«الزعيم» يقهر الجيش بـ «ثلاثية» ويقترب من نهائي الأبطال

منوعات

قطع العين خطوة مهمة نحو التأهل إلى نهائي دوري أبطال آسيا، للمرة الثالثة في تاريخه، بعد تغلبه على ضيفه الجيش القطري 3-1 في ذهاب نصف النهائي، والتي جمعتهما مساء أمس، على ستاد هزاع بن زايد بالعين، ويتبقى لـ «الزعيم» تحقيق نتيجة إيجابية في الإياب بالدوحة 18 أكتوبر المقبل، ليضمن وجوده في النهائي القاري للمرة الثالثة، حيث يكفي «البنفسج» الفوز بأي نتيجة أو التعادل، أو حتى الخسارة بأقل من فارق هدفين.

تقدم «الزعيم» العيناوي بهدفين رائعين عن طريق دوجلاس في الدقيقة 16، وأضاف عمر عبدالرحمن الهدف الثاني في الدقيقة 21، وقلل الأوزبكي رشيدوف الفارق لمصلحة الجيش في الدقيقة 52 من ركلة جزاء، ونجح كايو في إحراز هدف الاطمئنان النسبي لمصلحة العين في الوقت المحتسب بدلاً من الضائع.

خاض الفريقان اللقاء بتغيير طفيف طرأ على تشكيلتهما التي لعبا بهما إياب دور الثمانية، حيث عاد الحارس الدولي خالد عيسى إلى حماية عرين «الزعيم»، بعد شفائه من الإصابة، في حين شارك محمد عبد الرحمن بديلاً للكولمبي دانيلو أسبريلا، في حين دفع الفرنسي صبري لموشي مدرب الجيش بالثنائي مينديز ورشيدوف بديلين للاعبيه عبد الرحمن عيسى وعلي سند اللذين شاركا أمام النصر في إياب دور الثمانية.

ونجح العين في فرض سيطرته مبكراً على مجريات اللقاء، بفضل الاستحواذ على الكرة في منطقة وسط الملعب، والربط عن طريق الكوري كيونج وعامر عبد الرحمن ومحمد عبد الرحمن، سواء مع الخط الأمامي أو الخط الخلفي للفريق، إضافة إلى التفاهم الكبير الذي أبداه «عموري» مع البرازيلي كايو، ومحاولات الدعم التي قدمها دوجلاس لهما.

وفي المقابل، حاول الجيش الاعتماد على الهجمات من الجبهة اليسرى وحرية التحرك الممنوحة للأوزبكي رشيدوف، إلا أن رقابة لاعبي وسط العين تصدت لمعظم هذه المحاولات، إضافة إلى التراجع للخلف سريعاً عند فقدان الكرة، ما منح العين حرية وسرعة التحول من الدفاع إلى الهجوم، علماً أن بداية المحاولات جاءت من الفريق الضيف من رأسية لسيدو كيتا خرجت بجوار قائم خالد عيسى.

وسريعاً وضع «عموري» بصمته على اللقاء، بوصفه أحد مصادر الخطورة الواضحة على دفاعات الجيش، بتحركاته الإيجابية يميناً ويساراً، مستغلاً الحرية التي منحها له زلاتكو، وفي اختبار سريع منه لخليفة بوبكر حارس الجيش، وارتدت منه تسديدة كايو المتابع من داخل المنطقة.

وحاول رشيدوف الرد، مستغلاً كرة «مقطوعة» من عامر عبد الرحمن على حدود المنطقة، وسددها قوية، ولكن مهند العنزي تصدى لها، قبل وصولها إلى الحارس خالد عيسى، وعاد عمر عبد الرحمن إلى هواياته المفضلة، وتوغل من جهة اليسار بمجهود فردي رائع، ولعبها في «حلق» المرمى إلى دوجلاس الذي لم يجد صعوبة في إيداعها المرمى بسهولة محرزاً هدف التقدم لـ «الزعيم» في الدقيقة 16.

ولم يكد يمر أكثر من خمس دقائق، حتى قدم البرازيلي كايو لفتة فنية رائعة، متوغلاً في عمق دفاعات الجيش التي لم تجد سوى عرقلته، ويحتسب الحكم ركلة حرة على حدود المنطقة ينبري لها «عموري»، ويسددها بمهارة وإتقان في شباك الجيش على يمين الحارس خليفة بوبكر، محرزاً الهدف الثاني للعين في الدقيقة 21.

منح الهدف لاعبي العين المزيد من الثقة، في حين أصاب الجيش ببعض الإحباط، وكاد محمد عبد الرحمن أن يحرز الهدف الثالث من تسديدة قوية من داخل المنطقة في الدقيقة 29، لكن كرته أمسكها خليفة أبوبكر بثبات، وحاول رشيدوف أكثر لاعبي الجيش نشاطاً الرد على المحاولة العيناوية بمجهود فردي انتهى بتسديدة قوية، ولكن بجوار القائم الأيسر لخالد عيسى.

ورغم سهولة اختراق دفاعات الجيش في هذا التوقيت، إلا أن اللمسة النهائية كانت مفتقدة لدى لاعبي العين، خاصة كايو الذي واصل تقديم فاصل من قدراته المهارية واخترق الجبهة اليمنى للجيش بسهولة، وتلاعب بيوسف مفتاح، وسدد في النهاية بجوار القائم الأيمن لخليفة بوبكر في الدقيقة 38.

وكاد الجيش أن يقلص الفارق قبل نهاية الشوط الأول، من خلال تسديدة صاروخية للبرازيلي رومارينيو على حدود المنطقة، من ركلة حرة احتسبت لمصلحته، لكن يد خالد عيسى بالتضامن مع العارضة تصدت للكرة، وترتد بعيداً عن المرمى العيناوي في الدقيقة 45.

اختلف الأمر كثيراً في الشوط الثاني خاصة مع البداية الحماسية الساخنة من الجيش الذي حاول تقليص الفارق، وشدد من هجومه مبكراً، وخلال دقيقتين أتيحت للفريق فرصة تهديد مرمى العي، في ظل ارتباك غير مبرر من المدافعين، وفي المحاولة الثالثة حصل رشيدوف في الحصول على ركلة جزاء، بعدما سدد الكرة في يد إسماعيل أحمد الذي كان ساقطاً على الأرض، ليحتسب حكم اللقاء الأسترالي بيتر جرين ركلة جزاء انبرى لها الأوزبكي الذي أحرز منها هدفاً في الدقيقة 52.

حاول العين استعادة سيطرته المفقودة من الشوط الأول، إلا أن تغيير تكتيك الجيش لأدائه وسرعة تحوله من الدفاع إلى الهجوم وتقليل المساحات الموجودة في الشوط الأول، حال دون ذلك، رغم محاولات الثنائي محمد عبد الرحمن وعمر عبدالرحمن، مع استفاقة مدافعي الجيش، ونجح مينديز في التصدي لعرضية خطرة من محمد عبد الرحمن من الجبهة اليمنى في الدقيقة 56.

وأخفق دوجلاس في استغلال هدية «عموري» الذي وضعه في مواجهة صريحة من منتصف الملعب مع حارس الجيش خليفة بوبكر، إلا أن اللاعب البرازيلي لم يحسن استغلال الكرة، ولعبها فوق العارضة لتضيع فرصة هدف لمصلحة العين في الدقيقة 57.

تحسن أداء لاعبي العين في ربع الساعة الأخير من اللقاء وحاول الثلاثي أسبريلا ودوجلاس وكايو الضغط بشكل مستمر على دفاعات الجيش، واستغلال الأطراف لتهديد مرمى الفريق القطري، وأتيحت لأسبريلا وكايو فرصة التسديد القوي المؤثر من داخل المنطقة ذهبت بعيداً عن المرمى.

شكلت الهجمات المرتدة لفريق الجيش خطورة كبيرة على دفاعات العين في ظل اندفاع لاعبيه للإمام في محاولة لتوسيع الفارق، وهو ما كان بمثابة سلاح ذي حدين خاصة مع المساحات الواسعة في منتصف ملعب «الزعيم»، لكن المدافعين نجحوا في التصدي لمعظم الهجمات المرتدة، في الوقت الذي جاء الفرج أخيراً في الدقيقة الأخيرة على أقدام كايو من عرضية متقنة من «عموري» داخل المنطقة، أخفق الحارس خليفة بوبكر في الإمساك بها لتجد المتابعة من كايو الذي يحرز هدف الاطمئنان الثالث للعين في الدقيقة الأولى من الوقت المحتسب بدل ضائع.

وحاول الفريقان في الدقائق الأخيرة إحراز المزيد من الأهداف، سواء لزيادة الغلة لمصلحة العين، أو لتقليص الفارق لمصلحة الجيش، لكن مرت الدقائق دون جديد، لتنتهي المباراة بفوز مستحق للعين 3-1 والاقتراب من تحقيق حلم الوصول إلى النهائي القاري للمرة الثالثة في تاريخه.

وصف قرارات الحكم الأسترالي بالصحيحة

فريد علي: جرين قاد المباراة بـ «حنكة وكفاءة»

قال فريد علي الخبير التحكيمي، إن الحكم بيتر جرين نجح في قيادة المباراة إلى بر الأمان، بعدما تخطى العديد من الحالات التحكيمية الصعبة، بفضل تعامله «السلس» معها، ويعد أحد حكام النخبة «أ» على الصعيد القاري، حيث يسجل للاتحاد الآسيوي نجاحه في إسناد مهمة إدارة المباراة إلى هذا الحكم وطاقمه المعاون، وكان على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقه.

وأكد فريد علي أن المباراة ورغم أنها لم تتضمن تلك الحالات الصعبة التي يصعب البت فيها، إلا أن أجواءها عادة ما تكون حافلة بالصعوبة، بفضل سرعة اللعب، وكثافة الالتحامات بين لاعبي الفريقين، مشيراً إلى أن الخطأ الذي جاء منه الهدف الثاني للعين من مخالفة صريحة وواضحة على الجيش، في حين أن إنذار ياسر أبوبكر لاعب الجيش مستحق، بعد تدخله العنيف على عامر عبدالرحمن.

وعن اعتراض لاعبي الجيش على عدم احتساب ركلة جزاء لمصلحتهم نهاية الشوط الأول بدعوى تعرض كيتا إلى الإعاقة من مهند العنزي، أكد فريد علي أن قرار حكم اللقاء باستمرار اللعب سليم، لأن الحالة ليست سوى احتكاك طبيعي بين اللاعبين، ولم ترتق إلى مستوى المخالفة الصريحة على العنزي.

أما عن الشوط الثاني، أكد فريد علي صحة ركلة الجزاء التي احتسبها الحكم الأسترالي لمصلحة الجيش بداعي لمس إسماعيل أحمد مدافع العين الكرة بيده، مشيراً إلى أن مجريات هذا الشوط ورغم الهجمات القوية السريعة التي تبادلها الفريقان، إلا أنه لم يشهد أي حالة تحكيمية مثيرة للجدل أو أخطاء يمكن الإشارة إليها، وهذا ما انعكس على عدد البطاقات الصفراء، والتي بلغت بطاقة واحدة فقط من نصيب ياسر أبوبكر في الشوط الأول.

وأثنى فريد علي في نهاية حديثه على أداء العين في المباراة المهمة، والتي وضع «الزعيم» على إثرها قدماً في نهائي دوري أبطال آسيا، متمنياً لممثل الكرة الإماراتية التوفيق في مباراة الإياب، والتي تتطلب حرصاً وحذراً شديدين من اللاعبين والجهاز الفني معاً.

المصدر: الإتحاد