هيفاء صفوق
هيفاء صفوق
كاتبة واخصائيه اجتماعية

الحب وتأثيره على حياتنا

آراء

تحدث الكثير عن الحب، وطرّزوا أجمل القصائد فيه، وتسابق الشعراء في الكتابة عنه ونظمه ثم نشره على الملأ، البعض يشاهد الحب من زاوية واحدة وصورة واحدة ذات بعد واحد، وحصر مفهوم الحب بين الرجل والمرأة فقط، ليضيقوا بذلك مساحة الحب الواسعة.

الحب حالة شعورية وجدانية بيضاء تشع نوراً وسلاماً، ما إن يصاب أحد به إلا وتتحول حياته إلى معنى عميق جداً.

الحب ينثر عطره في تلك القلوب المستعدة في استقبال شعاعه ونوره من دون خوف وارتياب، لأن الحب يلغي الأحكام المسبقة ويتخلص من الشروط والقيود، هو نور وسلام يخلص الإنسان من التناقضات والتعلقات والحقد والحسد والغيرة، ويبعث رسالة سلام وطمأنينة لكل من حوله كنسمة هواء باردة لطيفة.

عندما يصل الحب إلى الأعماق تصبح الرحمة حاضرة، ويشعر كل من تجرع الحب الصافي بالرحمة الإلهية في كل المواقف والظروف وتقلبات الحياة، يصبح الإنسان رحيماً بالآخرين، يدرك باطن الظرف ولا ينتقد الظاهر، يصبح أكثر حكمة وتأنٍ في تعامله مع الآخرين، فلا يجزع من ظروف الحياة.

عندما يمتلك الإنسان هذا الحب وهذه الرحمة تصبح حياته كنهر متدفق من النور، يسقي الجميع محبة، ويراعي الآخر، وأيضاً كما يسقي الآخرين يكون مع ذاته معطاء محباً وكريماً، هؤلاء أينما وجدوا في مكان ما أضاؤوا محبة لكل من حولهم، نجد ذلك الحب أحياناً لدى الجدات وكبار السن، ونجده أيضاً عند من أدرك المعنى العميق للحياة، ومن تخلص من التنافس والركض وأدرك أن الجميع في مركب واحد.

من يغترف الحب تصبح جميع جوانب حياته مضيئة، فلا ينتظر من الآخرين شيئاً، ولا يكتسب عداوة أحد، ولا يضيع وقته في مراقبة أفعال وتصرفات الآخرين، بل تراه في بعد آخر ممتلئ بالسلام والجمال، إن أقبلت عليه الدنيا فرح وسعد، وإن ضاقت عليه السبل والطرق تقبل بحب، وبحث عن المعنى في كل ذلك، لا يعرف الاستسلام بل يدرك بعمق معنى التسليم الكامل لله عز وجل، وهو أعظم حب.

المصدر: الرياض