المتعة تعود إلى دبي وبوادر انتعاش سياحي قريب

أخبار

بعد إغلاق لمدة أربعة أشهر بسبب فيروس كورونا المستجد، تراهن إمارة دبي على انتعاش سريع لقطاع السياحة فيها مع إعادة فتح أبوابها للزوار، طارحة نفسها كوجهة آمنة متسلّحة بالموارد اللازمة لمواجهة الوباء.

وعاودت دبي الثلاثاء استقبال السياح على الرغم من القيود المفروضة على إجراءات السفر، والطقس الحار، على أمل إعادة إحياء قطاع السياحة فيها قبيل دخول الموسم ذروته في الربع الاخير من 2020.

وخرج أول الزوار هذا الاسبوع من الطائرات حيث ارتدى أفراد الطاقم ملابس الحماية والكمامات، إلى مطار دبي الدولي حيث كانت في استقبالهم أجهزة قياس الحرارة ومسحات الانف، ثم إلى شوارع المدينة المشهورة بمنتجعاتها الفخمة.

ورأى المدير العام لدائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي هلال المري أنّ المسافرين المحتملين ربما لا يزالون متردّدين في الوقت الحالي، لكن البيانات تظهر أنهم يبحثون بالفعل عن وجهات ويستعدون للخروج.

وقال في مقابلة مع وكالة فرانس برس “عندما تنظر الى المؤشرات، ومن يحاول شراء (منتجات) السفر (…) تجدها قبل 10 اسابيع مغايرة لما كانت عليه قبل ستة أسابيع، واليوم تبدو مختلفة للغاية”.

وتابع “كان الناس يشعرون بالقلق (لكن) الناس اليوم يبحثون بشدّة عن إجازتهم المقبلة وهذه علامة إيجابية للغاية، وأتوقّع عودة قوية جدا”.

وتمنع الأزمة دبي من تحقيق هدفها في عام 2020 وهو استقبال 20 مليون زائر بعدما كانت استضافت أكثر من 16,7 مليون زائر في سنة 2019.

كما قلصت مجموعة “طيران الإمارات”، أكبر شركة نقل جوي في الشرق الأوسط، وجهات شبكتها المترامية الأطراف، وسرحت عدد من الموظفين لديها.

لكن المري رأى أنّه على عكس تبعات الأزمة المالية العالمية لعام 2008، فإن الانكماش الاقتصادي الحالي هو عبارة عن “صدمة” لمرة واحدة فقط.

وأوضح “نرى أنّ الحكومات في جميع أنحاء العالم بدأت في السيطرة على هذا الوباء، ويبدو أن الأمور تستقر في العديد من الأماكن”.

وقال المسؤول “بمجرد أن نصل إلى المقلب الآخر، عندما نبدأ في الحديث عن العام المقبل وما بعده، نرى طفرة سريعة جدا. لأنه بمجرد عودة الأمور إلى طبيعتها، سيعود الناس للسفر مرة أخرى”.

رغبات سفر جديدة

تأتي إعادة فتح الأبواب في الوقت الذي لا تزال تسجّل فيه دولة الإمارات مئات الإصابات يوميا، إنّما بمعدل وفيات ضعيف جدا مقارنة بدول اخرى، وقد بلغ مجموع الإصابات 53577 بينهم 328 حالة وفاة وأكثر من 43 ألف حالة شفاء.

وبينما يخرج العالم من مرحلة الإغلاق، تتبدّل رغبات العديد من المسافرين من وجبات الإفطار المجانية وترقية الغرف في الفنادق، إلى مسائل أكثر إلحاحا مثل نظافة الفندق وسعة المستشفى في المدينة المقصودة.

ومن خلال مرافقها الطبية وبنيتها التحتية المتطوّرة، تراهن دبي على أنّها ستكون خيارا أكثر جاذبية من المقاصد السياحية في الدول الأقل نموا والتي يظل العديد منها على كل حال مغلقا أمام الزوار.

وسأل المرّي “أول ما أفكر فيه هو نظام الرعاية الصحية، هل هو تحت السيطرة؟ هل أثق في الحكومة هناك؟”.

وتابع “إنهم (المسافرون) يتوقعون أن تتّخذ شركة الطيران إجراءات احترازية، وهم يتوقعونها في المطار. ولكن هل سيزورون مدينة توجد فيها كل هذه الإجراءات في كل مكان، من سيارات الأجرة، إلى المطعم، إلى المركز التجاري، إلى الشاطئ؟ سيفكرون حتما في ذلك”.

ويتوجّب على السياح إحضار نتيجة فحص للفيروس سلبية أجري قبل أربعة أيام على الأكثر من الرحلة، أو إجراء الفحص في دبي إلا انه سيكون عليهم حينها عزل أنفسهم حتى يحصلوا على النتيجة.

وفي حين يتم تطبيق التباعد الاجتماعي وفرض وضع الكمامات على نطاق واسع، أعيد فتح العديد من المطاعم وأماكن السياحة في دبي، ولو كان الموظفون يرتدون ملابس واقية في حين يتم استبدال قوائم الطعام التقليدية بقوائم عبر الهاتف باستخدام رمز.

وقال المري “عندما يتعلق الأمر بدبي أعتقد أنه من الرائع حقا أن نرى المتعة تعود إلى المدينة. كما ترون، كل شيء مفتوح”.

المصدر: البيان