العملة المعدنية من جديد.. لماذا؟

آراء

عاد الوهج والتداول من جديد للعملة المعدنية، وقرار مؤسسة النقد العربي السعودي بذلك، حيث أصدرت قراراً بإلغاء الريال الورقي واعتماد المعدني بكل فئاته، وسنوضح مبررات استخدام المعدني عوضاً عن الورقي، رغم أن الاتجاه العالمي اليوم هو إلى إلغاء العملة الورقية نهائياً، وقد يحدث متدرجاً وفق أنظمة وتقنية كل دولة، فنتحول إلى البطاقات الممغنطة، أو حتى إلى أجهزة الهواتف الذكية بشحنها بمبالغ وعليه يتم السداد، فالعملة الورقية مستقبلاً إلى اندثار على أي حال. رغم أن توقعات شركة «جيزيكه أند ديفرينت» الألمانية، الرائدة دولياً في طباعة العملات تؤكد أن الأوراق النقدية لن تختفي من التداول في الحياة اليومية في المستقبل المنظور رغم الرقمنة، حيث لا يزال إنتاج العملات الورقية في أوروبا ومناطق أخرى من العالم في تزايد. وطبقاً لإحصائيات البنك المركزي الأوروبي فإن عدد الأوراق النقدية لليورو المتداولة في المنطقة بلغ بنهاية العام الماضي 21.4 مليار ورقة نقدية، ليرتفع عددها بذلك بمقدار ثلاث مرات مقارنة ببدء تداول عملات اليورو النقدية عام 2002. هذا رأي ولكن نجد ارتفاع حجم التجارة الإلكترونية يزيد من تداول السداد الإلكتروني وهي تنمو بوتيرة سريعة جداً.

الآن ما فائدة العملة المعدنية مقارنة بالورقية؟! يذكر البعض خطر المعدنية حين نطبقها بالمملكة بأن «يبتلعها الطفل» مع أن العملة المعدنية تتداول من مئات السنين، ولا مخاطر إلا حالات شاذة للأطفال، والأطفال خطر على كثير من الأشياء بالمنزل ما لم يكن هناك رعاية ومتابعة واهتمام، ميزة المعدنية أنها أطول عمراً من الورقية حيث يقدر عمرها بـ25 سنة وقد تصل لأكثر، وعمر الورقية لا يتجاوز سنتين، مع الكلفة العالية للورقية بسبب كلفة إعادة طباعتها، كذلك متطلبات السداد في كثير من المشتريات تحتاج إلى المعدنية في كل أجزائها، والمهم هنا عدم تهميش العملة المعدنية في ظل وجود الورقية، فالريال يتداول بنسبة 47 % مقارنة بأي فئة أخرى، وكذلك خطر «نقلها» بين الأفراد وهي الأسرع تنقلاً بينهم، كذلك أهمية أن لا تجبر على مشتريات «علك ونحوه» كباقي لمشترياتك، فحين تكون العملة المعدنية متوفرة سيسهل تداولها وتوفرها أيضاً، فالعملة المعدنية اليوم المتوفر منها قد لا يتجاوز 20 مليون ريال وفق نشرة مؤسسة النقد، وبعد إلغاء الريال تدريجياً سيكون التداول أعلى، وأعلى فئات التداول هي نصف ريال وريال وريالان.

علينا أن لا نكون ناقدين لكل تغيير «من البعض» فهو تطوير وتجديد للأفضل ويجب أن نشجع عليه وندعمه، ونحن لم نخترع العجلة فهي متوفرة ومتداولة وتعرف على حقوقك المالية لآخر هللة.

المصدر: الرياض