الجورب الأبيض لليوم الأسود

آراء

لا يخلو زمن من الأزمان ولا بلد من البلدان من تجار الحروب والأزمات ومن المنتفعين الذين لا يراعون إلّا ولا ذمة . هذه الفئة من البشر في ظاهرها تنتمي للبشرية لكنها في واقع الأمر تنتمي الى الشياطين وعتاة المردة من الجان.

تجدهم في كل بقعة وفي كل ما يخص معيشة الناس أو صحتها أو سلامتها أو حتى حياتها ومماتها.

في المواد الغذائية تجدهم بالمرصاد لكل حدث طاريء أو قرار حكومي يسعى لضبط ايقاع الحياة فيقلبون القرار الإيجابي الى كارثةاجتماعية تنهك الفرد والمجتمع. فتجدهم كالفئران المسعورة تتسلل من تحت الثقوب وزوايا الجدران فينهشون كل ما يسقط بيدهم ويحولونه الى استثمار قذر حتى ولو على حساب الضعفاء.

هذه الأموال القذرة لا تختلف اطلاقا عن عمليات غسل الأموال وتبيضيها فهي في ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب.

قرأنا عن حالات القاء القبض على عصابات تتاجر بالكمامات في ظل جائحة كرونا العالمية.

عصابات لا تختلف كثيرا عن عصابات المخدرات فالسلوك الإجرامي الذي يتخذه عصابات المخدرات هو نفس السلوك الإجرامي الذي يتخذه تجار الأزمات. فتجدهم يجففون الأسواق من السلع الضرورية لرفع سعرها لاحقا وتخزينها في أماكن بعيدا عن اعين أجهزة الرقابة وبأحجام كبيرة ثم يفتتونها الى اجزاء حتى لا تلفت النظر اليهم. ويتم تقسيمها لحصص تتزعمها مجموعات ولكل مجموعة زعيم يتولى منطقة توزيع وقد لا يعرف بعضهم البعض. فقط هم يتلقون الأوامر من زعماء مافيا تجار الأزمات.

وكي اضرب مثالاً حياً تلك الكمية من الكمامات التي تم ضبطها مؤخرا وهي بالملايين ولنا ان نتخيل بعد أن كان كرتون الكمامة من فئة الخمسين حبة بخمسة ريالات اصبحت سعر الكمامة الواحدة بثلاثة ريالات وهذا يعني ان القيمة ارتفعت من عشر هلات للكمامة الواحدة الى ثلاثمائة هللة ولكم ان تحسبوا الفرق.

هؤلاء لن توقفهم القوانين لأن المجرم دائما يسبق الأمن في ايجاد افكار شيطانية وبأساليب مختلفة و ملتوية.

لكن هل بمقدور المجتمع ان يحارب جزءاً من هذه الظاهرة. نقول بكل تأكيد نعم. اذا تكاتف الجميع وقاطع فسلاح المقاطعة قاصم لظهور هذه العصابات

وإيجاد البديل حتى لو كان محلي الصنع

ففي حالة الكمامات قررت أن استخدم جاوربي القديمة والحديثة وهي ذات الوان زاهية وجميله ونفاثة للهواء وتعطي حماية بقدر خمسة اضعاف للكمامة العادية ذات الاربع ساعات.

فلو كل فرد استخدم جواربه وصنعها بنفسه لبارت سلعة تجار الأزمات ولحفظنا ارواحنا وأموالنا من عتاة تجار الأزمات

استخدموا جواربكم ولا تخجلوا من ارتدائها فالأزمات أم الاختراع.

حافظوا على جواربكم القديمة…واعتنوا بها.

فالجورب الأبيض ينفع لليوم الأسود.