اللقاح جبهة جديدة لمقاومة «كورونا»

منوعات

كورونا

أخيراً، وصلت الحرب التي تخوضها السعودية ضد وباء «كورونا- ميرس»، إلى جبهة اللقاح. ربما أشياء قليلة بإمكانها أن توصف بأنها التماعة أمل في سياق تلك الحرب، لعل أبرزها الخبر الذي تناقلته وكالات الأنباء عن طلب وزارة الصحة السعودية تعاون 5 شركات أدوية دوليّة في انتاج لقاح لفيروس «كورونا ميرس». فبديهيات الطب تفرض القول بأن الوقاية هي السبيل الأكثر فعاليّة في مواجهة الأوبئة. ولحد الآن، تحتفظ ذاكرة الطب الحديث بانتصارٍ مدوٍ ضد وباء الجدري، إذ عانت البشرية آلاف السنوات من ذلك المرض، بل أنه وُصف في أقدم الحضارات، وورد ذكره وباءً ولعنةً، في متون النصوص الدينية الكبرى. لم تتخلّص البشرية من ذلك الوباء المقيت إلا باللقاح.

هناك انتصار ثانٍ من المستطاع ذكره على وباء لعله ليس أقل إيلاماً من الجدري، هو شلل الأطفال. واستطاعت علوم الطب الحديث أن تخلّص البشرية منه. وللأسف، أدّت الحرب في سورية الى انتكاسة في مسار هذا الانتصار العلمي الضخم فعاد الوباء الذي ظُنّ أنه انقرض، أو بات على مسار الانقراض، إلى الظهور مجدّداً. ولشدة ما كان نادراً، ساد رأي علمي بأن مجرد ظهوره يعتبر وباءً. ولعل ذلك يفسّر أيضاً أن «منظمة الصحة العالمية» بادرت إلى اعتبار ظهور حالات من شلل الأطفال في سورية (ودول اخرى انتشر فيها اللاجئون السوريّون)، وباءً جدّياً.

لا مبرّر للذعر

في مقابل الانتكاسة في وجه وباء شلل الأطفال، يعد مسار فيروس «كورونا ميرس» بتسجيل انتصار آخر على الأوبئة، على رغم الصورة القاسية نسبيّاً لهذا الفيروس الآن.

ومن المؤشّرات الإيجابيّة أن «منظمة الصحة العالميّة» لم تجد مبرّراً للذعر الزائد تجاه موجة «كورونا ميرس»، مشيرة إلى أنها لن تلجأ إلى إجراء من نوع النصيحة بعدم السفر إلى السعودية. ويكتسب المؤشّر أهمية كبيرة مع اقـتراب موسم الحج الذي يتضــمّن تدفّق ملايين الحجاج إلى السعودية لأداء مناسك الحج.

لكن للحديث عن اللقاح شأناً آخر. ومن دواعي التفاؤل أن الصراع مع هذا الفيروس يدخل قريباً مرحلة استعمال اللقاح لمكافحة هذا المرض. وفي سياق متّصل، استطاع علماء أميركيون العثور على أجسام مُضادة لـ «كورونا ميرس» في أجسام من يصيبهم، ما يفتح باباً أمام صنع مصل يفيد في الوقاية من الفيروس، بل علاجه أيضاً.

في كثير من وسائل الإعلام، مرّ خبر التوجّه إلى شركات الأدوية لصنع لقاح لـ «كورونا ميرس»، من دون تأثير كبير. ولـــــكن، حمل هذا الخبر لـ «الحياة» شــيئاً خاصــاً. إذ انفردت «الحياة» أولاً في إثارة مسألة استعمال اللقاح لمواجهة فيروس «كورونا ميرس» (عدد 23 نيسان – أبريل 2014).

المصدر: الحياة