«الماتادور» على «طريق الأموات» بقرار «الكروات»!

منوعات

حقق الكروات فوزاً تاريخياً بهدفين لهدف على إسبانيا في ختام مواجهات الجولة الأخيرة للمجموعة الرابعة، لينتزع رفاق إيفان بيرسيتش صدارة المجموعة، وفي الوقت ذاته ألقوا ببطل أوروبا في طريق الأشواك، حيث تلتقي إسبانيا مع إيطاليا في دور الـ16، وهو تكرار لنهائي النسخة الماضية من البطولة القارية.

ورغم تميز المنتخب الكرواتي وامتلاكه لعناصر أكثر من رائعة في مختلف الخطوط، فإن أكثر عشاق منتخب «لاروخا» الإسباني تشاؤماً لم يتوقع هذا السيناريو، فقد كانت الصدارة أقرب للإسبان، مما يجعلهم يتجنبون إيطاليا وألمانيا وفرنسا وإنجلترا في الأدوار المقبلة، حيث تصبح المواجهة مع أي من هذه القوى الكبيرة مؤجلة حتى المباراة النهائية.

صحيفة «آس» المدريدية لم تتجاوز الحقيقة، حينما قالت إن الكروات ألقوا ببطل أوروبا إلى الطريق المظلم، في إشارة إلى وعورة المشوار القادم مقارنة مع الطريق الممهد لأصحاب المركز الأول في المجموعة الرابعة، والذي خسره الإسبان بعد التقدم بهدف سجله ألفارو موراتا مبكراً، ولكن الكروات أدركوا التعادل في نهاية الشوط الأول بوساطة نيكولا كالينيتش، ونجح بيرسيتش في تسجيل الهدف «القاتل» للكروات قبل نهاية المباراة بـ3 دقائق، كما أهدر سيرخيو راموس ركلة جزاء في الدقيقة 72، وهي واحدة من نقاط التحول في المباراة.

وكتب ألفريدو ريلانو مقالاً في الصحيفة المدريدية بعنوان «إسبانيا في طريق الموت»، جاء فيه: «لقد تعقدت الأمور بصورة مخيفة، وأصبحنا على نحو مفاجئ في طريق الموت، فسنواجه إيطاليا الدور المقبل، ثم ألمانيا في دور الـ8، وفي حال عبرنا هذه العقبة الكبيرة، فسنجد أنفسنا في مواجهة فرنسا في الدور قبل النهائي، صحيح هو سيناريو نظري ولكنه أقرب للواقع».

وفي المباراة الثانية التي أقيمت في التوقيت نفسه، نجح المنتخب التركي في تقديم أفضل عروضه، ليصالح جماهيره الغاضبة بعد الفوز بهدفين على نظيره التشيكي، أحرزهما بوراك يلماز وأوزان توفان، ليرفع رصيده إلى 3 نقاط تاركاً قاع المجموعة لرفاق بيتر تشيك، والمستفيد الأكبر من تلك النتيجة هو منتخب أيرلندا الشمالية الذي تأهل لدور الـ16 ضمن أفضل ثوالث ليلتقي مع أصحاب الأرض فرنسا في ليون الأحد المقبل.

وبالعودة إلى تفاعل الصحافة الإسبانية مع أول هزيمة لبطل أوروبا في اليورو بعد 14 مباراة خاضها دون أن يتعرض لأي خسارة، فقد وقبول الهدف الأول بعد أكثر من 730 دقيقة بشباك لم تهتز، فقد أشارت صحيفة «ماركا» إلى حدوث تغير في المسار والمصير على قولها، مضيفة: «تغير كل شيء على نحو مفاجئ، الليلة لن ننام يعمق كما كنا نتوقع، فقد أصبح لزاماً علينا إسقاط إيطاليا، وثم فرنسا أو ألمانيا وربما إنجلترا في طريقنا للحفاظ على اللقب».

وانتقدت الصحيفة المدير الفني فيثينتي دل بوسكي، حيث أشارت إلى أنه لم يغامر بتغيير التشكيلة، ودفع بجميع العناصر التي شاركت من قبل بصفة منتظمة، ولكن رغبته في عدم المغامرة جعلته يتجاهل عنصر الإرهاق للعناصر الأساسية، كما أن الأداء الذي شهد إفراطاً في الثقة من اللاعبين عقب هدف موراتا، منح الكروات الفرصة لمعاقبة حامل اللقب.

أما صحيفة «سبورت» الكتالونية فقالت إن مواجهة إيطاليا في الدور المقبل هو العقاب الذي جلبه الإسبان لأنفسهم بالهزيمة من كرواتيا، وتابعت: «بيرسيتش تسبب في صدمة حقيقية لإسبانيا بالهدف الذي سجله للكروات في نهاية المباراة، فقد أصبحت السيطرة على المباراة والتقدم بهدف موراتا بلا أي فائدة في ظل الخاتمة غير المتوقعة».

في حين قالت صحيفة «موندو ديبورتيفو» في وصفها للهزيمة: «لقد أطلقنا النار على أقدامنا، وبعد أن كانت جميع المؤشرات تقول إننا في طريقنا إلى النهائي عبر طريق سهل، تغير كل شيء أمام الكروات وحدث السيناريو الأسوأ الذي ألقى بالطليان في طريقنا، وفي حال تجاوزنا عقبة الآتزوري فقد نصطدم بألمانيا في دور الثمانية».

ونقلت الصحف الإسبانية تصريحات سيرخيو راموس قائد المنتخب الذي تشير إليه أصابع الاتهام ليتحمل مسؤولية الهدف الأول، فضلاً عن إهدار ركلة جزاء، حيث قال عقب المباراة: «الآن يتعين علينا مواجهة المنتخبات المرشحة للفوز باللقب، ولكي تصبح بطلاً يجب أن تقهر الجميع في طريقك للبطولة، وفي الوقت ذاته تتوقع أن يسعى المنافسون للتفوق عليك».

أما أكثر مشاهد المباراة إثارة فهو التعليمات التي حملها القائد الكرواتي سيرنا من مودريتش الذي لم يشارك في المباراة، والذي قام بتوجيه الحارس سوباسيتش بالتوجه إلى الزاوية اليمنى، حيث يعلم مودريتش كيف يسدد رفيق دربه في الريال ركلات الجزاء، ونجح الحارس في التصدي للكرة على الرغم من أنها لم تكن في أقصى الزاوية اليمنى، ولا يمكن إلقاء اللوم على مودريتش الذي يفضل مصلحة منتخب بلاده بالطبع، مما يجعل ما فعله «خيانة مشروعة» لقائد الريال والمنتخب الإسباني.

المصدر: الإتحاد