عائشة سلطان
عائشة سلطان
مؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان

الكرة.. فرح العالم

آراء

لو لم يكن لكرة القدم من فائدة أو قيمة كما يرى البعض فيكفي أنها تؤسس لهذه الحالة من السعادة، والمشاركة لا تتكرر، وهي حالة يسعى لها الناس منذ خلقهم الله، هذه الحالة الإنسانية، التي تدور أسئلة الكثيرين وبحثهم عنها دائماً، ويرون بأن الحياة تفقد معناها تماماً حين يعجز الإنسان عن أن يحظى بها أو يمارسها، فيفقدها بسبب نمط المعيشة أو تغير ظروف الحياة والعلاقات الاجتماعية، فتأتي كرة القدم لتستثير في الناس ألف شعور وشعور من البهجة، وسط انفعالات إنسانية متفاوتة، ومتدفقة بعفوية لا مثيل لها، ولا يمكن ضبطها.

يحب مشجعو كرة القدم مشاهدة المباريات الحاسمة والمصيرية لمنتخبات بلدانهم أو الفرق، التي يشجعونها، ضمن مجموعة من الأصدقاء يتشاركون الجلوس في أمكنة خاصة أو بعض المقاهي المفتوحة، فيتحول الحماس الذي يملأ قلب اثنين أو ثلاثة إلى موجات متدفقة، تنتقل إلى الجميع، معبرة عن نفسها بالصراخ والتصفيق والضحك الهستيري والعناق العفوي، هذا التشارك العاطفي الجماعي هو أحد أكثر تجليات الترابط الإنساني، الذي يسعى له الناس في الحياة المعاصرة، وفي كل الأوقات.

ما من لعبة أو رياضة لديها هذا المستوى من الاستحواذ على عواطف الناس، وهذا الحضور الشعبوي على امتداد الكرة الأرضية، ومن هنا يكتسب مونديال كأس العالم أهميته ورونقه واهتمام الإعلام، ووكالات الأنباء والجماهير وحتى الحكومات بنتائجه ولاعبيه، ولهذا يتحول لاعبو كرة القدم الموهوبون بشكل فذ إلى أساطير لا يغادرون الذاكرة، بقدر ما منحوا الجماهير من لحظات لا تنسى من البهجة والفرح والحماس.

وسيظل نجم أسطوري مثل مارادونا ذاكرة في حد ذاته، كما هو بيليه ورونالدينو، ورونالدو البرازيلي وغيرهم، لقد تجاوز هؤلاء منطقة النجومية، بعد أن حولتهم الذاكرة الجمعية للعالم إلى أساطير ومواهب خارقة، وحتى اليوم لا يبدو غريباً أن يكرر العالم أسماءهم بحضور غريب، وبكثير من الحسرة لغيابهم عن المشهد، وعن المباريات التي تجري على أرض قطر في واحدة من أكثر دورات كأس العالم إثارة وجمالاً!

المصدر: البيان