خالد السويدي
خالد السويدي
كاتب إماراتي

النساء قادمات!

آراء

لا أعرف من هو صاحب فكرة اليوم العالمي للمرأة، إن كانت امرأة فهي على الأغلب لم تعش في هذا الزمان الذي تصول فيه النساء كما يصول الرجال، وإن كان رجلاً فأكثر الظن أنه كان لعبة في يد مجموعة من النساء.

تاريخياً بدأت أحد أهم مظاهر اليوم العالمي للمرأة في سنة 1932، عندما ثارت النساء في الاتحاد السوفييتي في تظاهرة سُميت «ثورة النساء العاملات ضد عبودية المطبخ»، ثم ظهر العديد من الدعوات الناعمة بطرق مختلفة وأساليب متعددة وبكيد النساء العظيم، فتحولت المطالبات من الخروج من المطبخ إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير.

يوم المرأة العالمي للتذكير بإنجازات المرأة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، وللمطالبة بحرية المرأة التي يعتبرها البعض مثل الجارية التي تُباع وتشترى لمن يدفع أكثر، هنا من الواجب علينا أن ندعم المرأة ونقف معها وندعو إلى تحريرها، ونساعدها على أن تعيش بعزة وكرامة، فالمرأة «روح الحياة وحياة الروح».

آه على تلك الأيام عندما كانت المرأة تفكر في الزواج والاستقرار، تنظر إلى الرجل على أنه عمود الأسرة الذي يعتمد عليه في كل شيء، والضمان لحياة سعيدة في المجتمع، بينما تغير المفهوم حالياً لتعتبر نفسها في سباق مع الرجل لتتفوق عليه، بل وتتخلص منه أحياناً!

صار لها الأهمية والاهتمام أكثر على حساب الرجال، عندما يدخل أحد الميادين فإنها تلاحقه لتنافسه، كلما التفت يمنة ويساراً وجد المرأة له بالمرصاد، في البيت في العمل في كل مكان صار محاطاً بالنساء، إنجازات النساء تتصدر صفحات الصحف والمجلات حتى لو سبقها الرجل إلى هذا الإنجاز.

في هذه الأيام يشعر الرجال بفقدان السيطرة على المرأة، وشخصياً لا أستبعد ذلك فكل المؤشرات والدلائل أن الغزو النسائي يُطبخ له على نار هادئة، وستكون مسألة وقت لا أكثر، عندما سيجد الرجل نفسه فاقداً لكل حقوقه التي سلمها طواعية للنساء، فيندب حظه ويلطم هنا وهناك، وتدور الأيام ليتم بعد تاريخ طويل من النضال تخصيص يوم عالمي للرجل يطالب فيه بحقوقه التي سلبها منه معشر النساء.. أعزائي الرجال: خذوا حذركم فالنساء قادمات!

المصدر: الإمارات اليوم
http://www.emaratalyoum.com/opinion/2015-03-10-1.764197