القمة العالمية للحكومات تناقش آليات تمكين صناع القرار من استباق التحولات وبناء التوجهات الجديدة ومنظومة الفرص المستقبلية

أخبار

وام / عقدت مؤسسة القمة العالمية للحكومات ضمن مبادرات التعليم التنفيذي جلسة بعنوان “مواكبة التحولات في عالمنا المتغير”، هدفت إلى تمكين القادة الحاليين وإلهام قادة المستقبل في تعزيز التعليم والتخطيط لصناعة مستقبل أفضل.

وسلطت الجلسة الضوء على نموذج دولة الإمارات التي تمكّنت من وضع سيناريوهات مستقبلية جعلتها في مقدمة الدول في الابتكار والتخطيط وصقل المهارات لاستشراف المستقبل.

هدفت الجلسة التي استضافت إيمي ويب المؤسس والرئيس التنفيذي لمعهد “فيوتشر توداي”، إلى عرض نماذج تخطيط السيناريوهات الجديدة للعقود المقبلة، ومدى تأثيرها على صنع القرار الحكومي، واستباق التوجهات العالمية والمتغيرات في مختلف القطاعات الحيوية، بما يضمن فهم إشارات واتجاهات اليوم التي تشكل المستقبل.

وكانت مبادرة التعليم التنفيذي التي أطلقتها المؤسسة، قد استضافت أكثر من 15 جلسة منذ إطلاقها ركزت على إشراك أعضاء القمة العالمية للحكومات لاكتساب رؤى قيمة حول موضوعات مستقبلية لاستشراف مستقبل واعد للحكومات والقطاع الخاص، وتتيح الجلسة للمشاركين صقل مهاراتهم وتطوير قدراتهم على أيدي الخبراء للتكيف مع التحديات المستقبلية.

وقال محمد يوسف الشرهان نائب مدير مؤسسة القمة العالمية للحكومات إن مؤسسة القمة تركز على ضرورة نشر العلوم والمعارف الحكومية الجديدة، ترسيخاً لمكانتها العالمية منصة معرفية متكاملة تجمع نخبة القيادات والمسؤولين الحكوميين من مختلف أنحاء العالم، بما يضمن تعزيز القدرات الحكومية في استشراف المستقبل، وجهود صناعته.

وأكد أهمية التخطيط ووضع السيناريوهات المستقبلية للقادة والحكومات لمواجهة التحديات المتوقعة من خلال توظيف البيانات الحكومية، بما يعكس رؤى مؤسسة القمة العالمية للحكومات في صنع مستقبل أفضل للجميع ومواكب للتحولات في عالمنا المتغير.

وأوضح أن المؤسسة تهدف من خلال مبادراتها المختلفة إلى نشر وتعميم المعرفة، بالاعتماد على أدوات مبتكرة تسهم في صقل وتطوير قدرات المشاركين، وتزويدهم بالمهارات اللازمة بما يضمن إيجاد حلول مبتكرة لتحديات الغد.

من جهتها، قالت إيمي ويب إن دولة الإمارات وحكومتها تجسدان مثالاً ملهماً لاستشراف المستقبل، فأصبحت دبي نموذجاً عالمياً يحتذى به في صناعة المستقبل، من خلال التخطيط والاستباق لتحديات المستقبل. مضيفة أن دولة الإمارات وضعت أداة استشراف المستقبل ركيزة أساسية لحكومتها في اتخاذ القرارات وتنفيذ الأهداف التي تخدم البشرية.

وناقشت الجلسة أهم نماذج التخطيط واستشراف المستقبل من خلال بحث أهم الموضوعات والتوجهات الحالية، واستباق المتغيرات العالمية ورصدها، وتقديمها لصناع القرار، بما يضمن إيجاد منظومة فرص مستقبلية ولمحة متكاملة حول مسارات تشكيل الغد.

واستعرضت ويب نصائح توجهها للقادة والحكومات تتضمن وضع خطط وسيناريوهات جديدة باستطاعتنا تحقيقها وتبني رؤية من منظور جديد لاستشراف المستقبل، حيث ركزت على 5 أسباب تجعل الحكومات غير قادرة على تخطي التحديات الحالية وخصوصاً أنها تطرح الأسئلة ذاتها في حين أنها ترغب في إيجاد حلول مختلفة، تتجنب مواجهة المعتقدات التقليدية، استخدام مصادر بيانات محدودة، الاعتقاد أن موضوعات الغد تشابه اليوم، وأخيراً أن الكثير من الحكومات لا تعتمد أداة وضع السيناريوهات في التخطيط.

وتناولت الجلسة أهمية تغير مسار عمل الحكومات الحالي، خصوصاً في التركيز على تطوير الخدمات بدلاً من تعزيز جودة حياة الأفراد، واعتماد الخبراء على أسلوب النظرة الأفقية الضيقة بدلاً من نظرة واسعة شاملة، ولابد من تغيير الأدوات الاقتصادية.

الجدير بالذكر، أن القمة العالمية للحكومات تشكل منصة جامعة تهدف إلى استشراف مستقبل العمل الحكومي حول العالم ودعم برامج عمل حكومات المستقبل، وتُعد منذ انطلاقتها عام 2013 ميدانا عالميا لتبادل المعرفة بين الحكومات، تجسيدا للرؤية المستنيرة ل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، وتسعى إلى تعزيز الحوار الدولي حول أبرز التوجهات العالمية في القطاعات الحيوية التي تسهم في تعزيز الخطط خلال العقد المقبل، ووضع سياسات واستراتيجيات وخطط مستقبلية تعزز جاهزية الحكومات ومرونتها للمرحلة التالية من التطور.