مازن العليوي
مازن العليوي
كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة

الصورة المقبلة لـ”الإخوان” في السينما المصرية

آراء

على الرغم من أن الأفلام المصرية لم تقدم شخصية المتدين أو الشيخ أو الإخواني أو حتى المأذون بصورة إيجابية،
إلا أن تصدر الإخوان المسلمين للمشهد السياسي في مصر قد يقلب المعادلة، فنرى تغييرا في “الكاركتر” النمطي الذي ألفنا فيه شخصا ملتحيا يتحدث بالفصحى، للدلالة على المتدين بغض النظر عن توجهه الفكري، ففي مصر تتشعب الانتماءات إلى الإخوان المسلمين والسلفيين والصوفيين وهناك جماعات متشددة وهناك شيوخ أزهريون ومتدينون عاديون.

أما دراميا ففي بعض الأحيان يتم الالتفات لذلك التنوع بحيث يتم التحديد، وأحيانا يكتفى باللحية واللغة الفصحى.
كثيرة هي الحالات المقنعة والأخرى غير المقنعة دراميا التي شاهدناها من تلك الشخصيات.. لكن المعادلة قد تختلف في المستقبل بعد زيارة نقيب الممثلين في مصر أشرف عبدالغفور للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع، تلك الجماعة التي كانت محظورة وتعرض رموزها القدامى للاعتقال والنفي وبعضهم للإعدام، لكنها بعد سقوط النظام وسيطرتها بالانتخابات الأخيرة على ما يقرب من نصف مقاعد مجلس الشعب المصري صار يحسب لها ألف حساب.

ولعل هذا ما قاد عبدالغفور إلى زيارة مرشدها ليظهر كأنه يخطب ودها، الأمر الذي يترك أكثر من تساؤل، فهل يتدخل الإخوان مستقبلا في ما يجوز وما لا يجوز في الفن كما كان يفعل بعض مشايخ الأزهر؟ ويختفي من الأفلام ما كنا نراه من مشاهد يتهم فيها المعتقلون بالانتماء للإخوان أو الشيوعيين؟.

وخشية “زعل” الإخوان أيضا تختفي الشخصية التي يتستر فيها أحدهم بالدين ليرتكب كثيرا من المعاصي ولا يشك به أحد في البداية لكنه كالعادة ينكشف في النهاية.

في غالب الأمر، تشير زيارة نقيب الممثلين لمرشد الإخوان إلى أن الصورة التي رسمت عن الإخوان والمتدينين في السينما المصرية سوف تتغير، فتتحول الحالة السلبية إلى الإيجابية.. ولا نعود نرى إلا الصورة الإيجابية باعتبار أن “الإخوان” صاروا هم السلطة، وبالتالي فوق النقد.

إلا إذا لم تقف الثورة التي أنجزت التغيير عند أي حدّ، فيصبح الفن حقيقيا غير مجامل يضع الأمور في مساراتها الصحيحة طبقا للصورة الفعلية من غير مبالغة أو انتقاص.

نشرت هذه المادة بموقع الوطن أون لاين بتاريخ (15-01-2012)