الكدادة

آراء

خاص لـ هات بوست: 

استهل مقالي هذا بالتعريف بمعنى الكدادة عل وعسى اولئك الذين يعيشون في بروجهم العاجية أن يفطنوا لهذه الفئة ولا يلمزونهم بسوء.

الكدادة هم مجموعة من المواطنين الذين يسعون الى تحسين دخلهم او على الأقل ان يعفّوا أنفسهم من مد اليد والسؤال لذلك هم يسعون الى رزقهم بطرق قدتكون مقبولة لديهم وفي نفس الوقت لا تحرجهم وتتماشى مع اوقاتهم وظروفهم وذلك بالعمل كتاكسي بسياراتهم الخاصة.

هي شريحة من المجتمع قد لا يجد البعض منهم قوت يومه الامن خلال وقفته بالساعات الطويلة تحت الشمس الحارقة كي يجمع له مصروف يومه.

قد يعترض البعض على وجودهم في الواجهات الحضارية كالمطارات مثلا مستنفرا الجهات الرسمية واصحاب الرأي والحل والعقد ضد هذه الفئة بمقترح لمنعهم من الوقوف في المطارات وذلك لأن حضرة البعض المحترم لم يعجبه أشكالهم.

حلول المنع مثلها مثل حبوب المنع سهلة لمنع انتشار تلك الظاهرة ولكن آثارها الجانبية عكسية ولا تحل المشكلة من جذورها هذا اذا اعتبرناها مشكلة مؤرقة من الأصل أو كما يراها ذلك البعض واجهة غير حضارية.

نقول للبعض المتقزز من منظرهم تلك الشريحة من المجتمع مالها وماعليها لم تتصرف من تلقاء نفسها ولم تذهب لنزهة كي تغير اجوائها ولم تذهب لاحتساء كوب من قهوة ستاربكس.

ظاهرة الكدادة تحتاج الى دراسة وحلول بدلا من النظر اليها من تحت النظارة بازدراء.

فكم من عاطل تخرج من جامعته لم يجد عملا سوى كداد؟!

فحسب التقديرات حتى نهاية ٢٠١٨ 58.7٪؜ من العاطلين عن العمل من حملة شهادة الدبلوم الى الدكتوراه فلا نستبعد أن يكون من بين هؤلاء الكدادين من حملة الشهادات العليا.!

كم من موظف دخله لا يكفيه حاول ان يحسن دخله وعمل ك كداد؟

وكم من مفصول على المادة ٧٧ تركته شركته يواجه مصيره المجهول هو واسرته عليه التزامات اضطر أن يعمل كدادا؟!

الحديث والتنظير سهل وقد يقول قائل هناك شركتي كريم واوبر وهي تعطي الصبغة النظامية للسائق شكلا وتنظيما الى حد كبير وهذا صحيح الى حد ما لكن هل تعلمون أن كريم واوبر تستحوذ على نسب عالية من دخل هذا السائق تمتص جزءا كبيرا من مجهوده مع اسعار تعرفة متدنية فهناك حشف وسوء كيلا.

اذا ماذا يتبقى لهذا الكداد وخصوصا أنه يدفع (بنزين وزيت) ويستهلك سيارته وكفراته اضافة الى مجهوده البدني ووقته في مقابل ان يستخدم تطبيق اوبر وكريم، فتجده من الطبيعي بطريقة او باخرى مجبرا ان يتحول الى كداد بالرغم أن الكدادة صنعة قبل ان تخلق كريم واوبر بعشرات السنين.

البعض الذي تذمر من شكل الكداد كان عليه ان ينظر الى هذه الفئة من منظار المواطنة والانسانية لا الاستعلاء والتقزز من شكله ووضع الحلول البديلة التي تساهم في رفع معاناته في اطار قانوني يساعده ويحافظ على الواجهة الحضارية ان اردنا ويساعد هؤلاء الشباب في تحسين اوضاعهم.

ايجاد الحلول هو العبقرية لمثل هذه الفئة بدلا من استفزاز هذه الشريحة وملاحقتها ومعاقبتها.

الحلول سهلة وفي متناول اليد لكن تحتاج من ينظمها ويجعلها أكثر ديناميكة و قانونية وبشروط معينة.

اليك الحل يا ايها البعض المبجل والمتذمر والمتقزز من شكل ومنظر الكدادة وهو أن تتبنى الدولة تطبيقا مشابها لاوبر وكريم وتضع جميع الاشتراطات اللازمة أمنيا ونظاميا واداريا من حسن المظهر والتقييم وخلافه وتأخذ الدولة نسبتها كضريبة القيمة المضافة ١٥ بالمائة شاملة رسوم صيانة والتشغيل للشركة المشغلة للتطبيق من خلال مساهمات خدمة المجتمع التي تقدمها البنوك والشركات التي لم نرَ آثارها لحد الآن الا على مستوى لا يذكر.

او الحل الثاني صرف بطاقات من قبل ادارات المطار تشمل معلومات السائق بعد مسح أمني عن هويته وتوقيعه على تعهد بكافة الشروط والالتزامات.

ايجاد الحلول الفعالة والمبتكرة قد ينقذ فئة من التشرذم والتشرد ويحمي المجتمع ويحفظ للناس كرامتها بالقدر الذي لا يريق ماء وجه تلك الفئة التي لم تجد فرصتها للعمل في القطاع الخاص أو الحكومي.

الأولوية لابن الوطن أن يعمل في مطارات بلده بدلا من طابور السائقين غير السعوديين الذين يزاحمون ابن البلد حتى في كدادتهم ومطاراتهم .

جميع دول العالم الأولوية للعمل في الواجهات الحضارية للمواطن وليس استبعاده وحرمانه ولذلك له الحق في العمل في مطارات بلده وله الحق في الترزق اينما كان.

علينا ان نفكر خارج الصندوق و الدخول في عمق المشكلة والغوص فيها والنظر اليها بميكرسكوب مجهري يحل جزءا من مشكلة البطالة التي تؤرق المجتمع والدولة.

فلنكن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا بدلا من وضع العراقيل وجعل الحلول مستعصية.

تحية إجلا وإكبار لكل من ترك بيته وراحته للسعي وراء رزق حلال ليطعم اسرته.

تحية اجلال لكل يد نظيفة شريفة لا تتسول لقمة العيش ولا تسرق ولا تمتهن مهنارذيلة مخلة بالشرف.

تحية عظيمة لشاب لم يخجل ان يعمل اي عمل شريف يعف به نفسه وأهله حتى لو عمل كداداً.

فالكدادة مثل الحدادة تطويع الحديد وتلينه.

فهل تجد الكدادة من يطوع الأنظمة لها لتبصح عملا مقننا يحل ازمة كثير لا يعرفون غيرها عملا أم تضل الكدادة الجريمة الحمقاء التي يُتّهم صاحبها بأنه كداد؟!.