د.سلطان أحمد الجابر
د.سلطان أحمد الجابر
وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في دولة الإمارات العربية المتحدة

الخدمة الوطنية .. عزةٌ وشرفٌ وكرامة

آراء

تشهد الإمارات العربية المتحدة هذه الأيام التحاق أول دفعة من أبنائها وبناتها بالخدمة الوطنية، وتعتبرُ هذه الخطوة لَبِنةً جديدة تنضمُّ إلى الصروح والإنجازات التي تُعزِّزُ مِنعةَ الوطن، وتحصّنُ استقراره، وتصونُ حقوقه.

ويحق للإمارات أن تفخر بأبنائها الذين لبّوا نداء الواجب وسطروا أروع معاني الوفاء والتفاني من أجل رفعة الوطن ونهضته في ظل القيادة الحكيمة لسيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، حيث آمنت قيادتنا بضرورة الاستثمار في العنصر البشري والنهوض به لضمان استدامة النمو والازدهار الذي ينعم به وطننا العزيز.

وأكد شباب وفتيات الإمارات أنهم الاستثمار الأمثل ورأس المال الذي ترتكز عليه الدولة، حيث عبّروا عن حبهم وانتمائهم لثَراها الغالي من خلال إقبالهم الكثيف للانتساب في الخدمة الوطنية تلبيةً لواجبٍ مقدس ومساهمةً في الذود عن المكتسبات والإنجازات التاريخية، وليكونوا سياجاً حصيناً ودرعاً منيعاً وسداً عصياً في وجه كافة الأخطار، وتأكيداً على وعيهم وإدراكهم لدورهم الهام في بناء الوطن.
ويدرك أبناء الإمارات أن مبادرة الخدمة الوطنية الإلزامية قد جاءت في الوقت الملائم لتعزز مسيرة بناء الوطن. ورغم أن الدولة تعتمد سياسة مد جسور التعاون والتواصل وبناء صداقات متينة وعلاقات مميزة مع المجتمع الدولي، إلا أن التاريخ علّمنا بأن الاعتماد على الذات يبقى أفضل السبل لضمان وحماية المكتسبات الوطنية.

وتمت صياغة أنظمة وشروط الخدمة الوطنية بحيث تشكل مصدراً أساسياً للتطوير الذاتي، وتراعي احتياجات أبناء الوطن وتضمن لهم إمكانية مواصلة التقدم الوظيفي ومتابعة الدراسة والتحصيل العلمي بعد القيام بهذا الواجب المهم. وإلى جانب دورها في ترسيخ الانتماء وحب الوطن، تعتبر المشاركة في الخدمة الوطنية فرصة لصقل المهارات الشخصية، وتعزيز الصحة الذهنية والبدنية، واكتساب خبراتٍ إضافية تمكِّنُ المشاركين من امتلاك المعرفة اللازمة لمواجهة مختلف التحديات.

وتشكل الخدمة الوطنية مهمةً نبيلة تعزز ارتباط المواطن بالأرض، فضلاً عن أنها تبني جيلاً جديداً من الشباب القادر على تحمل المسؤوليات الكبيرة والاعتماد على النفس. وبطبيعة الحال، فإن الحفاظ على مكتسبات الوطن يتطلب تكاتف الجميع، فالأوطان تُبنى وتصان بسواعد أبنائها، وسيحقق الالتحاق بميادين التدريب فوائد عديدة من خلال ترسيخ قيمٍ أساسية تشمل الدقة والالتزام والانضباط، فضلاً عن تعلم المعاني السامية والقدرة على مواجهة تحديات الحياة، والقيام بدورٍ فاعل كجزءٍ من قوة احتياطية تشكل سدّاً منيعاً لحفظ الوطن.

ولطالما برهن أبناؤنا أنهم على استعداد دائم لتلبية نداء الوطن، وهذا ليس بغريبٍ على شعب الإمارات، فخلال الأزمة التي شهدها الخليج في عام 1990، نتذكر بكل فخر واعتزاز الاستجابة الكبيرة لنداء الواجب عندما دعا الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إلى الانخراط في معسكرات التدريب لتحصين منعة الوطن. وهذا التلاحم بين القيادة والشعب في دولة الإمارات لا يأتي من فراغ، بل إنه نتيجة طبيعية لجهود القيادة في تجسيد إرادة الشعب وطموحاته، وسهرها على أمنه ومصالحه تحقيقاً لرفعته وازدهاره. وعرفاناً بالجميل، يقدم أبناء الإمارات الأوفياء اليوم نموذجاً مميزاً من الولاء والانتماء الصادق للوطن وقيادته الحكيمة، ملتفين تحت رايته الخفاقة، وعازمين على مواصلة المسيرة.

لقد أثبتت دولة الإمارات على مَرِّ التاريخ أنها تسير على الدرب الصحيح مستنيرة بتوجيهات قيادتها الحكيمة، وسيسجل التاريخ بأحرفٍ من نور الخطوات المدروسة التي تتخذها القيادة لتعزيز بناء الوطن وضمان استمراره في الازدهار والتقدم بفضل جهود أبنائه وبناته الذين يعملون بجد وإخلاص ضماناً للمستقبل.

المصدر: الاتحاد
http://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=81042