الوقاية من القروض

آراء

ونحن نستعد لاحتفالات البلاد باليوم الوطني الخمسين، قدمت قيادتنا الرشيدة واحدة من أنبل وأرقى صور الاهتمام بالمواطن والاعتناء به وإسعاده وتذليل أي صعوبات قد تواجهه وتحول من دون انخراطه بالدور المأمول منه في المجتمع، لجعله منتجاً يخدم نفسه وأسرته ومجتمعه ووطنه، وتحقيق كل مقومات العيش الكريم له ولأسرته.

توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومتابعة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، بإعفاء 4511 مواطناً من مديونياتهم المتعثرة، والتي تجاوزت المليار والـ 157مليوناً و 388 ألف درهم، وبالتعاون مع 20 مصرفاً ومؤسسة تمويل في الدولة، أسعدت نحو خمسة آلاف أسرة إماراتية.

اللفتة الكريمة ثمرة جهد كبير للجنة العليا لمعالجة الديون المتعثرة للمواطنين وتعاون المصارف المعنية معها، وامتداد لنهج القيادة الرشيدة في متابعة أحوال المواطنين، والعمل على حماية الأسرة الإماراتية من مخاطر وتداعيات عجز عائلها عن تسديد ديونه المتعثرة والتزاماته تجاه المصارف المقرضة.

ما أصعب حال الإنسان عندما يجد نفسه في موقف العاجز، وتقوضت وانهارت كل أحلامه وخططه لمستقبل أفضل لأبنائه سواء بمشروع تجاري أو ببناء منزل العمر. ولكن يد الرعاية الكريمة، ومن خلال رؤية حكيمة لقيادتنا الرشيدة على خطى المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حرصت على الوقوف إلى جانب المتعثرين ومساعدتهم بوجود اللجنة والعديد من المبادرات لضمان خروج هذه الفئة من المواطنين من عثرة وجدوا أنفسهم فيها، ودوامة القروض والتزاماتها التي حاصرتهم.

مشاعر من الفرح غمرت المستفيدين وأسرهم من أحدث معالجات اللجنة، وهي سانحة يتجدد معها التعبير عن الشكر والامتنان للجنة العليا لمعالجة الديون المتعثرة للمواطنين، للعمل الدؤوب الذي قامت به بكل صبر وحنكة مع المصارف والمؤسسات المعنية، كما إنها في الوقت ذاته درس لهذه الأطراف للاستفادة منه، وبالأخص المصارف وشركات التمويل للالتزام بالقواعد المنظمة للقروض، والنظر للأمر من مسؤولية وطنية وأخلاقية بعدم توريط الأفراد بقروض وتسهيلات ائتمانية لا قبل لهم بها.

كما إنها دعوة للجميع للوقاية من القروض، وعدم الانسياق وراء الوعود البراقة وإغراءات الاقتراض غير المدروس، وبدون حاجة فعلية لأنه «ورطة» بمعنى الكلمة كما وصفه الشيخ منصور بن زايد ذات مرة.

المصدر: الاتحاد