذلك في عام 1405هـ، نطالب فيه بافتتاح جمعية خيرية نسائية في المنطقة، ولم يتم الرد علينا، فانتظرنا 5 سنوات أخرى وأرسلنا خطاباً ثانياً للمحافظ، وجاءنا الرد بالرفض، إلا أن عزيمتنا كانت أقوى من رفضهم، فصبرنا وكلنا أمل أن يتحقق هذا الحلم، ومع مرور الأعوام، ونظراً للتطور الذي تشهده المنطقة، وجدنا أن كل ما طمحنا له قد نُفِّذ على أرض الواقع، من خلال مشاركة النساء في المهرجانات ومختلف الفعاليات التي تعود عليهن بالمنفعة».

تقول التركي: «ذهبت للعمل الخيري في جمعية ابن صالح الخيرية، وشاركت في إنشاء مركز الأميرة نورة الاجتماعي، وطلبوا مني العمل معهم كموظفة لمدة ستة أشهر، وكان هناك تصادم بيننا، حيث إني أركز على العمل الخيري التنموي والجمعية تركز على العمل الاجتماعي، بعدها قدمت استقالتي وذهبت إلى محافظ عنيزة سابقاً مساعد السليم، وقد وقف معي كثيراً، وكان له الأثر الإيجابي في افتتاح جمعية نسائية في عنيزة، فقد كلَّف نفسه وذهب إلى وزارة الشؤون الاجتماعية وأتى بالتصريح والموافقة على الافتتاح، كان ذلك في تاريخ 26/2/1429، ومنذ ذلك الوقت والجمعية لا تملك أرضاً حكومية، فقد خصصتُ منزلي للجمعية، واستأجرت منزلاً لي أقيم فيه بمكان آخر، وقد طالبت مراراً بأرض للجمعية، إلا أن ذلك لم يتم بعد، وكلي أمل في حكومتنا الرشيدة ورجال الخير للمساعدة في تخصيص أرض للجمعية».

منزل «التركي» حولته إلى جمعية خيرية                         (الشرق)منزل «التركي» حولته إلى جمعية خيرية (الشرق)

المصدر: الشرق