التعمير والتحرير

آراء

يثق المواطن اليمني اليوم بأن الجندي الإماراتي حيثما حلّ يبدأ التعمير فوراً، فهذه حرب نزيهة ضد الخراب أولاً، وضد ويلاته وكوارثه الإنسانية. 

الخراب نفسه الذي يحاول الإرهاب جعله أمراً واقعاً في حياة اليمنيين. الخراب الذي سعى إلى تقويض النظام العام والدولة والشرعية، فوجد رجالاً يتصدون له بعزم وإيمان وشجاعة، وأبطالنا في مقدمتهم.

قوات التحالف العربي بقيادة السعودية تعي منذ بداية تحركها لإعادة الشرعية أن الإرهاب يعتاش على الدمار والفقر وفقدان الأمن وغياب التنمية، ولذلك لم تتوقف أعمال البناء والتعمير في البنية التحتية، على الرغم من صعوبة التفاصيل ميدانياً مع استمرار العدوان الإيراني ووكلائه على الشعب اليمني.

شخصياً، كان لي شرف معايدة جنودنا في اليمن قبل أيام، ولمست عزيمتهم في مواجهة الخراب، والإصرار على أن يكون التعمير ملازماً للتحرير؛ من أجل هزيمة أسباب الفوضى على الأرض، وحماية اليمن الشقيق من التدمير المتعمد لمقدراته الطبيعية والبشرية.

جنود الإمارات، وكما عرفتهم ميادين الشرف والبطولة، عرفتهم بيوت اليمنيين ومؤسساتهم وأمكنتهم وشوارعهم، فكثير من الطرق الحيوية مهّدتها آليات القوات المسلحة، وأعادت كوادرها بناء وتأهيل مبانٍ حكومية عديدة، ووفرت المستشفيات الميدانية الإماراتية الخدمات العلاجية المجانية للسكان؛ لتخفيف معاناة قاسية امتدت طويلاً.

إزاء هذه الصورة، وباستثناءات قليلة، فإن الصورة الإعلامية المنصفة صغيرة جداً، وأعني الإعلام الدولي الذي لم يسجل الوقائع الإنسانية على الأرض، كما فعل في مناطق كثيرة من العالم، فقوات التحالف تتمركز في أرض شقيقة، لتدحر عدواناً على الشعب اليمني، ومع ذلك تستمر عملية إنقاذ كبرى لهذا البلد، طوال سنوات، ولا نرى قصتها ومشاهدها في الإعلام الدولي، إما لتجاهل أو لأجندات غامضة.

الصورة في اليمن جاذبة لمن يريد الحقيقة في مكانها. هنا رواية تُروى عن شعب حي، يقاوم الخراب والإرهاب، وعن أبطال من «قوات التحالف» يرفعون قبضة صلبة ضد المعتدي والغريب، ويرفعون يداً بيضاء إلى الجار والشقيق.

المصدر: الاتحاد