المدير «الذي أطفأ شموع الإبداع»!

آراء

حينما تستيقظ مبكراً وفرحاً لأنك لن تذهب لعملك فذلك مؤشر أنك تعمل في المكان الخطأ.
من علامات السعادة أن نذهب مبكراً لأعمالنا وكلنا تفاؤل وحماس وطاقة إيجابية.
من أكثرمعطلات الإبداع العمل في مكان لا نطيق الذهاب إليه. ومن أبرز محفزات التميز والابتكار أن تكون بيئة العمل مغرية وممتعة لكل أفرادها. الإداري الناجح يعمل على صناعة بيئة عمل إيجابية. أما الإداري الفاشل هو ذلك الذي يغطي على مساوئه الإدارية بخلق أجواء من التوتر في مؤسسته حتى يصبح بعض موظفيها مثل «المخبرين السريين» في جهاز أمني بينما الآخرون ينتظرون متى تحل بهم المصائب! مشكلة أن يصبح هم الموظف كيف يتآمر ضد زملائه أو كيف يتجنب مؤامراتهم. أدرك أننا لا نعيش في عالم مثالي. وأعرف أننا لسنا ملائكة ولا أنبياء. لكن لغة عصرنا اليوم هي الإبداع والمنافسة الخلاقة. وما دمنا – موظفين ومديرين – منزحمين بهموم أبعد ما تكون عن الإنتاجية والابتكار والرؤية البعيدة فكيف ننتظر تنمية جادة ومنافسة مع الناجحين في الغرب وفي الشرق؟ إننا فعلاً معنيون بإيجاد مناخ عمل يضمن الحد الأدنى من بيئة الإبداع وكسر الروتين المقيت. ولهذا فإن عملية اختيار القيادات، خصوصاً في مؤسساتنا التنموية، من أخطر وأهم الخطوات الإدارية والتنموية. فكم من مدير ناجح استطاع في وقت قصيرأن يصنع منظومة متكاملة من العمل المنتج والمناخ المبدع فأشعل الطاقات المنطفئة في مؤسسته حتى حققت ما لم يكن في الحسبان. وفي المقابل كم من «مدير» جاءت به حظوظه، أو علاقات النسب والحسب، إلى موقع لا يستحقه فأطفأ شموع الإبداع في نفوس المتميزين في مؤسسته التي – تدريجياً – أحالها إلى مقبرة للإبداع والنجاح!

نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٥٤) صفحة (١٥) بتاريخ (٢٧-٠١-٢٠١٢)