التوطين والشباب يتصدران المشهد في منتدى الإعلام الإماراتي

أخبار

شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (رعاه الله) افتتاح أعمال الدورة الأولى لمنتدى الإعلام الإماراتي، الذي يُعقد تحت رعاية كريمة من سموه، وينظّمه “نادي دبي للصحافة” في فندق إنتركونتيننتال فيستيفال سيتي – دبي.

يشارك في المنتدى لفيف من قيادات المؤسسات الإعلامية المحلية والإعلاميين والخبراء والمتخصصين في مختلف مجالات العمل الإعلامي، إلى جانب عدد كبير من الطلبة والطالبات المواطنين من دراسي الإعلام.

حضر افتتاح المنتدى، سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس هيئة الثقافة والفنون في دبي، والشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام رئيس مركز الشارقة للإعلام، ومعالي أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، ومعالي الفريق ضاحي خلفان تميم نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي.

كما حضره، الدكتور عبدالله عمران تريم رئيس دار الخليج للصحافة والطباعة والنشر، ومنى غانم المرّي المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، إلى جانب عدد من مديري الدوائر وكبار مسؤولي المؤسسات الإعلامية الوطنية والكتّاب والمفكرين.
وقام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم فور وصوله إلى مقر المنتدى ومرافقوه بجولة تفقدية للمعرض المقام ضمن الفعاليات، والذي تشارك فيه 9 مؤسسات إعلامية وطنية علاوة على مشاركة عدد من الطلبة والطالبات دارسي علوم الإعلام.

وحرص سموه خلال الجولة على التحدث إلى الشباب المشاركين في المعرض والتعرف على نوعية الأعمال المشاركين بها في الحدث الأول من نوعه في الدولة، حيث أبدى سموه إعجابه بما شاهده من معروضات، معرباً عن خالص أمنياته لهم بكل التوفيق والسداد في دراستهم وحياتهم العملية.

كما زار سموه أجنحة المؤسسات الإعلامية الوطنية المشاركة في المعرض، واستمع إلى شرح حول ما تقدمه من خلال مشاركتها في المعرض لاسيما في اتجاه دعم جيل الشباب والتواصل الإيجابي مع طلبة الإعلام في الجامعات الوطنية، حيث يهدف المعرض إلى تقديم منصة عملية تجمع بين شقيّ المعادلة الإعلامية من الناحيتين الأكاديمية والعملية بحيث يكون اللقاء فرصة للتعريف بالمجالات المفتوحة أمام الشباب للالتحاق بالإعلام كخيار مهني مجز عقب تخرجهم.

وأكد معالي أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية خلال كلمته الافتتاحية، أن سياسة الحكومة إزاء التوطين في وسائل الإعلام واضحة ومُعلنة، مبيناً أن سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية رئيس المجلس الوطني للإعلام كان قد استعرض هذه السياسة أمام المجلس الوطني الاتحادي في مايو الماضي.

وتابع: أن سموه شدد خلال استعراضه للسياسة الحكومية على أن قضية توطين الكادر الإعلامي في الدولة هدف ومسؤولية وطنية وأخلاقية يجب أن نتكاتف جميعاً لتحقيقها، خصوصاً وأن نسبة التوطين في المؤسسات الإعلامية الوطنية تبلغ 25٫2 في المئة، وربما تكون هذه النسبة قد ارتفعت قليلاً خلال الأشهر الستة الماضية، متسائلاً عن الكيفية التي سيتم من خلالها رفع هذه النسبة.

وذكر معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية أن سمو رئيس مجلس الإعلام الوطني لم يحبذ فكرة تحديد “كوتة” أو نسبة محددة للمواطنين في المؤسسات الإعلامية، وذلك لتفادي ما حدث في قطاعات أخرى من توطين غير حقيقي للوظائف الهامشية، مؤكداً معاليه أن الإعلام يتطلب الموهبة، راجياً أن تضع المؤسسات الإعلامية الوطنية مسألة التوطين كمحور أساسي من محاور عملها.

وأكد معاليه إدراك دولة الإمارات للتغير الكبير الذي أحدثته طفرة التطور التكنولوجي في العالم وما أفضى إليه من خلق وسائل اتصال حديثة باتت تمثل جزءاً من الفسيفساء الإعلامية، بما جعل القطاع غير مقصور على المؤسسات والإمبراطوريات الكبرى التي تملك الصحف والمجلات ومحطات الإذاعة والتلفزة.

وقال: انضمت إلى المشهد وسائط حديثة يعبر من خلالها جيش من الأفراد المستقلين عن آرائهم ويعلقون على الأحداث وينقلون الأخبار والمعلومات، حيث كان توالي ظهور مواقع التواصل الاجتماعي منذ العام 2005، بداية لانتهاء المفهوم القديم للإعلام ووسائله التقليدية المتعارف عليها.

ولفت إلى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، هو أول قائد عربي وظّف صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي للاتصال المباشر مع المواطنين والرأي العام، وهو أكبر دليل على إدراك دولتنا لتلك المتغيرات ومواكبتها إياها.

ونوه إلى مبادرة سموه الأخيرة بدعوة المجتمع عبر وسائل التواصل الاجتماعي للمشاركة في العصف الذهني الأخير حول سبل تطوير التعليم والخدمات الصحية في الدولة، كخير نموذج لاستخدام مواقع التواصل بإيجابية، حيث وسعت المبادرة من دائرة مشاركة المواطنين في طرح الأفكار لتكون المبادرة إحدى تجليات المشاركة الشعبية في صنع القرار.

ورأى معالي أنور قرقاش أن قوة الإعلام مازالت تتجلى في موضوعيته ومحتواه، ولا يمكن للتقنية الحديثة أن تقوّضها، فمازلنا جميعاً نبحث عن المعلومة الدقيقة والتحليل المحايد ووجهة النظر التي تحترم عقولنا، وأرى شخصياً أن هذا الجانب مهم ويعزز مكانة الإعلام الإماراتي.

وأشار إلى أن المشهد الإعلامي الإماراتي تمكن من التعبير عن التنوع الذي يمثّل تجربة الإمارات، وهو ما يتم تلمسه في الصحف والفضائيات الإماراتية. واستدرك بقوله: «أرى شخصياً أننا إلى الآن مازلنا في بداية الخطوات نحو خلق منهجيةٍ أفضل نحو الموضوعية والاهتمام بالمحتوى والاستثمار الأفضل للتنوع في المشهد الإماراتي”.

وأعرب معاليه عن ثقته في أن التقنية الحديثة تضعنا أمام فرصة جديدة، ومثال على ذلك أن بعض الحالات تتخطى فيها أعداد متابعي المواقع الإلكترونية للصحف بمراحل أرقام قراء نسخها الورقية، موضحاً أن الفرصة تكمن في إمكانية البناء على نجاح دولة الإمارات والتعبير عن قيم هذا النجاح واستثمار ذلك كله في القدرة على التأثير والانتشار.

واستطرد قائلاً: “لا أخفي عليكم أنني من جيل يحترم التقنية ويدرك قدراتها الكبيرة على توسيع التغيير والتحول، إلا أنني في الآن ذاته من جيل يرى أن القيم الأساسية لأي عمل هي الأرضية الصلبة للنجاح والاستمرار، ومن هذا المنطلق، فإن عقلانية وثقافة الإعلام إضافةً إلى تدريبه المهني وخبرته تمثل في رأيي المتواضع القيم الأساسية للنجاح؛ فكم من مشروع إعلامي ناجح تأسس على يد إنسان عصامي استثنائي، وكم من صحفي تميز بقدرة على المتابعة من خلال اطلاعه الواسع وتواصله مع ما يجري حوله، و كم من محاور ناجح ظهرت ثقافته في حواراته وتحليلاته.

وناقش “منتدى الإعلام الإماراتي” في أولى دوراته دور الشباب في الإعلام المحلي، تماشياً مع طموح القيادة العليا لدولة الإمارات لمسيرة العمل التنموي، والاهتمام الكبير الذي توليه قيادتنا الرشيدة لقطاع الشباب كركيزة أساسية في منظومة التطوير. وسعى المنتدى من خلال جلساته التي امتدت على مدار يوم واحد إلى التوصّل لحلول موضوعية وفعّالة من شأنها زيادة مساحة المشاركة الشبابية في المشهد الإعلامي الإماراتي وتحديد أفضل السبل الكفيلة بالتوظيف الأمثل للطاقات الشابة وما تتمتع به من ملكات إبداعية كامنة وتحديد دور المؤسسات الوطنية في معاونة هؤلاء الشباب على المشاركة الإيجابية في دعم القطاع الإعلامي والانخراط فيه كخيار مهني يتيح لهم الإسهام في رفعة بلادهم وتقدمها من خلال قطاع حيوي هو قطاع الإعلام.

منى المري: الإعلام الإماراتي مؤهل للمنافسة في الصدارة

أشارت منى غانم المرّي، المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي إلى الدعم الكبير الذي يوليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للإعلام والإعلاميين وقطاع الشباب.

وأكدت أن فكرة المنتدى تم استلهامها من رؤية سموه لمستقبل دولة الإمارات، مع إدراك الدور المهم الذي يضطلع به الإعلام كشريك في تحقيق الأهداف المتضمنة في هذه الرؤية الطموح، وأن أداء هذا الدور بكفاءة يوجب سعيا حثيثا للوصول بإعلامنا الوطني إلى المستوى الذي يمكنه من المنافسة في موقع الصدارة والمراكز الأولى على الصعيدين العربي والعالمي.

وقالت: إن الإعلام الإماراتي مؤهل للمنافسة على الصدارة، خصوصاً وأنه إعلام دولة ومجتمع ينافسان في المراكز الأولى عالميا في شتى المجالات، مبينة أن القطاع يحظى بدعم وتشجيع وعناية قيادتنا الرشيدة، في بيئة حضارية متقدمة تعلي شأن سيادة القانون والشفافية وحرية الرأي”.

ولفتت إلى أن المنتدى يستهدف أن يكون إضافةً نوعيةً للجهود الوطنية المبذولة لتطوير إِعلامنا وتعزيز مكانته، مبينة أن الحرص كان أن يترجم المنتدى في دورته الأولى جدول الأعمال الوطني للدولة.

وأعربت المرّي عن أملها في أن يكون المنتدى سبباً في بلورة أفكار وأطروحات تسهم في فتح أوسع أبواب مؤسساتنا الإعلامية أمام شباب الإمارات الموهوبين، مقدمة الشكر لكل من دعم مبادرة المنتدى.

منى بوسمرة: حلول فعّالة لتحديات الإعلام المحلي

قالت منى بوسمرة، مدير نادي دبي للصحافة: إن المنتدى مبادرة مهمة يطلقها نادي دبي للصحافة، لتجمع أهل البيت الإعلامي في الإمارات، وتتيح الفرصة للقاء والتحاور حول مواضيع يؤثر فيها ويتأثر بها بالدرجة الأولى. وأشارت إلى أن المنتدى تطرق إلى موضوع التوطين في الإعلام، كون نسب التوطين في قطاع الإعلام الإماراتي ضمن مختلف مجالاته لاتزال بعيدة عن المعدلات المأمولة، ولا ترقى لطموح دولتنا في مسيرة نهضتها الشاملة. وأكدت بوسمرة أن النادي يركز على خروج المنتدى بتصورات لحلول فعّالة للتحديات التي يواجهها الإعلام المحلي، معربة عن أملها في أن يكون منتدى الإعلام الإماراتي سبباً في تحقيق مزيد من التقدم والتطور لإعلامنا المحلي وحافزاً محورياً من حوافز تميزه.

المصدر: صحيفة الاتحاد